الجنة الجنة دارٌ سبحان من سوّاها، وعز وجَلَّ من بناها، دارٌ طابت منازلها، وجُهّزت لسكناها، دارٌ تُحقّق النفوس فيها مناها، فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاكهتها مما يتخيّرون، ولحمها مما يشتهون، وأنهارها متنوّعة منها ما هو من ماءٍ غير آسنٍ، ومنها ما هو من لبنٍ، ومنها ما هو من خمرٍ، ومنها ما هو من عسلٍ، أنهارٌ تجري بلا أخدود، وظلّها ممدود، وخيرها غير محدود، فتبارك الرب المعبود، أما أبوابها فهي ثمانية أبوابٍ ما بين البابين مسيرة أربعين سنة، إذا جاء أهل الجنة إليها وجدوها
أسماء يوم القيامة أطلق الله -سبحانه وتعالى- عدّة أسماءٍ على يوم القيامة ، منها: النبأ العظيم، والغاشية، والقارعة، ويوم الدِّين، ويوم البَعث، والصاخّة، والحاقّة، ويوم الفَصل، وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أنّ حديث القرآن الكريم عن يوم القيامة، وما له من أسماءٍ يدلّ على أنّه لا يمكن لأحدٍ معرفة معانيها الحقيقيّة، وقد عُرِّف عن يوم القيامة في القرآن بأسلوب الاستفهام؛ من باب إبهام المعنى على القارئ، والسامع، وتعظيم شأن يوم القيامة، وتهويله، ومع أنّ العرب على علمٍ في اللغة، إلّا أنّهم لم يُدركوا معاني
أسماء يوم القيامة التي وردت في القرآن الأسماء التي وردت مرّة واحدة في القرآن هناك العديد من أسماء يوم القيامة التي ذُكِرَت في القرآن الكريم مرّة واحدة، وبيانها فيما يأتي: الغاشية: وقد سُمِّيَت بذلك؛ لأنّها تغشى الناس، وتَعمُّهم بأهوالها؛ قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ). القارعة: وقد سُمِّيَت بذلك؛ لأنّها تَقرع قلوب العباد عندما تأتي عليهم، وتُفزعهم؛ قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ). الحاقّة: وسُمِّيت بذلك؛ لأنّ الوعد والوعيد يتحقّقان في ذلك اليوم؛ قال
حال الكافرين يوم القيامة يصف الله تعالى في كتابه الكريم نهاية المعرضين عن دينهم في حياتهم الدنيا، ويؤكّد ذلك النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الأحاديث الشريفة الواردة عنه، ذلك أنّه ما من مستكبرٍ عن طاعة الله وعبادته إلّا سيلج النار التي أعدّها الله عقوبةً للمجرمين، تناسب كلّ واحدٍ منهم بحسب إجرامه وظلمه وقبح فعاله في الدنيا، ولقد أعطى الله تعالى ذلك التقريع والتنبيه أهميّةً كبيرةً حتّى لا تكاد سورةٌ في القرآن الكريم إلّا وتذكّر بالعقاب الذي سيصلاه الكافرون يوم القيامة، ولم يكتف القرآن الكريم
أسماء الجنة جاء في القرآن الكريم ما يُشير إلى أنّ هناك عدداً من الجنّات التي أعدّها الله -عزّ وجلّ- لعباده الصالحين في اليوم الآخر، فقال الله تعالى: (ولِمَنْ خافَ مَقامَ ربِّه جَنّتانِ)، وقال: (ومِنْ دُونِهما جَنّتانِ)، وقد وردت نصوصٌ شرعيةٌ تصف الجنة بعدّة صفاتٍ؛ فقال أهل العلم إن كانت الجنّة واحدةً؛ فهي أوصاف، وإن كانت جنات متعدّدةٍ كانت أسماء لها، ومن ذلك: جنّات عدْنٍ، ودار السلام، ودار الخُلد، والفردوس، وجنّة المأوى، وجنّة النعيم، ودار الإجلال، وذهب أهل العلم إلى أنّ عدد الجنات أربعةٌ فقط،
أسباب عذاب القبر عدّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من الأسباب التي تلحق بصاحبها عذاب القبر، أوّل هذه الأسباب النميمة، وعدم الاستنزاه من البول، وقد ذكرهما النبيّ -عليه السّلام- معاً حين مرّ على قبرين فأخبر أنّها يعذّبان وليسا يعذّبان لفعلٍ كبير، فقد كانا يتهاونان في الاستنزاه من البول، أو بالسير في النميمة بين الناس، ومن الأسباب الأخرى الغيبة، وهي ذِكر المرء أخاه بما يكره من صفاتٍ. وكذلك الغلول؛ وهو السرقة من الغنيمة قبل تقسيمها، وقد عدّها النبيّ -عليه السّلام- من الأعمال التي توصل إلى
