نقص الوزن بشكل مفاجئ
نقص الوزن بشكلٍ مفاجئ
قد يكون نقص الوزن المفاجئ، وخاصةً إذا كان شديداً أو مستمراً؛ علامةً على وجود مشكلةٍ صحيّةٍ أساسيّة، ولذلك يُنصح بإجراء تقييمٍ طبيٍّ عند نزول الوزن بنسبةٍ تزيد عن 5% من الوزن خلال مدّةٍ تتراوح بين 6 أشهر إلى عام، وخاصةً إذا كان الشخص كبيراً في السن، وعادةً ما يُشار إلى فقدان الوزن ونقص التغذية الناتجة عن مرضٍ مُزمن يُعرف بمتلازمة الهزال، أو ما يُعرَف أيضاً بالدَنَف (بالإنجليزيّة: Cachexia).
أسباب نقص الوزن بشكلٍ مفاجئ
أسباب عامة
غالباً ما يكون نقص الوزن بشكلٍ ملحوظٍ أمراً طبيعياً بعد تعرُّض الشخص لبعض الضغوطات؛ بما في ذلك تغيير الوظيفة، أو الطلاق، أو ترك العمل، وغالباً ما يعود الوزن إلى طبيعته عند التخلُّص من هذه العوامل أو الاعتياد عليها، ويمكن أن يتطلّب ذلك التحدُّث إلى استشاري أو طبيب لتجاوز هذا الأمر، كما قد يكون نقص الوزن المفاجئ ناتجاً عن أحد الأسباب الآتية:
- مشاكل الفم: مثل: أمراض اللثة، وتسوّس الأسنان ، وتقرُّحات الفم، أو تقويم الأسنان.
- اضطرابات الأكل: قد يؤدي فقدان الشهية العصابيّ (بالإنجليزيّة: Anorexia nervosa) والشره المرضي (بالإنجليزيّة: Bulimia) إلى فقدان الوزن، وقد لا يدرك الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات الأكل خطورة نقص الوزن.
- سوء التغذية: قد تحدث أمراض سوء التغذية بسبب الخيارات الغذائية السيئة، أو تدنّي الوضع الاقتصادي الذي يحدّ من شراء الطعام.
- الأمراض العصبية: ومنها مرض باركنسون (بالإنجليزيّة: Parkinson’s disease) وألزهايمر .
- الحالات النفسية: مثل الاكتئاب والقلق.
- التدخين.
- استخدام بعض الأدوية: قد تؤدي الأدوية المُستخدمة في علاج بعض الحالات الصحية إلى زيادة التمثيل الغذائي؛ وبالتالي حرق المزيد من السعرات الحرارية أو تقليل الشعور بالجوع، ومن هذه الأدوية: المُنشّطات، وأدوية العلاج الكيميائي، ومُضادات الاكتئاب ، وأدوية مرض السكري من النوع الثاني، ويجدر التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب عند فقدان الشهية أو نزول الوزن بالتزامن مع تناول الأدوية.
أسباب مَرَضية
قد يكون نقص الوزن المفاجئ علامةً على الإصابة بإحدى المشاكل الصحية الآتية:
- مرض السرطان: تعتمد الأعراض الأوليّة لمرض السرطان على نوع وموقع السرطان في الجسم، وفي بعض الأحيان يكون نزول الوزن هو أول عَرَض يتم ملاحظته على المريض، ويعود سبب نقص الوزن إلى نشاط الخلايا السرطانية في الجسم، والتي تتطلّب التغذية؛ إلّا أنّ نزول الوزن في مراحل السرطان المُتقدّمة قد يعود إلى أسباب مُختلفة، ومنها: أنواع السرطان الشائعة التي تؤدي إلى نقص الوزن تلك التي تُصيب البنكرياس، والمريء، والمعدة، والرئة.
- مرض السكري من النوع الثاني: عادةً ما يُصيب مرض السكري من النوع الثاني الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً؛ إلّا أنّه يمكن أن يحدث في سن أصغر، ومن الأعراض الشائعة لمرض السكري من النوع الثاني: الشعور الدائم بالعطش، وكثرة التبوّل، والتعب، ونقص الوزن، وقد يتجاهل بعض الأشخاص الأعراض الثلاثة الأولى، لظنّهم أنّها تحدث لأسبابٍ أُخرى؛ مثل التقدُّم بالسن، ولذلك يكون نقص الوزن هو أول عَرضَ يتم ملاحظته، حيث يعود سبب فقدان الوزن إلى السكر أو الجلوكوز الذي يخرج مع البول.
- العدوى أو الالتهاب المُزمن: يُعدّ نزول الوزن أوّل مؤشّر على الإصابة ببعض الالتهابات المُزمنة والعدوى؛ بما في ذلك السلّ (بالإنجليزيّة: Tuberculosis)، وعدوى الدودة الشصية (بالإنجليزيّة: Hookworm infection) في القناة الهضمية، أو التهاب جزء أو أجزاء من الجسم، مثل ألم العضلات الروماتيزمي (بالإنجليزيّة: Polymyalgia rheumatica).
