تعبير عن الأخ
رابطة الأخوة
العلاقة الأخويّة علاقة لا تُضاهيها أيّ علاقة في الدنيا، لا أحد في العالم يمكن أن يكون كأخي، فأخي هو سندي الحقيقي، وهو الأمان الذي أبحث عنه عندما أفتقد للأمان، وهو أجمل ما أملك في هذه الدنيا، أتوكأ عليه حينما أشعر بالتعب والعجز، وأتوارى داخله حينما أشعر بالضعف والحزن، وأحتمي به عندما أريد الحنان والأمان.
شعوري تجاه أخي مختلف وحقيقي، هو الوحيد الذي يتمنى أن أكون أفضل منه، وهو الوحيد الذي يُفضّلني يقف بجانبي في السرّاء والضرّاء، وقد ظهرت علاقة الأخ بأخيه جليّة واضحة في العديد من الآيات القرآنيّة الكريمة، منها آية سيدنا موسى مع أخيه فقال تعالى: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}، فلم يختر سيدنا موسى أحدًا دون أخيه هارون لكي يكون وزيره اعترافًا منه بفضله وبفصاحة لسانه وحكمته، وأنه هو من سيعاونه على الحق والخير.
هكذا هو الأخ الصالح الذي يكون دوره معاملتك ومساعدتك ومدّ يدّ العَوْن لك بالحق والخير، وشعوري تجاهه شعورٌ جميل يملؤه الحب والفضل والإمتنان والإحترام، وحقوق وواجبات أخي تجاهي كثيرة، على رأسها الإحسان له والتلطّف معه، فإذا أمرنا الله تعالى بالإحسان إلى الجميع فكيف يكون إحساني مع أخي؟ إنّ واجبي تجاهه كبير، فعليّ أن أودّه، وأسال عن رَغَباته وأرعاه حق رعاية، وأقدّم له الحماية اللازمة عند الحاجة، وأن أتلمس له العذر، وأتسامح عن زلاته وهفواته، وأن أعطي له من وقتي ومالي إذا كان يحتاج ذلك، ومن أقل واجباتي تجاه أخي أن أخبره بمدى حُبي له، وأن أُهديه هدية ولو كانت بسيطة، وأن أنصحه وأدعو له بظهر الغيب.
علاقتي بأخي هي علاقة حب أزليّة، فأخي هو من وُلد معي بنفس البيت، أكل معي على نفس مائدة الطعام، ونام معي في نفس الغرفة، وشاركني حياتي وأحلامي وألعابي، وطعامي وأسراري، وعُوقب معي على أفعالي ومصائبي، وكما قال الشاعر:
أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخًا لَه
- كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاحِ
المقدمة: معًا قطفنا زهر الطفولة
أخي هو حياتي وشجرتي الوارفة التي لا تميل ولا تنحني مهما عصفت بها الظروف، وهو السور العالي والحصن المنيع الذي يذود عني مصائب الدنيا، وهو مَن يكون لي عوْنًا على الأيام، وأنت روحٌ إضافيّة لي، ونسمة صيف عليلة تهب على القلب والروح فتُحييها.
أخي ليس مجرد شخص عابر مرّ علي في الحياة، هو مَن تربّى وعاش معي في نفس البيت وشاركني نفس الظروف والذكريات والأحلام، ومعًا قطفنا زهر الطفولة والأيام، وهو مَن عاش معي في حزني قبل فرحي، وهو من أكَلَ معي على المائدة، وهو مَن يعرف أسراري وآلامي، فأخي هو مستودعي الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة عني، يعرف ماذا أحب وماذا أكره، فأخي لا يُعَوّض بالمال ولا بكنوز الدنيا، وأجمل ما في حياتي أن أخي صديقي وحبيبي هو من أشكو له همي، هو روحي ونَفَسي الذي أتنفس به، هو كياني وكَيْنونتي، هو أجمل وردة في بستان عمري، وهو وريدي الذي يُغذيني بالفرح، وأخي بمثابة أبي وصديقي، وهو أفضل من نفسي، لأن النفس أمارة بالسوء وأما أخي فلا يأمرني إلا بالخير، أخي ولا شيء يواسي نفسي أكثر من وجودك معي الآن ومن قبل، وجودك إلى جانب القلب لرعايته وإيقاظه في كل لحظة يدعمني ويُحفزني للمضي قِدمًا نحو المستقبل البعيد.