الجنة إن الجنة هي الهدف الأسمى الذي يسعى المؤمنون جاهدين لتحقيقه يوم القيامة ، فهي الفوز العظيم الذي وعد الله -تعالى- به عباده الصالحين الذين شهدوا بوحدانيّته، وآمنوا به سبحانه، وبكتبه، وملائكته، ورسله عليهم السلام، وباليوم الآخر ، والقدر خيره وشره، كما إن الجنة دار الخلد والنعيم الدائم الذي لا ينقطع، وفيها السعادة مطلقة لا يقطعها حزن، ولا نصب، ولا هم، وقد ذكر الله -تعالى- صفات الجنة في الكثير من آيات القرآن الكريم، وبيّن رسوله -صلى الله عليه وسلم- الطريق إلى الجنة وأسباب دخولها. أسباب دخول
علامات الساعة علامات الساعة الصغرى توجد العديد من علامات السّاعة الصُغرى التي ثبت ذكرها في القرآن والسنة النبوية، والتي تكون قبل قيام السّاعة بأوقاتٍ مُتفاوتة، وقد يظهر بعضها مع علامات السّاعة الكُبرى ، وهي كثير جداً، وممّا جاء منها في الأحاديث الصحيحة الثابتة ما يأتي: بعثة النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-، وختم النُبوة والرّسالة به، وموته -عليه الصلاة والسلام-، قال -عليه الصلاة والسلام-: (بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، وَيَقْرُنُ بيْنَ إصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ، وَالْوُسْطَى)، وقال:
الجنة خلق الله تعالى البشر لعبادته، وبَيَّن لهم أنَّ الطريق للنعيم المقيم يكون بالعمل الصالح، واستغلال نعم الله تعالى من الصحة والفراغ في الصالحات، فحال الدُنيا الفناء، أمَّا الجنة فهي دار الجزاء التي أعدَّها الله تعالى لعباده الصالحين حيث السعادة الدائمة والصفو الذي لا يُعكره كدر، ومن يُبحر في الآيات والأحاديث التي تناولت الحديث عن الجنة، فإنَّه يشعر بالشوق لها مما يدفعه الى الإقبال على الأعمال الصالحة، واجتناب المحرمات . يوجد في الجنة درجات تصل إلى مئة درجة، أمَّا عن التفاوت بين هذه الدرجات
غراس الجنّة وردت لفظة غراس الجنة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألَا أدُلُّكَ على غِراسٍ، هو خيرٌ مِنْ هذا؟ تقولُ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، يُغْرَسُ لكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ منها شجرةٌ في الجنةِ)، والغراس لغة هو كل ما يغرس من النخل أو الشجر، وهي جمع غرس، إذاً فغراس الجنّة كما ورد في الحديث الشريف هي: سبحانَ اللهِ، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وهذه الكلمات الأربع هي إحدى العبادات القولية السهلة واليسيرة، حيث يستطيع المسلم قولها في كل
أبواب جهنّم السبعة بيّن الله في القُرآن أنّ عدد أبواب جهنّم سبعة أبوابٍ، ولكُلّ بابٍ منها يدخله بعض أتباع إبليس، وذلك بحسب أعمالهم، قال الله تعالى: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ*لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ)، وذكر الإمام علي بن أبي طالب أنّ هذه الأبواب السبعة فوق بعضها البعض، فيمتلئ الباب الأوّل ثمّ الثاني وهكذا حتى تمتلى كُلّها، وأمّا أسماء هذه الأبواب؛ فلم يرد نصٌّ ثابتٌ من الكتاب أو السنّة يبيّن صراحةً أسماء أبواب جهنّم، ولكن وردت آثارٌ عن
أبواب الجنّة اتّفق العلماء على أنّ للجنّة ثمانية أبوابٍ، وقد ثبت ذلك في الكثير من الأحاديث عن النبيّ، فعن عبادة عن الرسول -عليه السلام- قال: (مَن شَهِدَ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحَمَّداً عبدُه ورسولُه، وأنَّ عيسى عبدُه ورسولُه، وابنُ أَمَتِهِ، وكلمتُه، ألقاها إلى مريم، ورُوحٌ منه، وأنَّ الجنةَ حقٌّ، وأنَّ النارَ حقٌّ، وأنَّ البَعْثَ حقٌّ، أدخله اللهُ الجنةَ -على ما كان من عملٍ- من أيِّ أبوابِ الجنةِ الثمانيةِ شاء)، وهذه الأبواب منها ما ثبت بدليلٍ شرعيٍّ، مثل: باب الصلاة ،
أبواب الجنة وأسماؤها ورد في السنة الشريفة أنّ للجنة ثمانية أبوابٍ، ووردت أسماء أربعةٍ منها، وهي: باب الصلاة ، وباب الجهاد، وباب الصدقة، وباب الريان، واجتهد العلماء في ذكر أسماء الأبواب الأخرى؛ فقال ابن حجر إنّ هناك باب الحجّ ولا شكّ، إذ إنّه الركن الوحيد الذي لم يُذكر له اسمٌ صريحٌ، فقال بوجود باب الحجّ، ثمّ ذكر أنّ الأسماء الثلاثة الأخرى هي: باب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والباب الأيمن؛ وهو باب المتوكّلين على الله، وأخيراً باب الذكر، وقيل هو باب العلم؛ فتلك ثمانية أبوابٍ للجنة، إلّا
