مفهوم الغيب شرعاً
مفهوم الغيب شرعًا
يُعَرَّفُ الغيب في الشرع الإسلامي بتعريفات عدة منها ما يأتي:
- أنَّه كل ما غاب عن حس وناظرِ الإنسان، سواء أكان قد بقي هذا الأمر سرًّا مكتومًا ومخفيًا، يعجز الإنسان عن إدراكه والوصول إليه، وهذا الأمر لا يعرفه ولا يعلمه إلَّا الله -عز وجل- اللطيف الخبير.
أو كان هذا الأمر من الأمور التي يعلمها الإنسان وذلك من خلال الخبر اليقين عن الله -تبارك وتعالى-، ورسوله الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويمكن أن يعلم الإنسان بعض أمور الغيب وذلك بواسطة تحليله الفكري، وذلك باستعمال الأدوات المساعدة لحواس الإنسان؛ كالمناظير وغيرها، وهذا يدخل في الغيب النسبي.
- قال الإمام القرطبي -رحمه الله- في معنى الغيب؛ وجاء فيما معناه أنَّ الغيب هو كل ما أخبر به الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهذه الأخبار لا يستطيع عقل الإنسان أن يهتدي إليها وهذا مثل؛ أشراط الساعة، وعذاب القبر، والصراط، والجنة والنار، والحشر والنشر.
وجاء أيضًا في حديث جبريل -عليه السلام-، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: ما الإيمَانُ؟ قالَ: الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، وبِلِقَائِهِ، ورُسُلِهِ وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ).
(قالَ: ما الإسْلَامُ؟ قالَ: الإسْلَامُ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، ولَا تُشْرِكَ به شيئًا، وتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومَ رَمَضَانَ. قالَ: ما الإحْسَانُ؟ قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ).
مفهوم الغيب شرعًا وأهميته في العقيدة الإسلامية
يُعَدُّ الغيب والإيمان به من أهم الركائز التي تعتمد عليها العقيدة الإسلامية، فعندما نقرأ القرآن الكريم ونتمعن في آياته نجدُ أنَّ الغيب هو المحور الذي يدور عليه كل شكل من أشكال الدعوة إلى الإيمان بالله -عز وجل-، فالدين الإسلامي ما يحتويه ويتضمنه كله غيب، فما جاء به الرسول -عليه السلام- وما أخبر عنه فهذا غيب حتمًا ويجب التصديق به.
ونبوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- غيب، والقرآن الكريم من الأمور الغيبية أيضًا، فالمسلم رغم أنَّه يرى القرآن الكريم بصورته المكتوبة، إلَّا أنَّه يؤمن أنه كلام الله -تعالى-؛ وكلام الله -سبحانه- غيب،ويعتبر الإيمان بالغيب من الخصائص المميزة التي منحها الله -سبحانه وتعالى- للإنسان ليتميز عن غيره من الكائنات.
أمثلة على الغيب وأخباره في القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات الكريمة التي تناولت أمثلة عن الغيب وأخباره، التي أخبر بها الله -عز وجل- المسلمين، وذكر بعض من هذه الآيات الكريمة ما يأتي:
- جاء في قوله -تعالى-: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا)،ورد في الآية الكريمة أخبار الرسل والأنبياء -عليهم السلام- والأقوام السابقة التي جاءت قبل زمن الرسول -عليه السلام-.
- وجاء في قوله -تبارك وتعالى-: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)،ورد في هذه الآية الكريمة من الأمثلة عن أخبار الغيب التي سوف تقع في المستقبل.