الإسلام والكون إنّ المسلم يتعرّف على ما حوله في الكون استناداً إلى ما بيّنه القرآن الكريم والسنّة النبويّة من نصوصٍ زاخرةٍ عظيمةٍ، تبيّن عجيب صنع الله تعالى في الكون والمخلوقات، وتوضّح المهمّة التي خُلِق الإنسان من أجلها، وما سيؤول إليه في النهاية، ويبدأ إيمان الإنسان بإيمانه بأنّ كلّ ما في الكون من صُنع الله تعالى، وكذلك خَلق الإنسان، حيث قال الله تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ)،
الوعي البيئيّ البيئة هي المحيط الذي يعيش فيه الإنسان، ومنها يحصل على الطعام، والشراب، والهواء، والكساء، وفيها يتفاعل مع الكائنات والمكوّنات، والإنسان دائماً يستخدم معارفه ومهاراته التي أودعها الله فيه للبحث في هذه البيئة عن حاجاته ومتطلّباته، والبيئة متوازنةٌ كما خلقها الله، وتستطيع تأمين الإنسان بما يلزمه لاستمراريّة حياته بالإضافة للكائنات الأخرى، ولكنّ تصرّفات الإنسان غير المنضبطة مع البيئة أفقدتها توازنها، وأحدثت عديداً من المشاكل، لذلك يلزم تحقيق وعيٍ بيئيٍّ من قِبل المسؤولين عن البيئة
الأخلاق يرتقي الإنسان في سلم الحضارة والقيم عندما تميزه الأخلاق والفضائل عن غيره من الناس، واستمد الناس خلال مراحل التاريخ المختلفة أخلاقهم من فطرتهم السوية، وجبلتهم الطاهرة التي جبلهم الله عليها، بينما اكتسب الإنسان أخلاقاً أخرى كثيرة نتيجة العلم والتعلم والإدراك لفائدة الأخلاق ونفعها للناس، كما جاءت الشرائع السماوية لتكمل الأخلاق التي يعرفها الناس، وتضيف عليها، وترتقي بها، وتضعها في مكانها الصحيح وفق منهجٍ واضح، وضوابط مدروسة محكمة تبعدها عن أهواء الناس وأمزجتهم المتقلبة التي قد تبيح ما لا
حقّ الجار الجار هو الشخص المجاور في السكن، وربما جاء هذا الاسم من لفظة (المجير) نظراً لإجارة الجار لجاره ومساعدته له عند وقوعه فيما يستدعي ذلك، وقد حثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم على الإحسان للناس جميعاً، بل وخصّ الجار في ذلك حين قال: "مَا زَالَ جبرِيلُ يُوصِيني بِالجَارِ حَتَّى ظَنَنتُ أَنَّهُ سَيُوَرّثُهُ" (حديث صحيح)، ومن أوّل صور الإحسان للجار حفظ حقوقه أولاً، وهو ما سيرد في هذا المقال. الإحسان إلى الجار إن الإحسان إلى الجار بالقول والفعل يساهم في تعزيز الروابط والأواصر، وتهيئة القلوب
الأخلاق الاخلاق هي عنوان الشعوب، وقد نادت بها الأديان المختلفة، فهي ميّزة مهمّة وأساس كلّ حضارة تتميز بها عن غيرها من الحضارات، ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد نادى بها الشعراء في قصائدهم المختلفة، للدلالة على أهميّة التحلّي بهذه الأخلاق والحث على التمسك بها، ومنها ما قاله أميرالشعراء أحمد شوقي: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هُمُوُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا هناك دور كبير للأخلاق في تغير الواقع، لذلك قال الرسول "إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فمن خلال هذا الحديث الشريف يؤكد الرسول عليه الصلاة
الوالدان لا أحد ينكر فضل الوالدين على الأبناء، فوجود الوالدين في حياة الإنسان هي نعمة من الله يجب أن يصونها الشخص ويحافظ عليها ويحرص على بقائها، فمهما قدّم الشخص لوالديه طيلة حياته لن يكافئهم على ما قد أعطوه إياه لكي يكبر وينشأ بالطريقة الصحيحة. مظاهر فضل الوالدين من مظاهر فضل الوالدين على أبنائهم، حمل الأم في أبنائها تسعة أشهر ليتغذّى من غذائها ويأخذ من صحتها، حتى يكبر جنيناً ويولد بصحة جيدة متكامل الخلقة، ومن ثمّ تربيته والاعتناء به والاهتمام بطعامه وشرابه، ونومه، وملابسه، ونظافته حتى يكبر،