أبواب الجنة الثمانية وعد الله عباده المؤمنين بالجنة، وأخبر أنّ لها أبواباً، وبيّن النبي أنّ عددها ثمانية أبوابٍ؛ قال عليه الصلاة والسلام: (ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ)، وكرّم الله أُمّة محمدٍ ببابٍ خاصٍ في الجنة، عرضه ما يقطعه الركْب في ثلاثٍ، ومن الأشخاص الذين شهد لهم النبي بدخول الجنة من جميع
آخر من يدخل الجنّة أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصحيح عن آخر أهل الجنّة دخولاً لها، وهو آخر من يخرج من النار، وقد جاء خبره بأكثر من روايةٍ، وبيان ذلك فيما يأتي. الرواية الأولى أخرج البخاريّ عن عبد الله بن مسعود أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذكر أنّ آخر أهل النار خروجاً منها وآخر أهل الجنّة دخولاً لها؛ رجلٌ يدخل الجنّة حبواً؛ حيث يخاطبه الله -سبحانه- آمراً إياه بدخول الجنّة، فيذهب ليدخلها فيُخيّل له أنّها ملأى لا تتسع له، فيرجع إلى ربّه سبحانه قائلاً: إنّي وجدتها ملأى؛
آخر من يخرج من النار ذكر النبي آخر رجلٍ يدخل الجنة ويخرج من النار في الحديث الذي رواه الإمام مسلم أنّ النبي سُئل عن رؤية الله يوم القيامة، فأجابهم ثمّ تحدّث لهم عن بعض مشاهد يوم القيامة، ومنها مشهد آخر رجلٍ يخرح من النار، فبعد أن يخرج أهل الجنة من النار يُصب عليهم ماء الحياة، فينبتون كالنبات، ويبقى رجلٌ مقبلٌ بوجهه على النار، فيدعو الله لصرف وجهه عن النار، لشدّة ما عانى من العذاب، فيقول الله له: "هل تسألني شيءٌ غير ذلك"، فيقول: "لا"، فيستجيب الله له، فيسكت فترةً ثمّ يرجع للدعاء، فيدعو أن
آخر رجلٍ يدخل الجنّة أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن آخر أهل النار خروجاً منها، وهو آخر أهل الجنّة دخولها إليها، وقد جاء الخبر بأكثر من روايةٍ، منها ما أخرجه البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ذكر أنّ آخر أهل الجنّة دخولاً رجلٌ يدخل الجنّة حبواً؛ فيناديه الله -عزّ وجلّ-: (اذهَبْ فادخُلِ الجنَّةَ)، فيقول الرجل: (أتسخُرُ منِّي، أو: تضحَكُ منِّي وأنت الملِكُ)، فيذهب ليدخلها فيتراءى له أنّها ملأى، ولا مكان له فيها، فيرجع إلى ربّه
آثار العقيدة الصحيحة آثار العقيدة الصحيحة على الفرد إنّ للعقيدة الصَّحيحة آثاراً متعدِّدةً على الفرد المسلم، نذكر منها ما يأتي: الأثر الأوَّل: استقرارُ النَّفس وعدمُ الخوف على الحياة: يعلمُ المسلم أنَّ موته آتٍ لا محالة، قريباً كانَ أم بعيداً، ويوقنُ أنَّ الأعمار بيد الله -عزَّ وجل-، إذ قال -تعالى- في كتابه الكريم: (وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّـهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، كما يعلمُ استحالةَ تغيير أجله، لذا تجده مُستقَّراً ثابتاً أمام عقباتِ الطَّريقِ، لا
آثار الإيمان بعلم الله المطلق للإيمان بعلم الله -تعالى- المُطلق العديد من الآثار ، ومنها ما يأتي: اليقين بأن الله -تعالى- وحده من يعلم الغيب ؛ يقول تعالى:(قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)، فلا يطمئن من يؤمن بعلم الله وحده للغيب بما قد يُخبر به المُنجمون والكُهّان من الغيب، وهذا الغيب المُطلق لله -تعالى- قد يُخبر به بعض أنبيائه، لقوله تعالى: (إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ). اليقين بعلم الله -تعالى- بمكنونات
آثار الإيمان باليوم الآخر أوْلى الله -تعالى- اهتماماً بالغاً بالإيمان باليوم الآخر تذكيراً للعباد بقدومه لا محالة؛ حتى لا ينشغل الناس عنه، وينسوا أن هناك نهاية للحياة الدّنيا بسبب تمسّكهم بها وبما فيها من مغرياتٍ وشهوات، كما بَيّن الله -تعالى- في قوله:(أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ). ولمّا يؤمن العبد بقدوم هذا اليوم يسعى له سعيه، ويحرص على القيام بأفضل الأعمال التي تُقرّبه من الله -تعالى- لينال رضاه وجنّته ، وبالإيمان