هو قلبي المفتوح الذي يتّسع لكل أخطائي وهفواتي، هو التسامح والمحبة، ورفيق الطفولة والأيام، فمعًا كبرنا وحلمنا، سأدعمك وتدعمني، ستقف معي في النوائب وأقف إلى جانبك ما استطعت لذلك سبيلًا، أخي أنت الجدير باحترامي ومحبتي ودعمي على طول الوقت والسنين والأيام، أخي ابن أمي وأبي، وفي دمي تجري نفس الدماء، وخلايانا تحمل نفس الجينات، أخي هو هبة من الله سبحانه وتعالى أنعم بها علي، فهو أولى الناس بالإحسان، والمصاحبة بالمعروف والصلة والمواساة والنصيحة.
العرض: الأخ فرحي إن حزنت
من أهم الأشياء التي أمتلكها في الدنيا هو أخي الذي يراعي ظروفي، ويخاف عليّ ويهتم بي، فأخي هو من يتحمّل مسؤوليتي ويقوم بالدفاع عني ضد أي شخص يحاول إلحاق الضرر بي، فهو يخاف عليّ أكثر من نفسه، وهو من يحزن لحزني ويفرح لفرحي، وهو مَن أجده وقت حزني وفرحي، فهو دوائي وأُنسي في هذه الدنيا، فالحمد لله على نعمة أخي.
أخي هو أفضل صديق لي، فهو مَن يقف بجانبي وقت شدّتي قبل وقت فرحتي، وهو أول شخص ألجأ إليه عندما أقع في مشكلة كبيرة لا أستطيع حلّها فيقوم هو بحلّها، فلا حب أكبر وأفضل من حب أخي، لأن أخي هو من يكون على استعدادٍ دائم للتضحية وإلحاق الضرر بنفسه مقابل منعه عني ومن أجل أن أكون بخير، وأخي يكون لي أبي إن مات والدي، فهو مَن يأخذ مكان أبي، فيتكلّف بمصاريف الطعام والمأكل والملبس والمشرب لي، وكلما زاد الصدق و المحبة بين الأخوة زاد ترابط الأسرة، وكلما تفككت الأسرة تباعد الأخوة وافترقوا.
أجمل ما في هذه الدّنيا أن يكون لك أخ تجده جانبك كلما استصعبت أمرًا أو ضاق بك الحال، لينقذك من حَيرتك وضياعك ومحنتك، ليشق بك الطريق إلى السعادة، ويدفعنك نحو الأمام للتقدّم والمضي، ليبعد الشوك عن طريقك، ويعينك على مصاعب الحياة و ويدفعك لمواصلة طريقك، الأخ رزقٌ من الله، فالرزق لا يكون دومًا بالمال، ولكن الرزق يكون بأن يمدك الله بأهل وأخوة صالحين هم أخوة الدّم، فالأخ يحبك دون أي مصلحة أو مقابل، يسأل عنك إذا مرضت، يحفظك في غيبتك، لا يذكرك بسوء، فهو حقًا مرآتك الصادقة التي لا تكذب، هو الحقيقة والحق والفضيلة في دنيتك، هو مَن يحميك من شرور الدنيا ومن شرور نفسك، هو ربيع العمر الذي يُزهر في حياتك، هو صديق العمر مهما تَحَالكت الليالي عليك واسودّت أيامك، يأخذك نحو الجنة، فما أعظمه من صديق وأخ ورفيق وسند، وما أعظمه من شخص يُشَدّ به الظهر في دنيا الغرور والفناء!
أخي لقد أحييت ما مات في قلبي، وأنعشت ذاكرتي بحب الخير، وأيقظت عزمي، وقتلت الخوف بداخلي، أنت توأم روحي ورفيق دربي، أعنتني في محنتي، ووقفت بجانبي في فرحتي، مددتني بالأمل والتفاؤل دومًا، كنت لي أعظم سند، وبك أشدّ ظهري، فيا جمال الدنيا وروعتها أنت يا أخي!.
الخاتمة: الأخ درع وقت الصعاب
أخي كلمة صغيرة في حروفها، كبيرة في معانيها، كلمة تحمل كل معاني الحب والعطف والودّ والسند دون مقابل، أخي هو ملجأي عند حاجتي إليه هو سندي وقت شدّتي، ومساعدي وقت حاجتي، وحِصني الرّحيم وقت ضيقي وهمي وصِعابي.
