حق الأم أمر الله -تعالى- ببر الوالدين ، وذكر ذلك في القرآن الكريم وقرنه بأقوى ألفاظ الأمر والوجوب، ومن ثمّ كان التخصيص أكثر أن تُبرّ الوالدة لفضلها وعظيم تعبها في ابنها في أولى أيام حياته خاصةً، قال الله تعالى: (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)، ولقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلّم- إلى حق الأمّ بالبر والإحسان حين سُئل عن أحقّ الناس بالإحسان في الدنيا؛ فكانت إجابته أنّها الأمّ بثلاث مراتٍ متتاليةٍ، وإنّ من التأكيد على برّ الوالدة وحقها
الأوطان الأوطان اسم جمع، والمُفرد منه: وطن، وهو المكان الذي يقيم ويستقرّ فيه الإنسان وينتمي إليه سواءً وُلد فيه أم في غيره، ويُطلق على الوطن الأصلي أو الوطن الذي وُلد فيه الإنسان الوطن الأم، وإنّ الإنسان قد جُبل وفُطر على حبّ وطنه؛ إذ إنّ الإنسان إذا وُلد في بلدٍ ما، ونشأ فيها، وترعرع في كنفها؛ فمن الطبيعيّ أن يحبّها، ويُواليها، وينتمي إليها، ويجدر بالذكر أنّ الله -تعالى- ربط حبّ الأوطان بحبّ النفس في القرآن الكريم ، حيث قال: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ
تقوى الله ذكر أهل العلم العديد من التعريفات لمعنى التقوى؛ إلّا أنّ كُلّها تدور حول امتثال العبد لأوامر الله -تعالى- وحرصه عليها، وتجنّب المحرّمات ما استطاع العبد، وليس ذلك إلّا خشيةً من الله تعالى، وابتغاء رضوانه، وقد أوصى الله -تعالى- عباده بتقواه ونبّه على ذلك مراراً في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ). فضل التقوى على أهلها إذا التزم العبد تقوى الله -تعالى- في سائر أحواله نال خصالاً عظيمةً في
تعريف الصدقة لا يقتصر مفهوم الصدقة في الشرع على صدقة المال وحسب، بل تتعدّد أنواع الصدقات التي يقدّمها العبد؛ ليتقرّب بها إلى ربّه، فكلّ إماطةٍ للأذى من الطريق صدقةٌ، وكلّ تبسّمٍ في وجه مسلمٍ صدقةٌ، والمرأة بحجابها تتصدّق على نفسها، وتربية الأولاد صدقةٌ، وإعانة الرجل لأخيه فيحمل له أمتعته صدقةٌ، والرجل إذ يضع اللقمة في فم زوجته صدقةٌ، ويستطيع المسلم أن يحوّل كلّ عادةٍ من عاداته التي يفعلها يوميّاً إلى صدقاتٍ يتقرّب بها إلى الله سبحانه، وبهذا يسهل على الفقير التصدّق أيضاً، فلم يدع الإسلام أداء
اللجوء إلى الله في الضيق تبدر للإنسان همومٌ وأوجاعٌ يحار في تقليبها وتثقله لكثرتها، وفي تلك اللحظات يجب على العبد أن يلجأ إلى ربه؛ ليُعينه على قضاء حاجاته ويدبّر له شؤونه، ويكون اللجوء إلى الله -سبحانه- بملء القلب رغبةً وثقةً به، ومن أوجه ذلك: اللجوء والشكوى لله، قال الله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ). الدعاء إلى الله خُفيةً وتضرّعاً. السجود لله. مناجاة الله، وبثّ
الظالم والمظلوم يُقصد بالظلم والظالم والمظلوم ما يأتي: تعريف الظلم: هو الجَور وانتهاك حقوق الآخرين والاعتداء عليهم. تعريف الظالم: هو الجائر على الناس المعتدي عليهم دون وجه حقٍّ، وهو اسم الفاعل من الفعل ظلم. تعريف المظلوم: المظلوم اسم مفعول من الفعل ظلم، وهو من اعتُدي عليه أو وقع عليه الظلم. عواقب الظلم على الظالم حذّر الإسلام شديد التحذير من الظلم وأكل الحقوق دون وجه حقٍّ، وقد رتّب عواقب وخيمةً على الظالم إن لم يتب إلى الله ويردّ الحقوق إلى أصحابها، من عواقب الظلم العائدة على الظالم ما يأتي:
