سورة المطففين المطففين هي من السور المكية في القرآن الكريم، وهي الثالثة والثمانون في المصحف، ويشار إلى أنّ عدد آياتها هو ستٌ وثلاثون، وقد سميت بهذا الاسم لأنّها تتوعد المطففين، أي الذين يغشون في الكيل والميزان، فقد روي عن ابن عباس: (لمَّا قدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ كانوا مِن أخبثِ النَّاسِ كَيلًا فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) [المطففين: 1] (فأحسَنوا الكَيلَ بعدَ ذلك)[صحيح ابن حبان] وفي هذا المقال سنذكر الآية السابعة والعشرين من هذه السورة بشكلٍ مفصل،
تفسير آية ولا تحسبن الله غافلاً قال تعالى في سورة إبراهيم: (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصار)، وذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة وقوله تعالى ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمين، أي لا تحسب أنّ الله تعالى يغفل عما يفعله الظالمون من أعمال، بل هو سبحانه يمهلهم وينظرهم ويحصي لهم أعمالهم ويعدها عليهم عدّاً، ويؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، وهذا اليوم هو يوم الأهوال الشديدة وهو يوم القيامة. ذكر القرطبي في
معنى وتفسير آية (والصبح إذا تنفس) يوجد العديد من المُفسِّرين الذين قاموا بتفسير الآية الكريمة: (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ)، وتَبيين المعنى المُراد منها، وواحدٌ من هذه المعاني أنَّ الآية الكريمة يُقصد بها امتداد ضُوء الصَّباح، وانتشاره بطُلوع الفجر وما يُصاحبه من الهَواء العليل والنَّسيم اللَّطيف، والذي يكون كالنَّفَس للصَّباح، فأشبه هذا عمليَّة التَّنفّس مَجازاً. كما تعني الآيةُ أيضاً أنَّ الصَّباح امتدَّ حتى أصبح نهاراً واضحاً جليَّاً. ويُعدُّ الصُّبح أحد الأمور التي أقسم الله -سبحانه
ابن كثير مؤلّف كتاب تفسير القرآن مؤلّف كتاب تفسير القرآن هو الإمام الحافظ عماد الدين بن إسماعيل، بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير، القرشيّ، الدمشقيّ، الشافعيّ، وكان يكنّى بأبي الفداء، وقد كان محدّثاً، ومؤرّخاً، وُلد سنة سبعمئة في قرية مجدل، وهي إحدى مناطق بصرى التي ولد فيها والده، أمّا أُمّه فهي من قرية مجدل، وقد كانت الفترة التي قضاها ابن كثير في دمشق تشهد حركة علمية فريدة؛ فبدأ بحفظ القرآن الكريم، ثم اتّجه نحو التفسير، والقراءات، والتاريخ، وقد بدأ يتعلّم على يد أخيه عبد الوهّاب، ثم تلقّى العلم
مُعجزات القرآن الكريم تتميّز معجزة القرآن الكريم عن غيرها من معجزات الأنبياء بأنّها باقية إلى قيام الساعة؛ إذ إنّ كلّ المعجزات التي أجراها الله على أيدي أنبيائه ورُسُله السابقين انقضت آثارها في حياتهم، ولم تصلنا منها إلّا أخبارها وحكاياتها، أمّا القرآن الكريم فهو معجزة مُتجدّدة لا تنتهي بتعاقُب الأجيال، ولا تتبدّل بتغيُّر الأحوال، بل هي حُجّة بالغة، ودليل صادق، ومعجزة باهرة، وقد بَيَّنَ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- خصوصيّة معجزة الإسلام حينما قال: (ما مِنَ الأنْبِياءِ نَبِيٌّ إلَّا أُعْطِيَ ما
تعريف عام بسورة البقرة إنّ سورة البقرة هي أوّل سورة نزلت بالمدينة المنورة فهي سورة مدنيّة، وتأتي في الترتيب الثاني بين سور القرآن الكريم، ويبلغ عدد آياتها مئتان وستة وثمانون، وفي هذه السورة أطول آية في القرآن وهي آية الدّين. سبب تسمية سورة البقرة إنّ سبب تسمية سورة البقرة بهذا الاسم ما جاء في قصة موسى مع بني إسرائيل حيث أمرهم بأن يذبحوا بقرة حينما قتل فيهم رجلا ولم يعرفوا قاتله، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا
الحروف في القرآن افتتحت عدد من السور في القرآن الكريم بأحرف تقرأ مقطعة بأسمائها فيقال ألم، لام، ميم، وقد وردت تلك الحروف في تسع وعشرين سورة من سور القرآن الكريم، منها ما افتتح بحرف واحد مثل "ق"، "ن"، ومنها ما افتتح بحرفين مثل طه، يس، ومنها ما افتتح بثلاثة أحرف مثل ألم، ومنها ما كان أكثر من ثلاثة مثل كهيعص، وإنّ هذه الحروف ليست لها معانٍ سواء مسمايتها التي تنطق بها، ولم يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام في معناها حديث، لذلك وقع الاختلاف بين العلماء في معنى هذه الحروف. معاني الحروف في القرآن
الإعجاز البياني في القرآن الكريم أُنزل القرآن الكريم على النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم بلسانٍ عربيّ فصيح، لتحقيق سعادة الناس في الدار الدنيويّة والآخرويّة، وهو المعجزة العظيمة التي وهبها الله عزّ وجلّ للرسول صلّى الله عليه وسلّم، ويُوجد فروع عدَّة تدلّ على الإعجاز القرآني أهمّها الإعجاز البياني والأصول الفقهية التي تبحث في الأحكام الشرعيّة واستخراجها من الآيات القرآنيّة المختلفة. من هنا كان التحدّي القائم زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يأتي أحد من أبناء الجاهليّة بمثل آية واحدة من القرآن
مدن ذكرها القرآن الكريم جاء في كتاب الله عز وجل ذكر عدد من المدن والبلدان والشخصيات والأحداث التي شهدها التاريخ، فكان لكلّ ما ورد في القرآن الكريم قصة خاصة به؛ فشملت أقوام الأنبياء، وتواريخ المدن، وأحوال الناس في تلك الحقبة، ومن أبرز المدن واردة الذكر مدينة مكة المكرمة التي ذُكرت في أكثر من موضع ومن بينها سورة الفتح آية 24، ومصر في سورة يوسف آية 99، والمدينة المنورة والأحقاف والأرض المقدسة، والمدينة العراقية بابل التي وردت في سورة البقرة. ذكر مدينة بابل العراقية في القرآن الكريم ورد ذكر مدينة
أمثلةٌ على تفسير القرآن بالسنّة ورد في السنّة النبويّة الكثير من الأمثلة على تفسير رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- آياتٍ من القرآن الكريم ، وفيما يأتي ذِكر بعضها: المثال الأوّل: فسَّر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قَوْل الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمـنُ وُدًّا)؛ إذ قال: (إذا أحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّماءِ: إنَّ اللَّهَ
القرآن الكريم يُعرّف القرآن الكريم بأنّه: كلام الله تعالى المنزَّل على عبده ورسوله محمد صلّى الله عليه وسلّم، المعجز بأقصر سورةٍ منه، المتعبد بتلاوته حروفًا ومعانيَ، والمبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس ، وهو الكتاب الذي حفظه الله تعالى من التحريف والتغيير، وميّزه بأن حفظه في صدور المؤمنين حروفاً وحدوداً، قال تعالى: (بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)، ولقد أنزل الله كتابه الكريم بواسطة روح القدس جبريل عليه السلام إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم،
وقت نزول سورة التوبة سورة التوبة سورة مدنيّة، وفيما يأتي تفصيل وقت نزولها من عدة حيثيّات: السنة التي نزلت فيها سورة التوبة: نزلت سورة التَّوبة في السّنة التاسعة للهجرة بعد غزوة تبوك ، والتي ذُكر بها قصّة الصحابة الثلاثة الذين خُلِّفوا عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في تلك الغزوة، وورد أنَّ سورة التَّوبة هي آخر سورة نزلت، كما ورد عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (آخر آية أنزلت آية الكلالة، وآخر سورة أنزلت براءة)، وفي رواية: (أنَّ آخِرَ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ تَامَّةً: سُورَةُ التَّوْبَةِ،