أخي أنتَ بيتٌ للعطاء والأمان والحب الذي لا ينقطع ولا ينفد، وأنت موطنٌ للشوق والحنين الدّائم، وعندما تصيبني نائبات الدهر ويتركني الجميع سأبصرك بجانبي لأنك أخي الحقيقي الذي لا تخونني وتتركني وقت الحاجة، أنت مَن كنت معي منذ بدايات الحياة، سنبقى معًا لآخر العمر، وإن كنت سأتحدّث عن نعيم الحياة وجمالها، حتمًا ستكون أنت في بداية قائمتي، فليس هناك حبّ كحبي لك، فهو حبٌ متبادل يدوم طويلًا، وخير ما اكتسبت في هذه الدّنيا هو أخي الذي يعاونني على حوادث الدّهر، فأنت يا أخي نافذة من زجاجٍ صافٍ، أطل من خلالك على أحلى ما في الدنيا، وأرى من خلالك كل المعاني الجميلة.
أخي أنت الدّواء لروحي، أنت مَن يجعلتي أنسى كلّ مشاكلي وهمومي بكلمة واحدة منك، وحبي لك حبٌ عميق أكبر بكثير من أن يُفسَر بالكلمات والحروف، حبٌ صادق وصريح لا كذب ولا نفاق فيه، عندما أقترب من السقوط، فإنّك تتمسّك بي حتى لا أسقط، فترفعني إلى أعلى وتدفعني بقوّة إلى النجاح، وتشدّ على يَدي وتعلّمني عدم الاستسلام، أنت الوحيد الذي ترغب برؤيتي على أفضل حال، وأنت من قاسمتني تناول الطعام على مائدتي، وأنت مَن شاركتني الرّكض في طريقي إلى مدرستي، أنت مَن عشت اللحظات الحزينة والسعيدة معي، أنت من تألمت لألمي، وأنت مَن سعيت لنَفعِي بأيّ ثمن عندما واجهت المصاعب، أنت مَن حاولت إنقاذي عند وصولي إلى الهاوية، أخي أنا بدونك كالشجرة التي تقف بمفردها وحيدة حزينة تهزّها أي نسمة هواء وتُساقط أوراقها، ولكن وجودك بقربي يزيدني قوة وصبرًا وتحمّلاً، يجعلني أقف صامدًا أمام العواصف والرياح عنيفة وشديدة.
أعلم دائمًا أنه إذا تعثّرت قدمّي في حجر فإنّك لن تسمح لي بالسقوط وستقف بجانبي، أعلم أنك تتحمّل ألمي معي، وتدفعني لنتغلّب عليه معًا، أنت لي مثل المرفأ أتوقف من وقت لآخر عنده حتى تختفي العاصفة، أخي أنت من يُخفف علي قسوة الأيام وأنت السند الذي يسندني كلما حاولت السقوط، أنت أجمل ميراث من أمي وأبي، وحبّ أخي لا يمكن أن تفسره الكلمات ، فالأخوّة لا تُقدَّر بثمن ومال الدنيا، فهي دائرة حب تنبض في القلب طوال الوقت.
عند فرحي أنت أول مَن تغمره السعادة من أجلي، وعند حزني أراك من أول المؤازرين لي الواقفين بجانبي دون تذمر أو ضيق، أنت الصخرة التي أستند عليها من ظلم الأيام وجورها، أنت جذوري الممتدة في الأرض، وزاوية الذاكرة التي تعود بي إلى أجمل الذكريات والأيام، أنت من أستند عليه في هذه الحياة الصعب، وأنت من ألقي عليه أعبائي فيرتاح قلبي ويهدئ رَوْعي، ما أجملها من أخوّة وما أروعها من نفحات أستشعرها تجاهك!.
أخي أنت نعمة أشكر الله عليها طوال عمري، وأنت قطعة من جسدي وروحي وقلبي، وأنت ظهري وقت الشدّة، وأنت فرجي وقت همّي وحزني، فأنت جنة على الأرض على لا يستشعر بقيمتها إلا من عاش دون أخ أو مَن فقد أخيه، كم أنا فخورٌ بك يا أخي، وأتمنى من الله أن يحفظك وتبقى لي أخًا وسندًا على مرّ الأيام والليالي والدهور.