كيفيّة الوصول إلى ولاية الله إنّ أعظم ما يمكن للعبد أن يفعله حتّى يتقرّب إلى الله تعالى، ويحصل على مرتبة الولاية منه، فيكون أحد أوليائه الصالحين؛ هو تعهّد كتابه الكريم، ويكون ذلك بتلاوته، وسماعه، وتدبّره، فإنّ الإنسان إذا أحبّ شخصاً حرص على قراءة رسائله، وكرّر ذلك كثيراً وباستمرارٍ؛ لأنّه يشتاق لسماع كلماته وقراءتها، وهذا هو حال العبد المؤمن مع الله -تعالى- إذا أحبّه؛ فهو يحرص دائماً على قراءة كلامه، وسماعه، ومطالعته، وقال خباب رضي الله عنه: "تقرّب إلى الله ما استطعت، واعلم أنّك لن تتقرّب إليه
أولياء الله يطلق وصف الوليّ الصالح على الرجل الصالح من المسلمين صاحب السيرة المستقيمة والعبادة والسلوك، أمّا في الدين المسيحيّ؛ فالولي يسمّى قدّيساً، أمّا أولياء الله تعالى فهم على صنفين؛ فإمّا أن يكونوا من أصحاب اليمين المقتصدين، وإمّا أن يكونوا من السابقين بالخيرات، ووليّ الله تعالى؛ هو من وافقه في الأمور المحبّبة لديه والمرغوبة التي توصل إلى رضاه، فيتقرّب إليه بالقيام بالطاعات التي أمر بها، حيث قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواه عنه البخاري في صحيحه: (من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه
كيف أكون عبداً ربانيّاً يتميّز العبد الربانيّ بعدّة علاماتٍ وأماراتٍ، تظهر على أفعاله وأخلاقه، وفيما يأتي بيانٌ لبعض تلك العلامات والأمارات: الحرص على طاعة الله ، وعلى إقامة حُكم الله، وشريعته، وعلى إقامة دِين الإسلام، فقد قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّـهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ)، وقال ابن عبّاس -رضي الله عنهما-:
الأخلاق حثَّ الإسلامُ وغيره من الشّرائع السماويَّة على التحلِّي بالأخلاق الكريمة والصِّفات الفاضِلة، وحذَّر من سيّئ الأخلاق وذميم الصّفات، وما لها من آثارٍ سلبيّةٍ على الفرد والمجتمع، وقد بيّن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّ إحدى أجلى وأهمّ غايات بعثته نبيَّاً من الله تعالى إلى عموم النَّاس هي تقرير الأخلاق وإتمامُها، وقد ورد ذلك في قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: (إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ)، ومن بين الأخلاق الكريمة التي حثّت النُّصوص على التخلُّق والتَّحلي بها خلُق
كيف أقوي إيماني وصلاتي كيف أقوّي إيماني وجبَ على المُسلمِ الاعتناء بإيمانه، والحرص على تقويته دائماً، وسنذكر فيما يأتي بعض الوسائل التي تُعين على قوة الإيمان وزيادته: الصبر: لا بدّ من الصّبر لتقوية الإيمان، فمنزلته من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد كما شبّهه الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، حيث إن الصبر وسيلةٌ تعين على إتمامِ الأعمال الصالحة التي من شأنها أن تُقوّي إيمان العبد؛ كالصلاةِ، والدّعاءِ ، وطلب العلمِ، والدعوةِ إلى الله، والأمرِ بالمعروفِ، والنهيِ عن المنكر، وغيرها، فلربما بدأ
معيناتٌ للقيام على صلاة الفجر توجد العديد من الأسباب التي يمكن للمسلم الاستعانة بها في أداء صلاة الفجر في وقتها، وفيما يأتي بيان البعض منها: النوم في وقتٍ مبكّرٍ من الليل، إذ ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- النوم بعد صلاة العشاء، إلّا إن كان عدم النوم لتحقيق مصلحةٍ أو دفع ضررٍ. الحرص على آداب النوم، منها: الدعاء قبله، والحرص على الطهارة قبله، وجمع اليدين، والنفث فيهما، وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين فيهما. الاستعانة بالغير للاستيقاظ وقت الفجر. الحرص على إعمار القلب بالإيمان والعمل الصالح
