كيف أكون من أولياء الله الصالحين
كيفيّة الوصول إلى ولاية الله
إنّ أعظم ما يمكن للعبد أن يفعله حتّى يتقرّب إلى الله تعالى، ويحصل على مرتبة الولاية منه، فيكون أحد أوليائه الصالحين؛ هو تعهّد كتابه الكريم، ويكون ذلك بتلاوته، وسماعه، وتدبّره، فإنّ الإنسان إذا أحبّ شخصاً حرص على قراءة رسائله، وكرّر ذلك كثيراً وباستمرارٍ؛ لأنّه يشتاق لسماع كلماته وقراءتها، وهذا هو حال العبد المؤمن مع الله -تعالى- إذا أحبّه؛ فهو يحرص دائماً على قراءة كلامه، وسماعه، ومطالعته، وقال خباب رضي الله عنه: "تقرّب إلى الله ما استطعت، واعلم أنّك لن تتقرّب إليه بشيءٍ هو أحبّ إليه من كلامه"، ويمكن للعبد أيضاً أن يصل إلى مرتبة أولياء الله الصالحين؛ بالحرص على سائر أنواع ذكر الله عزّ وجلّ، وليس بالقرآن الكريم فقط، كما لا بُدّ له من معرفة صفات هؤلاء الأولياء؛ حتى يتّصف بها فيكون منهم، وأوّل هذه الصفات؛ هي التقوى، والمراد بالتقوى: أن يجد الله -تعالى- عبده في كلّ مكانٍ أمره به، وأن يفقده في كلّ مكانٍ نهاه عنه، وهي سببٌ في نجاة العبد من النار، ومن صفات أولياء الله -تعالى- أيضاً؛ أنّهم أهل التقرّب إلى الله -عزّ وجلّ- بكلّ ما يحبّ؛ فهم حريصون على إقامة الفرائض والاستزادة من نوافل الصلاة، والصيام ، وقراءة القرآن الكريم ، والصدقات، وغيرها من العبادات.
درجات ولاية الله للمؤمنين
إنّ لكلّ مؤمنٍ من المؤمنين نصيبه من ولاية الله -عزّ وجلّ- ومحبته والقرب منه، إلّا أنّهم متفاوتون في هذه الدرجة بحسب إيمان كلٍّ منهم وتقواه، وبحسب قيامهم بالأعمال الصالحة البدنية والقلبية، وفيما يأتي بيان درجات ولاية الله تعالى:
- الدرجة الأولى: درجة الظالم لنفسه؛ ويُراد به المؤمن الذي يقترف المعاصي؛ فتكون ولايته بقدر إيمانه وأعماله الصالحة.
- الدرجة الثانية: درجة المقتصد؛ ويُراد به المؤمن الذي يقوم بفرائض الله -تعالى- وينتهي عن معصيته، إلّا أنّه لا يحرص على أداء النوافل ولا يجتهد فيها، فهذا له من الولاية أكثر ممّا للدرجة الأولى.
- الدرجة الثالثة: درجة السابق بالخيرات؛ ويُراد به المؤمن الحريص على القيام بالفرائض والنوافل معاً، كما أنّه كثير العبادات القلبية لله تعالى، فهذا هو صاحب الولاية العالية من الله تعالى.
مفاهيم خاطئةٌ حول أولياء الله
هناك بعض المفاهيم الخاطئة لدى الناس حول ولاية الله -تعالى- للعبد، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:
- الاعتقاد بأنّ الوليّ قادرٌ على التأثير في الكون؛ فيجوز دعاؤه والاستغاثة به عند الأزمات.
- الاعتقاد بأنّ الوليّ يكون معصوماً، فلا يمكنه العصيان أبداً.
- الاعتقاد بأنّ الغيب مكشوفٌ للوليّ.
- الاعتقاد بأنّ للوليّ قدرةً على التشكّل بأشكالٍ مختلفةٍ، والظهور بها أمام الناس.
- الاعتقاد بإباحة مخالفة أوامر الشريعة الإسلاميّة للولي، وعدم جوازالإنكار عليه إن فعل ذلك.
- الاعتقاد بأنّ للولي الكبير أن يعطي الولاية لغيره من أتباعه.