موضوع عن فضل الوالدين
الوالدان
لا أحد ينكر فضل الوالدين على الأبناء، فوجود الوالدين في حياة الإنسان هي نعمة من الله يجب أن يصونها الشخص ويحافظ عليها ويحرص على بقائها، فمهما قدّم الشخص لوالديه طيلة حياته لن يكافئهم على ما قد أعطوه إياه لكي يكبر وينشأ بالطريقة الصحيحة.
مظاهر فضل الوالدين
من مظاهر فضل الوالدين على أبنائهم، حمل الأم في أبنائها تسعة أشهر ليتغذّى من غذائها ويأخذ من صحتها، حتى يكبر جنيناً ويولد بصحة جيدة متكامل الخلقة، ومن ثمّ تربيته والاعتناء به والاهتمام بطعامه وشرابه، ونومه، وملابسه، ونظافته حتى يكبر، والعناية به وقت مرضه، ومتابعة دراسته والحرص على تعليمه، وتنشأته على الأخلاق الحميدة، وانتقاء الحياة السليمة له وتوجيهه لكل ما هو نافع منذ صغرهم وحتى كبرهم، إذ إن الأم تقوم بدور عظيم وتقدم لأبنائها الحنان والأمان، فمهما بلغت محبة الآخرين لهم لن يحبونهم كما الأم، فهي العطاء لأبنائها.
أما الأبّ فهو من يتعب ويعمل ليلاً ونهاراً حتى يؤمن لأبنائه احتياجاتهم ويوفر لهم المال اللازم لشؤون حياتهم، ويقدم لهم الحماية في البيت، ويحنو عليهم ويعطيهم من صحته لكي ينشؤوا بالشكل الصحيح، ويحرص على تعليمهم ويكون قدوةً لهم، ويحلّ مشكلاتهم في كبرهم وصغرهم، ويوفّر لهم جواً من الأمان في البيت، فالأبّ يفني عمره من أجل أبنائه ويحرم نفسه حتى يشعرهم بالأمان.
بر الوالدين
يجب على الأبناء أن يطيعوا آبائهم استجابة لأمر الله ولما قدموه من رعاية واهتمام لهم، فهم ضحوا من أجلهم كثيراً، لذا يجب أن يستمعوا لأوامرهم ولا يخالفونهم أبداً إن قاموا بتوجيههم للطريق الصحيح، وأرادوا بذلك إبعادهم عن جميع المخاطر والأخطاء، وأكبر مكافأة يمكن تقديمها للوالدين هو أن ينجح الشخص في حياته العملية والعلمية، وتكوين أسرة مستقلة وسعيدة، فيرى الوالدان أنّهم لم يضع عناؤهم في تربية هؤلاء الأبناء سدىً، ويشعرون بالفخر بأبنائهم ويعتزون بهم فتدخل السعادة إلى قلوبهم.
يجب أن يرعى الأبناء آبائهم في كبرهم، كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، ورضى الوالدين يحقّق رضا الله عزّ وجل، لذا يجب الابتعاد عن كل ما يضايقهم وتقديم المحبة لهم، والثناء عليهم دائماً لكي يشعروا بالتقدير من أبنائهم.
هنالك الكثير من الأشخاص فقدوا والديهم وهم أكثر من يشعر بهذه النعمة العظيمة التي أعطاها الله للآخرين، ويتمنى لو أنّه كان يمتلك هذه النعمة لكي يحمد الله عليها ليلاً نهاراً، ويقدّم كلّ ما بوسعه حتى يسعدهم، لذا من يمتلك أباً وأماً يجب أن يحافظ على برّههما ويشكر الله دائماً، ويجب أن يعلم كل منا أنّه كما يعامل والديه، سيعامله أبناؤه، فقد أوصى الله بهما في كتابه العزيز.