كيف أعرف وقت الشروق يَبدأ وقت الشُّروق عند نهاية وقت الفجر، بينما يُمثِّل وقت الغُروب بداية وقت المغرب ، ويُقدَّر الوقت الذي يكون بين طُلوع الفجر الثَّاني وبين طلوع الشَّمس بساعةٍ وخمسة أسباع ساعة زمانيَّة، ويعتمد هذا الوقت على مقدار وقت اللَّيل؛ فإن طال اللَّيل طال هذا السُبع، وإن قصُر اللَّيل قَصُرَ هذا السُبع؛ أي أنَّ مُدَّته تزيد وتنقُص بحسب حساب اللَّيل. ومن المعروف أنَّ وقت الشُّروق ليس ثابتاً على مدار العام؛ بل يَطول ويَقصر بين الصَّيف والشِّتاء. والشروق عندَ الفقهاء هو بداية طلوع
الإيمان ذكر القرآن الكريم والسنة النبويّة المُطهّرة أركان الإيمان وشروطه، وكيف يُصبح المرء مؤمناً، وكيف يعرف إن كان مؤمناً حقاً، أو أن إيمانه قائمٌ على الوهم فقط، ومن النصوص العديدة التي بيَّنت المقصود بالإيمان وكيفيّته وأركانه، قول الله عزّ وجلّ: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)، وقوله سبحانه: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ
الاستغفار يسعى المؤمن دائماً لأن تكون نفسه سالمةً من المَعاصي والذُّنوب، وتلك غايةٌ ساميةٌ بلا شك، لأجل ذلك يجب على المسلم أن يسعى إلى أن يُدرك ما يتقاذفه من أهواء وشهوات ومعاصي فيستغفر الله في كلِّ وقتٍ وحين، وليس بين المُسلمين من ليس بحاجةٍ إلى الاستغفار مهما بلغ من الإيمان والتّقوى؛ حيث إنّ كلّ إنسانٍ مُعرّضٌ لارتكاب الذنوب والآثام، حتى إنّ سيّدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - كان يستغفر الله في كل يوم عدّة مرات حيث روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
كيف أعرف أنّ الله راضٍ عني يمنح الله -تعالى- عبده علاماتٍ كثيرةٍ يستدلّ من خلالها إن كان الله -عزّ وجلّ- راضٍ عنه أم لا، منها: أن يُيسّر الله لعبده القيام بواجباته تجاه خالقه، وأن يهديه -سبحانه وتعالى- إلى الطريق المستقيم، حتّى إذا ما شعر العبد ببعض هذه العلامات لزم في نفسه سؤال الله -تعالى- الثبات على طريق الحقّ، حيث ينسب الخير الذي فيه إلى كرم الله -تعالى- وفضله ورحمته، ويلحق ذلك بالعمل الصالح؛ فالعبد معرّضٌ للفتنة والاغترار بالنفس؛ لذلك كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر من دعاء الله
الدين الإسلامي خلق الله الإنسانَ على الفطرةِ، وجعل الدّين الإسلامي أساساً بعد كلّ الأديان التي مرّت على البَشريّة، ووهبه العقل ليَتفكّر بِما حوله، ويُسبّحَ بحمده، فبشَّر المؤمن بالجنة، وتوعَّد الكافر بالنار؛ فالدين الإسلامي وُجدَ ليجمع الناس كلهم على ملّةٍ واحدة، يعبدون الله وحده لا شريك له، ويقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة، ويَسيرون على نهجه ودينه. إنّ مُغريات الحَياة، والانصِياع للشيطان جَعل الكَثير من الناس يَزيغون عن الدّين الحنيف فاعتَنقوا الأديان الأخرى، وبقوا على جَهلهم وضلَالهم، ولكنّ
المواظبة على طاعة الله يُمكن أن يُرضي العبد ربه من خلال المواظبة على الطاعات، حيث إنَّ لذة العبادة والطاعة أمر لا يُنال إلّا من خلال الاستمراريّة في الطاعة، إذ ذكر أحد السلف: (جهدت العبادة عشرين سنة، ثم تلذذت بالعبادة عشرين سنة)، وبالتالي فلا بدَّ من جهاد النفس في الاستمرار على العبادة والخشوع، وذلك للوصول إلى لذتها، ومن هذا المنطلق يجب معاندة الشيطان، والاستمرار في تلاوة القرآن الكريم، وأداء الصلاة، والاجتهاد في استحضار الخشوع؛ فثمار العبادة والإصرار على طاعة المولّى، والحرص الدؤوب على سلوك