الصبر عند الصدمة الأولى إنّ للصابرين أجراً عظيماً عند الله -تعالى-، وفيما يأتي بيان مفهوم الصبر عند الصدمة الأولى وسبب عِظم ثوابه: مفهوم الصبر عند الصدمة الأولى: إنّ الصبر عند الصدمة الأولى يعني الصبر عند أوّل لحظات المصيبة، وهو شديدٌ وعظيمٌ، حيث إن الصبر على المصيبة وقت وقوعها أصعب، لذلك فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- الثواب على ذلك أعظم، ومع مرور المِحنة يصبح الصبر على الإنسان أسهل، لذلك يُقاس الصبر بلحظاته الأولى، ولا يعني ذلك عدم حزن الإنسان وتعبيره عن خوالجه، وقد قال نبي الله -صلى الله عليه
الصبر عن المعصية صنّف العلماء الصبر عن المعاصي بأنّه أحد أنواع الصبر الثلاثة الرئيسية؛ وهي: الصبر على أداء الطاعات ، والصبر على أقدار الله -تعالى-، والصبر عن المعاصي والذنوب، ولقد ذكر العلماء أنّ للصابر عن المعاصي التارك لها ونفسه تراوده عليها أجرٌ عظيمٌ عند الله -تعالى-، حتى إنّ أهل العلم ذكروا تفاضلاً للأجور بين الناس بحسب الرغبة وانشغال النفس بالمعصية، وبالمقابل صبر المرء وتركه لهذه المعصية وشهوة النفس ابتغاءً لرضا الله -تعالى-، وفي ذلك سُئل عمر -رضي الله عنه- أيّهما أفضل رجلٌ لا يشتهي
الصبر عن المعصية من الأمور التي تُعين العبد على ترك المعاصي واللجوء إلى الله -تعالى- بالتوبة: اللجوء إلى الله تعالى والدعاء له أن يُعين العبد على تحقيق توبةٍ نصوحةٍ وترك المعاصي وأسبابها. مجاهدة النفس وعدم الاستجابة لرغباتها وشهواتها. تذكّر آثار الذنوب السيئة وعواقبها الوخيمة على صاحبها في الدنيا والآخرة. صحبة الأخيار، وحضور مجالس العلم والذكر. استحضار مراقبة الله -تعالى- للعبد، وإحاطته بحاله، وأنّه لا يخفى عنه شيءٌ من أمره. دوام ذكر الله -تعالى- والاجتهاد في الطاعات والنوافل. آثار الذنوب
الصبر على طاعة الله صبر المسلم على مشقّة فعل الطاعات أعلى وأفضل من صبره على ترك المحرمات؛ لأنّ المصلحة المترتّبة على فعل الطاعات أحبّ إلى الله -تعالى- من المصلحة الناتجة من ترك الذنوب والمنكرات، والمفسدة الناشئة عن عدم طاعة الله -تعالى- أشدّ بغضاً إليه -سبحانه- من مفسدة وقوع الذنب، ويقول الشيخ عبدالرحمن السعدي- رحمه الله تعالى: الصبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام، أوّلها الصبر على أداء الطاعات إلى تمامها، وثانيها الصبر على ترك معصية الله -تعالى- واجتنابها، وأمّا الثالث منها فهو الصبر على تجاوز الأقدار
الشكر لله وحده أوصى الله -تعالى- عباده بالاستمرار والمداومة على شكره، وأن يستيقن العبد مع شكره أنّه ما من مستحقٍّ لهذا الشكر إلّا الله، فهو سبب إيجاد العبد من العدم في رحم أمّه، ثمّ أنبته وأنشأه حتى نفخ فيه من روحه، ثمّ تفضّل عليه بكُلّ خفقة قلبٍ وطرفة عينٍ وكُلّ نفسٍ يأخذه، وهو مَن يُفرّج الكروب عن عباده ويُنفّس همومهم، ويشرح صدورهم، ويُطمئنهم بعد الخوف، ويهديهم بعد القلق والاضطراب، ويُعزّهم من بعد الذلة، فهو أحقّ من يتقدّم العبد لشكره، وأعظم من يتقرّب إليه العبد بالعبوديّة والحمد والثناء
الرضا بما قسم الله كان من جملة وصايا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لأصحابه؛ أن ذكر لهم أنّه مأمورٌ أن ينظر إلى من هو دونه بالنعمة، ولا ينظر لمن هو فوقه، وفي حديثٍ آخرٍ ذكر تبرير ذلك بأنّه أدنى للعبد أن يرى نعمة ربه فلا يزدريها، ولقد أُمر العبد بالرضا بما قسمه الله له في غير موضعٍ من الأحاديث الشريفة، فقال النبيّ -عليه السلام- في أحدها: (وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَك تَكن أغنى النَّاسِ)، وقد أُمر العبد بالرضا بقسمة ربّه؛ وذلك لأنّ الدنيا ما كملت لأحدٍ، فمن الناس من ابتُلي بصحته، أو ولده، أو ماله،