ما وقر في القلب يعتقد الكثير من النّاس أنّ مقولة: (ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، إنّما الإيمان ما وقر في القلب وصدّقه العمل) أحد الأحاديث النبوية الشريفة، إلّا أنّ العديد من المصادر من بينها الشيخ الألباني، قد ذكرت أنّ المقولة غالباً من كلام الحسن البصريّ رحمه الله، وليست مما يصحّ نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتنطوي المقولة على تفسير لمعنى الإيمان، سنوضّحها في هذا المقال. تفسير ليس الإيمان بالتمنّي ولا بالتحلّي إنّ معنى التمنّي يتمثّل في دعاء المسلم لله بأن يجعله من المؤمنين،
أسماء السور في القرآن الكريم على الرغم من ثبوت تسمية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لبعض السور، كالبقرة، والفاتحة ، وآل عمران، والكهف، إلا أن العلماء اختلفوا في تسمية سور القرآن الكريم؛ أَكُلّها ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أم أن بعضها ثابت عنه وبعضها الآخر ثبت باجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم؟ فيرى أغلب العلماء أن أسماء سور القرآن الكريم توقيفية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بين ذلك الزركشي -رحمه الله- في كتاب البرهان في علوم القرآن، حيث قال: (ينبغي البحث عن تعداد الأسامي: هل
القرآن الكريم معلومٌ لكل مسلم أنَّ لكل سورة من سور القرآن الكريم اسم قُرنت به وعُرِفت واشتُهِرت به، وقد سُمّيت السّور بتلك الأسماء لتمييزها عن بعضها البعض، وحتى يعلم المُسلم ما يحفظ وما يقرأ، وبما يستشهد عند الحاجة، ولأمورٍ أخرى عديدة، حتّى أن بعض الآيات سُمّيت بأسماء مُستقلّة، مثل آية الكرسي في سورة البقرة، وآية الدَّين؛ وذلك لاحتوائهما على أمور عظيمة وأحكام جليلة، وقد جاء لبعض السّور وربما لغالبها أكثر من اسمٍ وأكثر من كنية بناءً على الحوادث والقصص والعِبَر التي تضمّنتها، وسبب نزولها،
الظلمات الثلاث ورد مصطلح الظلمات الثلاث في القرآن الكريم ، وفُسّر بعدّة أقوالٍ وردت عن أهل العلم والتفسير، إلّا أنّ التفسير الأقرب إلى الصواب هو أنّ الظلمات الثلاث هي التي تكون في البطن، دون أن يكون البطن أحدها، ويقصد بها: الغشاء الأمينوسي، والغشاء الكوريوني، والغشاء الساقط، أمّا الغشاء الأمينوسي فهو الغشاء الذي يحيط بالتجويف الأمينوسي الموجود فيه السائل الأمينوسي، وهو الذي يسبح فيه الجنين ويتغذّى منه، ويحميه من الصدمات، ويحقّق له الحرارة الثابتة، ويمنع التصاق الجنين بالغشاء الأمينوسي، أمّا
الصفات التي ذكرها الله في وصف أصحاب الكهف الفُتُوَّة تعدّدت معاني صفة الفُتُوَّة؛ فقيل إنّها بداية سِنّ الشباب، وأصلها من: الفَتَى، كما قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)، وقيل في تفسير الآية السابقة أنّ أصحاب الكهف آمنوا بربّهم، ووحدّوه دون واسطةٍ، أو مُرشدٍ، بل كان إيمانهم من نفسهم، وقيل إنّ أساس الفُتُوّة؛ الإيمان ، وقال الجُنيد إنّ الفُتُوَّة تعني حجب ومنع الأذى، والسعي وبَذْل الخير والبرّ، وترك الشكوى، وقيل إنّها تدلّ على اجتناب المُنكرات، وفعل
الحشرة التي تكلّمت في القرآن تُعَدّ النملة الحشرة التي ذكر الله -تعالى- في كتابه العزيز نداءها في قومها؛ قال -تعالى- في الآية الثامنة عشرة من سورة النمل: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ). سبب تكلُّم النملة كان سليمان -عليه السلام- يخرج مع جنوده من الإنس، والجنّ ، والطير في موكبٍ مَهيبٍ مُنظَّمٍ؛ فقد كان لكلّ فئةٍ من الجُند قائدٌ يُنظّم صفوفهم، ويجعل
