مفهوم الأمانة للأطفال
مفهوم الأمانة للأطفال
يُقصد بالأمانة لغة: الأمن، والأمان، وأمّا اصطلاحاً: فهي كل حق يلزم الإنسان أداؤه وحفظه، وقيل هي: "التعفّف عما يتصرف الإنسان فيه من مال وغيره وما يوثق به عليه من الأعراض والحرم مع القدرة عليه، ورد ما يستودع إلى مودعه".
يقول القرطبي: "والأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال"، كما يقول في تفسير قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)، "والأمانة والعهد: يجمع كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولًا وفعلًا، وهذا يعمُّ معاشرة الناس، والمواعيد، وغير ذلك، وغاية ذلك حفظه والقيام به".
فوائد الأمانة
إنّ لخلق الأمانة فوائد كثيرة تعود على الفرد والمجتمع، وذلك فيما يأتي:
- حفظ الأموال، والأعراض، والأنفس، والعلوم.
- محبة الله -تعالى- ورسوله للمسلم الأمين.
- انتشار الخير والبركة بين أفراد المجتمع.
صور الأمانة
إنّ مفهوم الأمانة واسع يشمع العديد من الصور، نذكر بعضها فيما يأتي:
- الأمانة فيما فرضه الله -تعالى- على عباده من العبادات؛ كالصلاة، والزكاة.
- الأمانة في الأموال وذلك من خلال الأمانة في البيع، والشراء، والوصايا، والمواريث وغيرها.
- الأمانة في الأعراض وذلك من خلال حفظ اللسان عن القذف، والغيبة، والنميمة.
- الأمانة في الأجساد والأرواح من خلال المحافظة عليها وعد التعرض للغير بالأذى أو القتل.
- الأمانة في الشهادة فيشهد كما رأي دون زيادة أو نقصان.
- الأمانة في حفظ الأسرار وكتمانها.
- الأمانة في الولاية والقضاء من خلال تأدية الحقوق إلى أهلها.
الأمانة في القرآن الكريم والسنة النبوية
قد جاء الحث على خلق الأمانة في القرآن من خلال العديد من الآيات الكريمة نذكر منها ما يأتي:
- قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا).
- قوله -تعالى-: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).
- قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ).
- قوله -تعالى-: (وَإِن كُنتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّـهَ رَبَّهُ).
الأمانة في السنة النبوية
- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ).
- عن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- قال: (بينما النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ القَوْمَ، جَاءَهُ أعْرَابِيٌّ فَقالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحَدِّثُ، فَقالَ بَعْضُ القَوْمِ: سَمِعَ ما قالَ فَكَرِهَ ما قالَ. وقالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حتَّى إذَا قَضَى حَدِيثَهُ قالَ: أيْنَ - أُرَاهُ - السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ قالَ: هَا أنَا يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قالَ: كيفَ إضَاعَتُهَا؟ قالَ: إذَا وُسِّدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ).