حكم تنكيس القراءة في الصلاة
حكم تنكيس القراءة في الصلاة
تعريف التنكيس في القراءة
يعرف النكس بأنه قلب الشيء على رأسه، حيث يقول ابن منظور في كتابه لسان العرب "إنه من يقرأ القرآن منكوساً" ويعني في كلامه من يقرأ من آخر السورة عكسياً إلى أولها،ويطلق المصطلح تنكيس القرآن على حالتين:
- مخالفة ترتيب سور القرآن الكريم مثل أن يقرأ الإنسان سورة الناس ثم يقرأ سورة الفلق.
- في السورة الواحدة يطلق مصطلح التنكيس إذا تم مخالفة ترتيب الآيات فيها.
حكم تنكيس القرآن
كما سبق ذكره يطلق مصطلح التنكيس على حالتين في السور والآيات، فأما حكم الحالة الأولى وهي مخالفة ترتيب سور القرآن بالقراءة كأن يقرأ المرء الفلق ثم الإخلاص فهو: لا بأس فيه ومشروع، ودليل مشروعيته قوله -عز وجل- في سورة المزمل: (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) .
وكذلك من السنة النبوية المشرفة قول الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: (أتَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في لَيْلةٍ مِن رَمَضانَ، فقام يُصلِّي، فلمَّا كَبَّرَ قال: اللهُ أكبَرُ، ذو المَلَكوتِ والجَبَروتِ، والكِبْرياءِ والعَظَمةِ، ثم قَرَأَ البَقَرةَ، ثم النِّساءَ، ثم آلَ عِمْرانَ).
وأما حكم الحالة الثانية وهي تنكيس القرآن من خلال مخالفة ترتيب الآيات في السورة الواحدة: فيحرم ذلك، لكون هذا يعتبر إخلالاً بالنظم القرآني المقطوع به الذي قرأه جبريل على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يأمر صحابته من كتاب الوحي أن يضعوا كل آية في الموضع المحدد لها.
حكم تنكيس القراءة في الصلاة
الحكم يكون على عدّة حالات وهي ما يأتي:
- أولها تنكيس السور
كأن يقرأ المصلّي في الركعة الأولى بعد سورة الفاتحة سورة معينة، وفي الركعة الثانية يقرأ بعد الفاتحة سورة ترتيبها في المصحف الشريف يأتي قبل التي قرأها في الركعة الأولى، فقد اتفقت المذاهب في هذه الحالة على صحة الصلاة وتعددت أقوالهم هل هذا جائز أو مكروه، ففي المذهب الحنبلي والمالكي فعل هذا مكروه وهو الأحوط، وأما في المذهب الشافعي فقد قيل بالجواز.
- ثانيها تنكيس القراءة في الصلاة هو التنكيس بين الآيات
وشكله أن يقرأ المصلي آية قبل الآية التي تسبقها في ترتيب المصحف، فحكم ذلك هو حرام وغير مشروع ويبطل ذلك الصلاة إذا كان متعمّداً، لما فيه من مخالفة النظم وتغيير المعنى، وفي حالة عدم التعمّد في ذلك فالأغلب أنه لا يبطل الصلاة لأنّ هناك من العلماء من قال بكراهيته لا حرمته.
- ثالثها هو تنكيس الكلمات
وحكم هذه الحالة هو أنها تبطل الصلاة وحرام شرعاً سواء كان هذا الفعل بالعمد أو سهواً، وهذا حكم أجمع عليه العلماء.
- ورابعها هو تنكيس الحروف
وهذا من باب أولى ينطبق عليه نفس حكم تنكيس الكلمات فهو حرام غير مشروع و مبطل للصلاة بإجماع العلماء.