اليتيم أكثر الله -عزّ وجلّ- في كتابه من الحثّ والترغيب على الإحسان إلى اليتيم، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كَهاتين، وأشارَ بأصبُعَيْهِ، يعني: السَّبَّابةَ والوسطى)، واليتيم هو مَن فقد أباه قبل أن يبلغ الحلم، فإن بلغ؛ فقد زال عنه وصف اليتم، وقد يفقد الأب والأم فيكون حينئذٍ أشدّ حاجةً إلى الإحسان والصدقة ، وذلك في حال لم يتركا الأبوين من بعدهما ما يكفي حاجته، أمّا إن تركا ما يكفيه فلا يكون محلّاً للصدقة، وتكون حاجته في الرعاية، والإحسان، والتربية،
الجار لفظ الجار يعني الشَّريك في العَقَار أَو التِّجارة، فالجار يمكن أن يكون بالمسكن أو في السوق أو في المركبة أو في المدرسة، وللجار حقوق عديدة كباقي الناس، فلكل شخص في هذه الحياة مجموعة من الحقوق والواجبات التي شرعها الله سبحانه وتعالى، ولذلك يجب على الإنسان القيام بواجباته على أكمل وجه، حتى يحصل على حقوقه بأكمل وجه أيضاً، ومن هذه الحقوق ما يلي. حقوق الجار الحق في رد السلام والتحية عليه. الحق في معاملة الجار معاملةً حسنة، وعدم إلحاق الضرر النفسي أو الجسدي فيه، أو بشيءٍ من ممتلكاته ومحاولة
فضل حُسن الخلق رغب النبي عليه الصلاة والسلام في حسن الخلق في كل مظاهر الحياة الإنسانية، فحسن الأخلاق هو علامة على كمال الإيمان، وهو ضرورة اجتماعية، ومهمة خاصة للدعاة إلى دين الله، تجعل من يتحلى بها من أقرب الناس مجلساً إلى رسول الله يوم القيامة، كما أنّ الأخلاق تفاضل الناس فتجعل من يتحلى بها خير الناس وأحسنهم على الإطلاق وفي الحديث: (إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا)، والخلق الحسن كذلك طريق المسلم للتقرب إلى الله تعالى ونيل الأجر والثواب، فقد يبلغ الرجل صاحب الخلق الحسن درجة الصائم القائم، كما أنّ
بر الأم هي المعاملة التي تقتضي الإحسان إلى الأم، والاهتمام بها، واتباع أبنائها كلّ السبل المؤدية إلى نيل رضاها، فهي السبب في وجودهم في الحياة، فقد تحمّلت الكثير من المشاق من أجلهم، وسهرت، وتعبت في سبيل توفير الراحة والسعادة لهم في صغرهم، وقد اهتم الإسلام كثيراً بها، وعظّم مكانتها، ورفع شأنها. وردت الكثير من الآيات القرآنية، والأحاديث النبويّة الشريفة التي تعبر عن الأم وتوصي بها خيراً، فيقول سبحانه وتعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ
الصدق الصدق جنة من جنان الدنيا تحبه الناس، وتحب من يتحلى به، والله يحب الصادقين وقد مدحهم في كثير من الآيات، فالصديقون مع الذين أنعم الله عليهم من الأنبياء والشهداء، الذين صدقوا فيما فعلوا وقالوا، صدقوا فكان لهم من الله أن جعل منزلتهم رفيعة عنده يغبطهم عليها من سواهم. مشروعية الصدق أمر الله بالصدق وحثّ عليه في كثير من النصوص والأحاديث ليدلنا على أهميته ومكانته، ومن هذه قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين" أمر من الله عز وجل بتحري الصدق، ويعني
الإخلاص أمر الله -تعالى- بالتحلّي بالأخلاق الحسنة، كما بعث رسوله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ليدعو إلى مكارم الأخلاق ، ومن أعظم هذه الأخلاق وأساسها توحيد الله تعالى، والإخلاص له في كلّ الأقوال والأعمال، والإخلاص لله هو أن يكون هدف العبد وقصده من خلال أعماله وأقواله رضا الله، وألّا يشرك معه أحداً، وأن يبتعد عن الرياء، والسُمعة، والشهرة، ومدح الناس، فيكون عمله خالصاً لوجه الله تعالى؛ رغبةً بالأجر والثواب العظيم يوم القيامة، والتوفيق في الحياة الدنيا، حيث قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا
مفهوم التسامح الديني في الإسلام إنّ التسامح الدينيّ يتمثل بمجموعة من المبادئ والقيم العظيمة؛ التي تقوم على إقرار السلام، وكراهة الفتن والمشكلات، وإغلاق أبواب العنف ومصادرة الحريات، وتقييد الناس وإرهابهم، والفرض عليهم باتباع منهج واحد، وطريق واحد، مع استخدام أساليب الحوار والمجادلة بالحسنى لإرشادهم، ودعوتهم إلى الدين الحنيف. من صور التسامح الديني في الإسلام عاش الناس منذ تأسيس الدولة الإسلاميّة الأولى في ظلّ الحكم الإسلامي بمختلف الأفراد، ومن جميع الديانات بتعايش وسلام، فقد وضعت التشريعات
مفهوم التسامح يُقصد بالتسامح في اللغة الكرم، والجود، وورد في مختار الصحاح للرازي بالسّماح، وَالسّماحة، والجود، وسمح به سماحاً أو سماحة أي جاد به، وسمح له يعني أعطاه، والعفو عن المسيء والظالم، وهو من الصفات الكريمة التي دعا إليها الدين الإسلامي، وبالتالي فإنَّ التسامح قيمة أخلاقية عظيمة تعني الصفح عن الإنسان المُخطئ، والعفو عند المقدرة، والتجاوز عن أخطاء الآخرين، ووضع الأعذار لهم، والالتفات إلى حسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم، وسيئاتهم. التسامح في الإسلام أولى الدين الإسلامي صفة التسامح
شعيب خطيب الأنبياء كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إذا ذُكر شُعيبٌ -عليه السّلام- قال عنه أنّه خطيب الأنبياء، ويعود ذلك إلى ما ميّزه الله به من طلاقة اللّسان، وحُسن الكلام، وقدرته على الإقناع، وقد جاء ترتيبه بين الأنبياء قبل موسى -عليه السلام-، وهو نبيٌ عربيّ، أرسله الله -تعالى- إلى العرب الذين يقطنون في شمال الجزيرة العربية، في حين إنّ إسماعيل -عليه السلام- أرسله لأهل الجنوب منها، فآمن مع شُعيب -عليه السلام- أناسٌ من قومه، ولمّا عانده الباقون ورفضوا دعوته، أخذ من آمن وتوجّه بهم إلى مكة،
الإيمان يُعرّف الإيمان عند أهل السنة والجماعة على أنه قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، وللإيمان أركان مجموعة في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن تُؤمِنَ باللهِ، وملائكتِه، وكُتبِه، ورُسلِه، واليومِ الآخِرِ، وتُؤمِنَ بالقدَرِ خَيرِه وشَرِّه)، ومن الجدير بالذكر أن الدين ثلاث مراتب وهي الإسلام ، والإيمان، والإحسان، والإيمان يقع في المرتبة الوسطى، فالإسلام أدنى منه مرتبةً، والإحسان أعلى مراتبه، والدليل على ذلك الآيات التي ذكرت قول الأعراب، حيث كانوا حديثي العهد بالإسلام فأتوا إلى
الخلق الحسن يُعتبر الخلق الحسن صفة من صفات الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهي أفضل أعمال الصديقين، وشطر الدين، والثمرة التي يُجاهد بها المتقون، ورياضة المتعبدين، على عكس الأخلاق السيئة، التي تُعدُّ بمثابة السموم القاتلة للنفس. يُشار إلى أنَّ نبينا الكريم بُعث لكي يتمم مكارم الأخلاق،والدليل على ذلك قوله عليه السلام: (إِنَّمَا بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخلَاقِ)؛ لذلك لا بُدَّ من التخلق بأخلاق الإسلام، والابتعاد عن المعاصي والآثام، حيث ورد في الحديث النبوي: (وجدتُ الحسنةَ نورًا في
عيادة المريض من الأعمال الصالحة التي أوصى بها الشرع، رورتّب على القيام بها الأجر العظيم؛ زيارة المريض ، وقد أوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بزيارة المريض، وبيّن أنّ من حقوق المسلم على أخيه المسلم أن يعوده إذا مرض، حيث روى أبو هريرة عن رسول الله أنّه قال: (حقُّ المسلمِ على المسلمِ ستٌّ، قيل: ما هنَّ؟ يا رسولَ اللهِ، قال: إذا لقِيتَه فسلِّمْ عليه، وإذا دعاك فأَجِبْه، وإذا استنصحَك فانصحْ له، وإذا عطِس فحمِدَ اللهَ فشَمِّتْهُ، وإذا مرِضَ فعُدْهُ، وإذا مات فاتَّبِعْهُ)، وعيادة المريض من
برّ الوالدين والإحسان إليهما يُعتبر برّ الوالدين والإحسان إليهما أحد أعظم الأعمال التي يتقرّب بها العبد من الله سبحانه وتعالى، ويكون هذا البرّ من خلال خدمتهما، وطاعتهما، ومودتهما، والإنفاق عليهما، ومعاملتهما معاملة حسنة، وغيرها من صور البرّ والإحسان التي ترضي الخالق عز وجل، فبرّ الوالدين والإحسان إليهما خُلق الأنبياء عليهم السلام، ودأب الصالحين، وهو وصية الله لعباده المؤمنين، حيث قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ
حقوق الراعي اهتمّ أهل السنة والجماعة ببيان حقوق الراعي على رعيته، ومنها ما يأتي: السمع والطاعة في جميع الأمور، ويُستثنى من ذلك الأمر بالمعصية؛ وذلك لأنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. النصح والدعاء للراعي، ومساعدته على فعل الخيرات، وتحريم الخروج عليه. إجلال الراعي، وتوقيره، وتعظيم شأنه في النفوس، فهذا يؤدّي إلى زيادة هيبة والي الأمر، وبالتالي يحذر منه أهل الفسق والفجور. الابتعاد عن الوقوع في أعراض الأئمة، أو الانتقاص منهم، أو الدعاء عليهم. حقوق الرعية يجب على الراعي القيام بواجباته التي
الجار في الإسلام تتنوّع العبادات في الإسلام وتتعدّد؛ حيث إنّها ليست محصورةً بالصلاة والصيام والزكاة والحجّ والصدقة وذكر الله، وغيرها من النوافل ، بل إنّ العبادات تتوسع لتشمل الحقوق، والعلاقات بين الناس، حيث إنّ الأساس الذي تقوم عليه مبنيٌّ على قواعد الشريعة الإسلاميّة ؛ لتصبح بتلك العلاقات نوعاً من أنواع العبادة ، فالعبادة تشمل كلّ الأقوال والأفعال الصادرة عن العبد، فإمّا أن تكون في صالحه، أو أن تكون ضدّه، حيث قال الله تعالى: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا
المسجد إنّ المساجد من أعظم الأماكن، وأكثرها عظمةً وتشريفاً، حيث قال الله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ)، وذلك لما يكون في المساجد من ذكرٍ لله تعالى، وتسبيحٍ وتقديسٍ له، ويُنادى من المساجد إلى طاعته وعبادته ، فيلتقي العبد بربّه في المساجد، فيحمده ويقدّسه، والمساجد هي بيوت الله -تعالى- على الأرض، ومما يدل على ذلك ما رواه الصحابي أبو هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (أحبُّ البِقاعِ إلى اللهِ مساجدُها)، ومن علامات حب العبد لله تعالى، حبّ المساجد وتعلّق القلب بها، وذلك
الصدق الصدق هو القول الذي يطابق ما هو في الحقيقة والواقع دون زيادة أو نقصان، وهو الصدق في الأعمال والأفعال، حيث يجب أن تكون أفعال الشخص مطابقة لأقواله، بالإضافة إلى الصدق في الحال، أي يجب أن تكون أقوالاً وأفعالاً الشخص مطابقة لما في قلبه وداخله، فقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تحمل كلمة الصدق وتحض عليه، لما له فوائد كثيرة وعظيمة تعود على المؤمن. قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" [التوبة: 119]، وفي
الصبر قال تعالى: "ولقد خلقنا الإنسان في كبد"، آية جليلة اختصرت حقيقة الحياة التي جبلت على الأكدار والأقذار، وفي هذه إشارة ولفتة من المولى جل في علاه إلى هذا المخلوق الضعيف من أجل أن يدرك ويتبصّر، حتى إذا ما استقر في خلده ذلك صبرعلى نكباتها وتقلباتها، التي ما كادت تدني الفرد حتى تقصيه. الصبرُ لغةً اسم مشتق من الفعل صَبَرَ، وهو في اللغة الصبر ويعني الحبس وصَبْرُ الشيء يعني حبسه، ويقال: حبس الرجل الشيء بمعنى صبره، ويشتق منها أيضاً اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى وهو الصبور، وهي صفة قد تطلق أيضاً