مقال عن حقوق الراعي والرعية
حقوق الراعي
اهتمّ أهل السنة والجماعة ببيان حقوق الراعي على رعيته، ومنها ما يأتي:
- السمع والطاعة في جميع الأمور، ويُستثنى من ذلك الأمر بالمعصية؛ وذلك لأنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- النصح والدعاء للراعي، ومساعدته على فعل الخيرات، وتحريم الخروج عليه.
- إجلال الراعي، وتوقيره، وتعظيم شأنه في النفوس، فهذا يؤدّي إلى زيادة هيبة والي الأمر، وبالتالي يحذر منه أهل الفسق والفجور.
- الابتعاد عن الوقوع في أعراض الأئمة، أو الانتقاص منهم، أو الدعاء عليهم.
حقوق الرعية
يجب على الراعي القيام بواجباته التي تُعدّ حقوقاً لرعيته، ولعلّ أهمّها ما يأتي:
- مراعاة مصلحة الأمة وتلبية احتياجاتها الدينية والدنيوية.
- انتشار العدل من خلال الحاكم العادل المقسط.
- تقوى الله في أمور رعيته.
- إقامة دين الله تعالى؛ وذلك من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- متابعة المسئولين في الدولة والإشراف الدائم عليهم.
ملاحظة: يجب أن يؤاخي الحاكم بين أبناء شعبه، وذلك من خلال الحكم بشرع الله تعالى حتّى لا يتعرض أحد للظلم.
الإرشاد النبوي للراعي والرعية
يُرشد النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى وجوب القيام بحقوق الرعية ، وهدايتهم لتحقيق مصالحهم الدينية والدنيوية، وإبعادهم عمّا يضرهم في أمور الدين والدنيا، فكلّ شخص مسئول عن أمر يتدبره ويرعاه، فالجميع راعٍ ومطالب بالإحسان إلى رعيته، وهو بذلك مسئول عن رعيته أمام الله تعالى، ولقد ورد في الحديث النبوي الشريف: ((ألا كُلّكُم راعٍ . وكلّكُم مسئولٌ عن رعيّتهِ . فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ ، وهو مسئولٌ عن رعيّتهِ . والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتهِ ، وهو مسئولٌ عنهم . والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلِها وولدهِ ، وهيَ مسئُولَةٌ عنهُم . والعبدُ راعٍ على مالِ سيّدِهِ ، وهو مسئُولٌ عنهُ . ألا فكلُّكُم راعٍ . وكلكُم مسئولٌ عن رعيتهِ))
يجدر بالذكر أنّ الراعي الذي يرعى رعيته يلقى خير الثواب والجزاء من الله، أمّا من يُقصّر في رعيته، ويخون الأمانة، ويُضرّ بالأمة فإنّه يلقى العذاب والمقت من الله تعالى.، ويُشار إلى وجود علاقة قوية بين الراعي ورعيته، ويتمثّل هذا المفهوم بالحاكم وشعبه، والزوج وعائلته، ولذلك يجب على كلّ مسئول أن يُقوّي العلاقة بينه وبين رعيته، وذلك من أجل تقوية رابطة الأخوة بينهم، فلا مسؤولية مع الفرقة والاختلاف، ولا بدّ من التآخي بين الجميع، فهذا من شأنه أن يقود إلى النصر على الأعداء.