عظمة القرآن الكريم القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، المتعبّد بتلاوته، المُنزل على قلب محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ، المعجِز بأقصر آيةٍ منه، الذي أعجز الورى عن الإتيان بمثله ولو كان بعضُهم لبعضٍ ظهيراً، المبدوء بالحمد لله رب العالمين، المُختَتَم بالجِنة والناس، ومن أوصافه التي وصفه الله تعالى بها، أنّه أصدق الحديث، وأشرف الكلام، جعله الله تعالى ذو حُجّةٍ وبرهانٍ، وجعل فضله عامٌّ لتاليه ومتدبّره، فهو كما قال الله سبحانه نورٌ، وهدى ، وشفاءٌ، وموعظةٌ، وذكرى للناس، وممّا يدلّ
التجويد عندما بُعث رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - بُعِث إلى أمّةٍ فُصحى تتقن استخدام اللغة العربية وتُحسن تجويد الكلام وتحسينه عند النطق به؛ حيث إنّ قريشاً كانت مُشتهرةً بالشعر وبالأدب ومن ذلك سوق عكاظ الذي لا زال صداه يتردد في المحافل الثقافية حتى يومنا هذا، ولمّا توسّعت الدولة الإسلامية واتسعت رقعتها، ودخل في الإسلام غير العرب واختلفت الألسنة وتغيّرت الثقافات ، وتبدّلت الأحوال، واستطال عهد نزول الوحي، وظهر الخطأ واللحن في قراءة كتاب الله كان لِزاماً بيان كيفيّة القِراءة الصّحيحة لكتاب
فضل القرآن الكريم ومنزلته القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، المُنزل على نبيه محمدٍ صلّى الله عيه وسلّم، والمتعبّد بتلاوته، المتحدي أن يُؤتى بمثله، المبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس، المنقول إلى البشر بالتواتر، المحفوظ في السطور والصدور، وهو معجزة النبيّ محمدٍ -صلّى الله عليه وسّلم- الخالدة إلى يوم الدين، لا يأتيه باطلٌ، ولا إثمٌ، ولا خطأ، فقال الله تعالى: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)، ويعدّ القرآن الكريم أوّل سبيلٍ
فضل سورة يس يذكر أهل العلم أنّ جلّ ما جاء من أحاديثٍ نبويّةٍ تذكر فضائل سورة يس؛ ما هي إلّا أحاديث موضوعةٌ ومكذوبةٌ على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولذلك فهي لا تصحّ، ولا يعمل بها، باستثناء الحديث الصحيح عن النبيّ -عليه السلام- الذي قال فيه: (مَن قرَأ يس في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ غُفِر له)، ووصيّة النبيّ -عليه السلام- أن تُقرأ سورة يس على الأموات ، وذلك بقوله: ( اقرَؤوا على موتاكم يس)، ولقد ذكر ابن كثير أنّ من فضائل سورة يس أنّها ما قُرأت على عسيرٍ إلّا يسّره الله، ولذلك جاءت الوصيّة
الاستمساك بشرع الله لا شكّ أنّ ما أنزله الله تعالى من شرعٍ فيه ما يحقّق للمسلم سعادته ورضاه، طالما تمسّك بهذا الشرع وأقامها كما أراد الله سبحانه، ولقد أشار القرآن الكريم لذلك مراراً؛ ففي قوله سبحانه: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)، إشارةٌ كما ذكر ابن عباس رضي الله عنه، إلى أنّ من اتّبع أمر الله الوارد في كتابه، ضمن الله تعالى له ألّا يشقى في الدّنيا والآخرة، وفي الدّعاء الوارد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لمن أصابه همّ أو غمّ، أوصاه أن يدعو فيختم دعائه بقوله: (أنْ
الفرق بين معجزات الرسل ومعجزة القرآن الكريم تتميّز معجزة القرآن الكريم بالعديد من الخصائص عن غيرها من معجزات الرُّسل الأخرى، ومن هذه الخصائص ما يأتي: القرآن الكريم معجزة عقلية، بينما معجزات الرّسل حسّية: تُعرَّف المعجزة بأنَّها أمرٌ خارقٌ للعادة فيه تحدّي، وهو سالم من المعارضة، وتُقسم المعجزات إلى نوعين هما: معجزات حسيّة: وهي معجزات تُشاهد بالبصر؛ كمعجزات بني إسرائيل، ومعجزات الأنبياء السابقين؛ كناقة صالح، وعصا موسى -عليهما السلام-. معجزات عقلية: هي معجزات تُشاهد بالبصيرة؛ كمعجزة النبيّ محمد