كيف أرجع إلى ربّي يتمثّل الرجوع إلى الله -عزّ وجلّ- بنَدَم الإنسان على ما خرج منه؛ سواء كان قولاً أو فعلاً، وهذا الندم لا بُدّ أن يرتبط بتمنّي عدم وقوع هذا الذنب أصلاً، بالإضافة إلى العزم على عدم العودة إلى هذا الذَّنْب أو المعصية مرة أخرى، وهذا العزم يكون قائماً بحَدّ ذاته؛ إذ إنّ العبد إذا رجع إلى معصيته، فإنّ رجوعه الأوّل إلى الله -تعالى- صحيح؛ فالمطلوب هو العزم والإرادة الصادقة في عدم ارتكاب الذَّنْب وليس ارتكاب الذَّنْب، بَيْد أنّ الذَّنْب اللاحق يستوجب توبة أخرى مُخلصة، وتجدر الإشارة
الإسلام الإسلام لغةً هو الاستسلام، وأمّا في الاصطلاح الشرعيّ يُقصد به الانقياد لأوامر الله تعالى، والإخلاص له في العبادة مع عدم الشّرك به، وهو أوّل المراتب الثلاثة للدّين؛ الإسلام ثمّ الإيمان ثمّ الإحسان، وللإسلام أركان خمسة؛ أوّلها شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وثانيها إقامة الصلاة، وثالثها إيتاء الزكاة، ورابعها صوم رمضان، وآخرها حجّ بيت الله الحرام لِمن استطاع إليه سبيلاً، ويعدّ الإسلام عند المسلمين هو الدّين الذي ارتضاه الله -تعالى- للبشريّة كدينٍ ختاميّ، فليس بعده
حُسن الظن بالله يسعى العبد المؤمن إلى أداء جميع التكاليف والأعمال التي أمره الله -سبحانه وتعالى- بها، وذلك ليبلغ رضوانه الذي وعد به سبحانه عباده الذين يؤمنون به ويعملون الصالحات، ولكي ينجو بذلك من عذابه الذي أعدّه لمن لم يؤمن به سبحانه ولم يقم بحق الله الذي طُلِب منه. فالعبد المؤمن يُحسن العمل، ويُحسن الظن بالله ، فيدعو ربه ويناجيه وهو موقن بالإجابة، ويعمل الصالحات، ويتجنّب المعاصي وهو على يقين بأنّ الله سيجازيه على ما قام به من الأعمال الصالحة، وأنه سيغفر له تقصيره وخطأه إذا استغفره وتاب
حساب ثلث الليل الأخير يحسب ثلث الليل حسب عدد ساعات الليل، فإذا كانت الشمس تغرب الساعة الخامسة مساءً ويطلع الفجر الساعة الخامسة صباحاً فإنَ ثلث الليل يساوي 4 ساعات وثلثي الليل مدته 8 ساعات، وعليه فإنّ الثلث الأخير من الليل يبدأ من الساعة الواحد وحتى الساعة الخامسة عندَ طلوع الفجر ، فبهذه الطريق يمكننا حساب ثلث الليل ونصفه وثلثيه، فالثلث الأول من اللي ينتهي الساعة التاسعة، ومنتصف الليل في الساعة الحادية عشرَ ليلاً، والثلث الأخير من الليل يبدأ من الواحدة حتى الخامسة. اختلاف وقت الثلث الأخير
الحجاب يُعتبَر الحجاب عبادة وتقرُّب إلى الله عزّ وجلّ، وليس من باب العادات والتقاليد -كما يزعم البعض- بل هو من الأوامر التي أمر الله سبحانه ورسوله -عليه الصلاة والسلام- نساء المؤمنين بها، فالحجاب للمرأة بمثابة الحفظ والستر لها، ويُعتبَر دليلاً على طهارة القلب ونقائه، فهو يدفع أسباب الفتنة والرّيبة والشكّ عن المرأة المؤمنة، ويحفظها من الوقوع في ما حرّم الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ
كيفيّة تحقيق خشوع القلب يتحقّق الخشوع في قلب العبد بتهذيب النفس وتعويدها على عدّة أمورٍ، وفيما يأتي بيانٌ لبعضها: اللجوء الى الله -تعالى-، والإقبال عليه، والتوجُّه إليه بالدعاء بيقينٍ أن يرزق عباده الخشوع والسكينة. المداومة على العبادات الواجبة، والاستزادة من الأعمال الصالحة؛ طاعةً لله -تعالى-، قال -سبحانه- في مُحكم كتابه: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ). الكفّ عن المعاصي والذنوب، وتطهير القلب ممّا علق به من الشّوائب، والشهوات، والمَلذّات، قال الله -تعالى-:
كيف أجعل ربي يحبني كثيرةٌ هي الأعمال التي يتحصّل بها العبد على محبة الله له، ومن هذه الأعمال ما يأتي: قراءة القُرآن بتدبر: يكثر المسلم من قراءة القرآن الكريم، ويتعمق في فهم معانيها، ويستشعر خطاب الله -تعالى- للعبد فيه، فيقف عند حدوده، ويفعل ما أمر به، ويبتعد عن ما نُهي عنه، فإن فعل المُسلم ذلك زاده الله محبة للطاعة التي هي ثمرة محبة الله -تعالى-. تقديم طاعة الله ومحبوباته على محبوبات النفس: تقديم أوامر الله على هوى النفس وشهواتها، أمر يزيد من محبة الله للعبد؛ فإنّ الإنسان إذا خُيّر بين أمرين
كيف أجعل ابني يصلي توجد العديد مِن الأمور التي تُساعد الآباء في ربط أولادِهم بِالصلاة، ومنها ما يأتي: الدُّعاء لهم بالصلاح، اقتِداءً بنبي الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- في قول الله -تعالى-: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)، وذلك بِالدُّعاء لهم بأن يُحبّبهم الله -تعالى- في الصلاة، ويُعينهم على إقامتها. استخدام أُسلوب الترغيب والترهيب في سنّ العاشرة، فإن أصرّ على ترك الصلاة بعد النُّصح والتذكير فيُمكن للوالدين بعد استنفاد جميع الوسائل
التّوبة ميَّزَ الله تعالى بني آدمَ بنعمَةِ العَقلِ التي هيَ أداةُ الإدراكِ والتَّدبيرِ والتَّفسيرِ، ثمَّ جَعلَ العَقلَ مَناط التَّكليفِ ومِيزانَ الرُّشدِ، وأَلهَمَهُ توظيفَ خَصائِصِهِ في الاختيارِ والتَّعايُشِ بينَ التَّسييرِ والتَّخيير؛ فيصيبُ تارةً ويُخطِئُ أُخرى. عن أنس بن مالكَ رَضِيَ الله عَنهُ عن رَسولِ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أنَّه قال: (كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطًّائينَ التَّوَّابونَ)، ويقولُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: (والذي نفسي بيدِهِ لو لم تُذنبوا لَذَهَبَ اللهُ
تعلُّم الدِّين حثَّ الإسلام على العلم والتَّعلم، وجاءت النُّصوص الشَّرعيَّة من القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة داعيةً له ومذكِّرةً بفضله وفضل طالبي العلم والسَّاعين لتحصيله، وما يحظى به المتعلِّم من فضلٍ ومنزلةٍ رفيعةٍ بين النَّاس في الدُّنيا والآخرة، ومن ذلك قول الله تعالى: (...قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)، فالسَّاعي في طريق العلم يسهِّل الله تعالى له طريقاً إلى الجنَّة، وإنَّ العلماء بعلمهم ورثة الأنبياء
كيفيّة التعلّق بالله يكون التعلق بالله عن طريق اتباع مجموعة من الإرشادات ومنها: التعلّق بالله -تعالى- وحده، من غير تعليق القلب بالأسباب؛ لأنَّ هذا هو فسادٌ للقلب و بعدٌ عن طاعة الله -تعالى- وتوفيقه؛ فالله -تعالى- هو الذي أعطى الأسباب تأثيرها، ومن الآثار والنتائج المترتّبة على التعلّق بالأسباب أن يحول الله بين المرء وقلبه، كما قال الله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّـهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ
المعاصي لمّا خلق الله آدم وزوجه حواء وأدخلهما الجنة، أمرهما بأوامر، ونهاهما عن أمور؛ فأغوى إبليس آدم وزوجه فعصيا الله ووقعا فيما نُهيا عنه من المعصية، ويدلُّ ذلك على أنّ طبيعة البشر جُبلت على حبّ الشهوات والملذات؛ حيث إنّ مَعصية آدم بيّنت حبّه للخلود التي هي من الفِطرة التي جُبل عليها الإنسان، وقد أغواه إبليس عليه لعنة الله وأوهمه بذلك حتى عصى الله، قال تعالى: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