الرضا بما قسمه الله يجب على المسلم أن يرضى بما قدّره الله له، من شكلٍ وولدٍ وزوجةٍ، فكان أغلب السلف فقراء، ولم يكن لديهم الكثير من النعم، لكنّهم أسعدوا أنفسهم، بما أتاهم الله من خيرٍ في الطريق الصحيح، وليس المقصود بالرضا الاستسلام وعدم بذل الجهود لتحقيق ما يريد، بل هو الحرص على بذل الجهد لتحقيق الهدف، ورضا المسلم بكلّ ما قدّر له دون جزعٍ، أو سخطٍ، أو ضجرٍ، مع القبول بحكم الله في السراء والضراء، وأنّ ما كتبه الله هو الخير. درجات الرضا أعلى درجات الرضا الرضا بالله رباً، والرضا بأوامره واجتناب
الرضا بما قسم الله أوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين بالرضا في مواطن كثيرةٍ، منها ما جاء في قوله: (وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَك تَكن أغنى النَّاسِ)، والرضا نقيض السخط، وعلامة الارتياح وسكون القلب في ما اختار الله سبحانه، وليس المراد منه أن يستسلم العبد فلا يُحسن الفعل والأخذ بالأسباب، ثمّ يراد له الرضا، بل أن يكون قد بذل كلّ وسعه في تحقيق غايته، ثمّ يعمر قلبه بالرضا بعد ذلك وإن لم تتحقّق غايته، وقد أحسن السلف الصالح فهم هذا المعنى، فكان الرضا بقسمة الله حيث كانت صفتهم وخُلقهم، فورد عن
الخوف من الله يجب على كلّ مسلمٍ الخوف من الله تعالى، وكذلك الرجاء منه، ولا يتحقّق الأمن من الله -سبحانه- إلّا بالخوف منه، فكما أنّه رحيمٌ عفوٌ غفورٌ فهو منتقمٌ شديد العقاب والبطش، ولذلك وجب على المسلم الخوف والخشية من عذابه وبطشه، فبطشه شديدٌ وعذابه أليمٌ، وممّا يدلّ على أهمية الخوف منه ثناؤه ومدحه للأنبياء والصالحين برغبهم ورهبهم، وإن كان الصالحون كذلك فالأولى من العصاة الخوف من الله والوجل منه. وسائل الخوف من الله يتحقّق الخوف من الله في قلب العبد بالعديد من الوسائل والطرق، وفيما يأتي بيان
الحِكمة من عدم قصّ المُضحّي لأظافره نبّه بعض أهل العلم إلى الحكمة من نهي المضحّي عن أخذ شيءٍ من شعره أو أظافره، فقد قال الإمام النووي -رحمه الله- في شرحه لصحيح مسلم: إنّ الحكمة في النهي عن ذلك تظهر في بقاء كامل أجزاء جسم الإنسان لتُعتق من النار، وقال التوربيشي: إنّ المضحّي يجعل أُضحيته فداءً لنفسه من العذاب، فكأنّه يرى نفسه مستوجبةً للعقاب بالقتل، والقتل غير مأذونٍ فيه، ففدا نفسه بالأُضحية، حيث صار كُلّ جزءٍ منها فداءً لكُلّ جزءٍ منه، ولذا فهو منهيٌّ عن الأخذ من الشعر والبشر حتى لا يفقد بذلك
الحِكمة من عدّة المرأة المُتوفّى زوجها إنّ في اعتداد المرأة المتوفّى عنها زوجها حِكمٌ عديدةٌ ومهمّة، يُذكر منها: التأكّد من براءة رحمها وخلوّه من الأحمال، حتى لا تختلط الأنساب في حال تزوّجت من رجلٍ آخرٍ. إظهار وفاء الزوجة لزوجها، فهي لا تنتقل إلى غيره بمجرّد وفاته، بل تنتظر مدّةً محدّدةً. رعاية حقّ الزوج وأقاربه، ويكون ذلك بإظهار المرأة لتأثّرها بفقده وموته. الدلالة على أهمّية الزواج في الإسلام، وما له من قيمةٍ وقدرٍ وشرفٍ. صيانة حقّ الحمل إذا كانت المرأة حاملاً عند وفاة زوجها. مدّة عدّة
الحكمة من زيارة القبور ندب النبي -صلّى الله عليه وسلّم - للمسلمين زيارة القبور ؛ وذلك لما في زيارتها من المقاصد الجليلة والحكم الكثيرة، يُذكر منها: تذكير المؤمن بالموت، والاتعاظ بأحوال الموتى، والاعتبار بالحياة الآخرة وما فيها من أحداث ووقائع. السلام على أهل القبور من المسلمين، والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة والأدعية المأثورة التي علّمها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لصحابته. حمل النفس على الأعمال الصالحة والعبادات، والحرص على المداومة عليها، والابتعاد عن الأعمال السيئة والفواحش. صور زيارة القبور
