موضوع عن الصدق
الصدق
الصدق جنة من جنان الدنيا تحبه الناس، وتحب من يتحلى به، والله يحب الصادقين وقد مدحهم في كثير من الآيات، فالصديقون مع الذين أنعم الله عليهم من الأنبياء والشهداء، الذين صدقوا فيما فعلوا وقالوا، صدقوا فكان لهم من الله أن جعل منزلتهم رفيعة عنده يغبطهم عليها من سواهم.
مشروعية الصدق
أمر الله بالصدق وحثّ عليه في كثير من النصوص والأحاديث ليدلنا على أهميته ومكانته، ومن هذه قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين" أمر من الله عز وجل بتحري الصدق، ويعني ذلك أنّ الكاذب يعاقب على كذبه والصادق يثاب عليه، وقد روي حديث النبي: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ ( أي يبالغ فيه ويجتهد ) حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا "، وكلنا نعلم أنّ البر باب واسع من الأعمال التي يحبّها الله والطريق لها الصدق، يظل يكذب الكاذب حتى يكتب عند الله كذاباً حتى يدخله النار، والصادق يبقى صادقاً حتى يكتب عند الله صدّيقاً، ثم تكتب له الجنة، فالصدق باب إلى الجنة والكذب باب إلى النار، وشتان بين فائزٍ وخاسر، وبين من يمشي في الظلمات ومن هو خارج منها.
أنواع الصدق
أنواعه كثيرة منها:
- الصدق مع الله في العمل وفي القول وعدم الرياء والنفاق فأهمّ صفات المنافقين الكذب وقد ذم الله هذه بقوله: "الذِينَ يَقُوُلُونَ مَالاَ يَفْعَلُونْ".
- مع النفس أي ألا يفعل شيئاً وهو يؤمن بشيء آخر.
- كذلك معالآخرين كالأهل، والزوج، والإخوة، والأبناء، فكلما كان الشخص صادقاً كان قريباً محبوباً مع الجار والقريب، والغريب، والصغار، والكبار، وفي الوظيفة: فلا يغش أو يحتكر أو يرتشي أو حتى يماطل العاملين أو من لهم علاقة به، ولا يتأخّر ويتسرب من العمل مدعياَ و مختلقاَ الأعذار، مع الناس كافّةً في جميع مناحي الحياة في البيع والشراء وفي العقود ووالزواج والطلاق صدق التاجر وعدم بخسه بالموازين أو الأسعار، ومع الصديق وله عهد ووعد معك، فنكث العهد وخلف الوعد من صفات النافقين، ومع الصغار في تربيتهم فلا تعلمه إلا كل خير وتبتعد عن كل ما يبعده عن الصواب، ومع الأعداء فقد نهى الإسلام عن نكث العهود والمعاهدات معهم.
الصدق له أهمية كبيرة في حياتنا فالصادق قريب من ربه حبيب إليه قريب من الناس، تأمنه وتدنيه كما أنه باب إلى الجنة كما الكذب باب إلى النار، وهو سبب في توفيق العبد وسداده في حياته.