موضوع تعبير عن السلام
السلام أصلٌ في نفوسنا
يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: " وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "، إن السلام هو الحبل المتين الذي يربطنا بغيرنا من بني البشر، وهو الأصل في العلاقات بين الأشخاص والمجتمعات الإنسانية والدول، وهو تشريعٌ إلهيٌ يحاكي الفطرة السليمة للإنسان، لأن الأصل في الحياة هو السلام ، والبحث عن أسباب الأمن والاستقرار والرخاء، والبعد عن كل ما يؤدي للخراب والحروب والدمار، وتدمير القوى، وتبديد الخيرات، أما الفزع والخراب والخوف وكل ما ينافي السلام، فهي أمور ليست أصيلة في نفس الإنسان، ولم يكن الإنسان ليشعر بالخوف منها، إلا لأنها غير منسجمة مع نفسه وقلبه وروحه.
السلام منعم القلوب بالطمأنينة
تقول نازك الملائكة:
أيها السادرونَ في ظلمة الأر
- ض كفاكم شقاوةً وذهـولا
احملوا نادمينَ أشلاء موتا
- كـم ونوحـوا عـلى القبـور طويلا
ضمّخوها بالعطر لفّـوا بقايا
- ها بزَهْر الكنارِ والياسـمينِ
واهتفوا حولها بأنشـودة السـلـ
- ــمِ ليهنا فـي القـبر كـلُّ حـزينِ
اجـمعوا الصبية الصغار ليشـدوا
- بلحون الصفاء والابتسامِ
أنقـذوا الميّتيـن من ضجّة الحر
- بِ ليستشعروا جمال السلامِ
من السهل أن يتميز القلب الذي يبحث عن السلام، فالمحب للسلام، محبُ للطمأنينة والسكينة والحب، وهذه أشياء ليس من الصعب أن تظهر على وجه محبها والساعي لإيجادها في الحياة، فالقلب الذي يلتقط السلام في حياته ينعم بالنور والإشراق والهدوء الروحاني، حتى يغدو وكأنه حمامة بيضاء تدعو للسلام، والسلام هو أمان الفرد على النفس والمال، وهو درب الفرد إلى الإبداع وتحقيق التقدّم العلمي والعمراني، مما يجعله أمراً ضرورياً لنماء المجتمعات وتطورها وازدهارها.
علينا كبشر أن نحرص على تحقيق السلام ونشره، فأهميته على صعيد الأفراد والمجتمعات كبيرة لا يمكن لعقل تخيلها، حيث يكون ذلك باحترام اختلافاتنا المتعددة، و بالتسامح فيما بيننا، وبعدم التطرف والتعصب لقضية أو مذهب، وعدم اللجوء إلى العنف في حل مشكلاتنا وتجاوزها، فكلنا بنو آدم، ويجب ألّا يفسد لنا اختلاف الديانة أو الرأي أو العرق وداً، ولا يُحدث نزاعاً قد يشوّه إنسانيتنا.
لقد سمّيت الجنة بدار السلام لأنها المثال الأسمى والأرقى للسلام، ففيها الراحة والاطمئنان والسكينة، وهل يتحقق السلام دون ذلك في الدنيا؟
في السلام راحتنا النفسية
هل من شيء أجمل من أن يقال عن قلبك مثل قلب الطير؟ هو هذا القلب المليء بالسلام، والمفعم بحب السلام، فالسلام يجعل وجه صاحبه منيرًا مشرقًا، وقلبه متميزًا ظاهرًا بين مئات القلوب.
إن السلام رسالة إنسانية مرهفة تشيع الأمن والاطمئنان والرخاء في كل أرجاء الأرض، فهو لا يعني المال، ولا يعني كل الظواهر المادية، إنما هو الهدوء النفسي والسكينة التي تجعل صابها يفرح بأبسط الأشياء، ويسعى كثيرًا ليجعل غيره ينعم بكل أشكال الراحة النفسية والطمأنينة.