تعدّد الزوجات تُعدّ مسألة تعدّد الزّوجات من المسائل ذات الأهميّة البالغة في المُجتمعات عامةً، وفي المجتمعات الإسلاميّة بشكلٍ خاص، فقد كان لتلك المَسألة ظهورٌ وصدى واضح بين باقي الأديان، حتى جعلها بعض المُشكّكين في صدق نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - حجةً على موقفهم من نبوّته - عليه الصلاة والسلام - وجعل منها أعداء الإسلام منقصةً تُسيء له، فبدأ بعض المُسلمين بحسن نيةٍ تبيين موقف الإسلام من تعدّد الزوجات فذهبوا إلى أقوال وروايات وتفسيرات ما أنزل الله بها من سلطان، حتى لا يُساء إلى الإسلام، كقول
الحكمة من بر الوالدين الحكمة التي من أجلها أوْجب الله -تعالى- برّ الوالدَين والإحسان إليهما؛ تكمن في عدّة أمورٍ، ومنها ما يأتي: طاعة الله -تعالى- وامتثال أمره، ولو اقتصرت الحكمة على ذلك لكَفَا، وذلك لأنّ مآل هذه الطاعة الفوز بالجنّة، قال الله -تعالى-: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). تقدير الجهد الذي بذَلَه الوالدان في تربية ورعاية الأبناء في صغرهم، وتأمين العيش
فضل العِلم العِلم بكسر العين في اللُّغة من الفعل الثُّلاثي عَلِمَ أي عرف ما كان مجهولًا بالنِّسبة إليه في حدود القُدرات البشرية؛ فالعليم اسمٌ من أسماء الله الحُسنى وهو الذي يعلم ويعرف كُلَّ شيءٍ سرًّا وعلانيةً، والعِلم في الاصطلاح هي مجموعة المعارف والخبرات والاستنتاجات التي يتوصّل إليها الإنسان، ويُتقنها في مجالٍ ما من مجالات المعرفة؛ فهناك عِلم الطّبيعة، وعِلم الدِّين، وعِلم الطِّب والهندسة، وغيرها. وقد جاء في الأثر أنّ الأنبياء عليهم السّلام لا يورّثون ذهبًا ولا فضّةً ولا منصبًا وإنّما
الثناء على الله الثناء على الله -تعالى- هو ذاته الحمد، ويكون ذلك بذكر فضائل الله، وصفاته، وأسمائه، وأفضاله، مع التذلّل والخضوع والانكسار له ومحبته، والمحبة أمرٌ لا بدّ منه، إذ إنّ الثناء دون المحبة لغرضٍ من أغراض الدنيا لا يليق بالله تعالى، ولا يترتب عليه أي أجرٍ في الحياة الآخرة ، كما أنّ حمد الله يتضمّن اعتراف العبد بأنّ الله -تعالى- غنيٌ كاملٌ متفضّلٌ مُنعِمٌ على عباده المفتقرين إلى الهداية منه، فحمد الله والثناء عليه من أطيب الكلام المشروع في كلّ الأحوال، سواءً وُجدت النعمة أم عُدمت، ويكون
الثقة بالله تعرّف الثقة بالله بأنّها تعلّق قلب العبد به وحده في نيل المنافع ودفع المضار، مع قطع التعلّق بالمخلوقات الذين لا يضرّون ولا ينفعون، كما أنّ الثقة تتمثّل بالاستسلام والانقياد التام الكامل لله -سبحانه- بجميع الجوارح، وقدوة العبد في امتثال الثقة بالله النبي إبراهيم -عليه السلام- الذي كان على ثقةٍ تامةٍ بالله حين أُلقي في النار ولم تضرّه بشيءٍ، كما تمثّلت ثقته بالله حيت ترك زوجته هاجر وابنه إسماعيل في الصحراء القاحلة؛ تنفيذاً لأمر الله، ثمّ رفع إبراهيم مع ابنه إسماعيل قواعد البيت الحرام
الثبات والاستقامة على طاعة الله تعالى إن الوصية بالتقوى هي الوصية الجامعة والشاملة لكل الوصايا، وهي أساس السعادة، فقد أوصى الله -تعالى- بها للأوّلين والآخِرين من خلقه، فقال: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّـهَ)، وهي من وصايا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لأمته، ومن وصايا السلف فيما بينهم، ثمّ إن من أعظم ما يجب على العبد أن يحرص عليه ويهتمّ به، هو استقامته وثباته على طاعة الله تعالى، وعدم الميل عن صراطه المستقيم، قال تعالى: