أهمية وقت الفراغ
وقت الفراغ
يجتهد المرء في إنجاز واجباته ومهامه اليومية المطلوبة منه لتحقيق أهدافه ومُتابعة حياته بشكلٍ ناجح ومُثمر، فالعمل والمسؤوليّة والجِد من أساسات الحياة، لكن في نفس الوقت يُصبح الروتين والمهام المُتتابعة والمُتكررة أمراً شاقاً ومُملاً يُرهقه ويُسبب له العديد من الضعوطات، فيحتاج وقتاً حُراً يجلس به مع نفسه، أو مع أفراد عائلته، أو أصدقائه، ويفعل به ما بدا له دون الشعور بالمسؤوليّة والالتزام، فيُنظم حياته ليحصل على وقت الفراغ الخاص به، والذي بدوره له أهمية كبيرة وتأثير قويّ على نشاطه ومشاعره، وهو ما سيتم التحدّث عنه وتوضيحه في الفقرات القادمة.
أهميّة وقت الفراغ
هُنالك العديد من الفوائد والميّزات القيّمة التي يجنيها المرء من أوقات الفراغ ، ومنها ما يأتي:
تنمية الذات ووضع الأهداف المُتجددة
يُتيح وقت الفراغ فرصةً ذهبيّةً للمرء للتعلم والتخطيط والتفكير في المُستقبل والأهداف الأخرى الشخصيّة بعيداً عن واجباته الوظيفية، أو المدرسيّة، أو الاجتماعيّة التي يجب عليه الالتزام بها، فهذا الوقت ملكٌ له، يُمكنه من خلاله تعلّم مهارات جديدة، أو ممارسة هواية يُفضّلها، أو التفكير والإبداع وإطلاق العنان لخياله؛ لابتكار أشياء جديدة وتطبيقها، أو عمل شيءٍ آخر يجني منه المزيد من المال ويُضاعف رصيده، كصنع حرف يدويّة مُفيدة يبيعها ويحصل على ثمنها، كما ويُمكنه استغلاله للترفيه والمتعة أيضاً كاللعب على جهاز الكمبيوتر، واستكشاف مواقع جديدة، والغوص في بحور العلم الواسعة والقراءة، وتعلّم اللغات، والتصفّح على شبكة الإنترنت؛ لتنمية ثقافته، وتطوير شخصيّته وتقوية نقاط ضعفه، لكن يُنصح بالموازنة والتنظيم ، واستغلال هذا الوقت بطريقةٍ صحيحة تضمن تطوير مهاراته الشخصيّة جنباً إلى جنب مع المهارات الأخرى التي قد تخدمه في حياته العمليّة والاجتماعيّة أيضاً؛ ليكون وقته مُثمراً وهادفاً من جميع الجوانب، فيرى آثاره ونتائجه الإيجابيّة الملموسة عند العودة لحياته وروتينه، ويسعد ويفخر بما قدمه لنفسه.
ممارسة التمارين الرياضيّة واتباع نمط حياةٍ صحيّ
قد لا يجد المرء الوقت الكافي للاعتناء بنفسه وبصحته البدنيّة؛ بسبب تراكم المسؤوليات والواجبات عليه، فيُهملها قليلاً، كأن لا يتناول وجباته الصحيّة المُدعّمة بالغذاء المتوازن، ولا يُمارس الأنشطة الرياضيّة التي تُعزز لياقته البدنيّة وصحته الجسديّة، ولا ينام وقتاً كافيّاً، لكن بوجود وقت فراغٍ مفتوح يُمكنه الاهتمام بنفسه أكثر، فيتناول الوجبات الرئيسية الصحيّة، ويُمارس مُختلف التمارين الرياضيّة المُفيدة والبسيطة، ومنها: المشي، أو الجريّ، او السباحة، وركوب الخيل، وغيرها من الرياضات المسليّة والصحيّة في نفس الوقت، كما يترك وقتاً يأخذ به قسط من الراحة ويسترخي وينام بهدوءٍ واطمئنان.
الجلوس والاستمتاع مع العائلة
يحتاج جميع أفراد العائلة بمُختلف فئاتهم العمريّة لقضاء وقتٍ ممتع والجلوس معاً والاطمئنان على بعضهم، وتبادل النقاشات والحوارات المُسليّة سويّاً، حيث إن العائلة من أثمن ممتلكات المرء التي لا يُمكن الاستغناء عنها، كما أن هُنالك العديد من الفوائد التي يجنيها من هذا الوقت، ومنها ما يأتي:
- إنشاء وخلق الروابط العاطفية الهادفة بين الآباء والأبناء، وباقي أفراد الأسرة وتقويّتها أكثر.
- تقريب المسافة بين أفراد الأسرة وإتاحة الفرصة لهم للتواصل بطرقٍ أفضل .
- تحفيز الأبناء على التفوّق أكثر في دراستهم ، بسبب تواصلهم الهادف مع ذويهم وأفراد عائلتهم الذي يمنحهم طاقةً إيجابيّة ويرفع من معنوياتهم أكثر ويحثّهم على الاجتهاد ورفع درجاتهم لإرضائهم أكثر.
- الحد من المشاكل السلوكيّة الناجمة عن سوء فهم أفراد الاسرة لبعضهم، أو افتعال بعضهم للمشاكل بسبب الوحدة وعدم وجود من يفهمهم أو يُقدر مشاعرهم ويُشعرهم بالاهتمام.
تحسين الصحة البدنية
حيث إن هُنالك ما يُعرف بالعلاج الترفيهي، الذي يُعتبر أحد أجزاء برامج تأهيل المرضى النفسيين أو مرضى الإدمان، أو الأطفال المُعرّضين للضغوطات النفسيّة المُختلفة، وغيرها من الأشخاص الآخرين الذين يحتاجون فرصةً لحب الحياة وأكثر والاستمتاع بها، وذلك من خلال تعزيز صحتهم النفسية وإدراج أنشطة ترفيهية هادفة ومُمتعة في برنامجهم اليومي؛ لإخراجهم من حالتهم الصعبة وإدارة الإجهاد والقلق المؤثر عليهم، وتحويل أجواء الاكتئاب المُسيطرة عليهم لأجواء أكثر مرحاً وبهجةً وحُباً للحياة وتقبلاً لها.
الترفيه والاستجمام والتخلّص من الضغوطات اليوميّة
حيث إن دمج الأنشطة الترفيهية الممتعة التي يلجأ لها المرء في وقت الفراغ يُساعده على استثمار وقته وجعل جدوله اليوميّ مُفيداً، إضافةً لتعزيز صحته الجسديّة والنفسيّة خاصةً عندما يُمارس نشاطاته الهادئة في الهواء الطلق كالتنزّه وزيارة بعض الأماكن الترفيهيّة التي تُساعده على التحكم في انفعالاته أكثر، وتخلصه من الاكتئاب والملل، وتحد من التوتر والضغط الشديد الذي يعيشه بشكلٍ مُستمر؛ بسبب جدوله المُزدحم بالمهام والواجبات والمسؤوليات المُختلفة، كما تُحفّز العواطف الداخليّة الدافئة كتلك التي تربطه بأسرته وبعلاقاته الخاصة فيتفرغ له ويُشاركهم الوقت الممتع ويشعر بوجود مساحة شخصيّة تُمكنه من التعبير عمّا يشعر به بهدوء دون تفكير بما يتنظره من مهامٍ لاحقة قد تُشتت انتباهه وتُربكه وتفقده القدرة على المُصارحة والتحدث بأريحيةٍ أكثر.
أهمية وقت الفراغ للطلاب
ينتظر مُعظم الطلاب أوقات الفراغ والعطل بفارغ الصبر للاستراحة من ضغوطات الدراسة والحصول على وقتٍ خاص للعب والمرح والاستجمام كباقي الموظفين والأشخاص الآخرين في هذه الحياة، إضافةً لأخد فرصتهم بالتفكير في المرحلة القادمة او الخطوة التاليّة في مسيرتهم العلميّة، وذلك في حال انتهاء الفصل أو العام الدراسيّ الحالي، ويجد بعضهم وقت الفراغ سبيلاً للجلوس مع أنفسهم والتحدّث والانسجام معها والحد من الضغوطات ونيل بعض الحريّة للتعبير عن ذاتهم والتواصل معها بهدوءٍ وتحقيق السلام الداخليّ، كما يستثمر البعض الآخر هذا الوقت المميّز للقيام ببعض التطبيقات وممارسة مفاهيم تعلموها على مقاعد الدراسة؛ لاختبارها ومُلاحظة تأثيرها في الحياة العمليّة وعلى أرض الواقع وليس فقط في الكتب، إضافةً لتعلّم بعض الهوايات الجديدة وممارسة بعض الأنشطة المُسليّة للترفيه عن الذات مع باقي الأصدقاء أو بمشاركة أفراد الأسرة، والتواصل الهادف معهم قبل العودة والانشغال بالدوام المدرسيّ المُنتظم والروتينيّ.
أهمية وقت الفراغ للأطفال
لا يقتصر وقت الفراغ كونه وقتاً مهماً وثميناً ينتظره الكبار ويسعدون به كونهم يعملون بجدٍ بمُختلف الوظائف والأعمال، فالأطفال بدورهم يحتاجونه بشكلٍ ضروري في مُختلف فئاتهم العمرية، حيث إنه يمنح الطفل فرصةً للتخلّص من ضغط وعناء الدراسة، ويلعب بحرية وسعادة على سجيّته، ويُمارس هواياته دون التفكير بواجباته المدرسيّة الأخرى، ويحلم ويُخطط ويتخيل أشياء يرغب بتحقيقها، ومن ناحيةٍ أخرى يُساعده وقت الفراغ على التحدّث مع والديه ومُصارحتهم عن بعض مشاكله الشخصيّة والبحث عن حلول لها: كالتنمّر، أو الصداقات المُختلفة، أو المُنافسات التي يخوضها في حياته مع أقرانه، أو التغيّرات الجسديّة والنفسيّة التي قد يشعر بها خاصةً إذا كان في مرحلة البلوغ والمراهقة، وكغيرهم من باقي أفراد المُجتمع فهم يتنظرون الإجازات والعطل للخروح والتنزه وزيارة الأماكن الترفيهية بقصد المتعة والمرح.