- مرض أديسون: (بالإنجليزيّة: Addison’s disease)، وعادةً ما يحدث مرض أديسون نتيجة المعاناة من اضطرابٍ نادرٍ في المناعة الذاتية، والذي ينتج عنه خلل في الغدد الكظرية؛ ممّا يمنعها من إنتاج كمياتٍ كافيةٍ من الكورتيزول والألدوستيرون، وقد أشارت المعاهد الوطنية للصحة إلى أنّه يمكن للأشخاص المُصابين بمرض أديسون أن يُعانوا من انخفاض الشهية ونقص الوزن المفاجئ وغير المُبرّر.
- داء الأمعاء الالتهابي: (بالإنجليزيّة: Inflammatory bowel disease)، قد يحدث مرض الأمعاء الالتهابي نتيجةً للإصابة بحالتين من أمراض الجهاز الهضمي مع ضعف في الجهاز المناعي، وهي: مرض كرون (بالإنجليزيّة: Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرُّحي (بالإنجليزيّة: Ulcerative colitis)، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض كرون يتسبّب بحدوث التهابات في أيّ جزءٍ من أجزاء الجهاز الهضمي، بينما يؤثّر التهاب القولون التقرّحي في الأمعاء الغليظة فقط، ويمكن أن يؤدي مرض الأمعاء الالتهابي إلى خفض قدرة الجسم على هضم الطعام بشكلٍ صحيح أو امتصاص العناصر الغذائية؛ ممّا ينتج عنه الإصابة بسوء التغذية، ويُعدّ نقص الوزن من الأعراض الشائعة للحالتين، وخاصةً لدى صغار السن، ومن الأعراض الأُخرى لمرض الأمعاء الالتهابي: الإسهال المُتكرر، وآلام البطن، والبراز الدموي الناتج عن نزيفٍ في الجهاز الهضمي، إضافةً إلى التعب، والحمّى.
- فقدان العضلات: قد يتسبّب فقدان العضلات في نقص الوزن المفاجئ، فقد تبدو إحدى الأطراف أصغر حجماً من الأُخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّ جسم الإنسان يتكوّن من كتلةٍ دُهنيّة، وكتلة خالية من الدهون تشمل العضلات، والعظام، والماء، ويؤدي فقدان العضلات إلى فقدان الوزن، ويمكن أن يحدث ذلك عند عدم استخدام العضلات مدّةً من الزمن، وتُعدّ هذه الحالة أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين لا يمارسون التمارين الرياضية، أو الذين يعملون في الوظائف المكتبية، أو طريحي الفراش، وعادةً ما يتم علاج فقدان العضلات عن طريق ممارسة الرياضة والتغذية السليمة.
- التهاب الشغاف: (بالإنجليزيّة: Endocarditis)، يتسبّب التهاب الشغاف في التهاب البطانة الداخلية للقلب، وعادةً ما يحدث عند دخول البكتيريا إلى مجرى الدم وتجمُّعها في القلب، ويُعاني مُعظم الأشخاص المُصابين بالتهاب الشغاف من الحمّى المصحوبة بضعف الشهية، حيث يؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى زيادة عملية الأيض وحرق الدهون؛ ممّا يسبب خسارة الوزن، ومن الجدير بالذكر أنّ التهاب الشغاف يُعدّ أمراً نادر الحدوث عند الأشخاص الذين يتمتّعون بقلبٍ سليم، ولكنّه قد يؤثر في الأشخاص الذين يُعانون من تلف صمامات القلب، وعيوب القلب الخلقية، ومن يمتلكون صمامات قلب صناعية.
- السُل: يُعرف السُل بأنّه مرضٌ مُعدٍ يُصيب الرئتين، ويحدث بسبب بكتيريا المتفطرة السلية (الاسم العلميّ: Mycobacterium tuberculosis)، ويُعدّ فقدان الوزن وانخفاض الشهية من الأعراض الرئيسية لمرض السُل؛ إلّا أنّ السبب في ذلك غير معروف، ويجدر بالذكر أنّ مرض السُل ينتشر عن طريق الهواء، ويمكن للشخص التقاط السُل دون أن يمرض إذا كان جهازه المناعي قادراً على مقاومته، ويُعرف ذلك بالسّل الكامن.
- قصور القلب الاحتقاني: (بالإنجليزيّة: Congestive heart failure)، يُعدّ فقدان الوزن أحد مُضاعفات قصور القلب الاحتقاني، ويتطوّر هذا المرض عند عدم قدرة القلب على الامتلاء بما يكفي من الدم، أو عدم قدرته على ضخ كمياتٍ كافيةٍ منه، ويمكن أن يُصيب أحد جانبي القلب أو كليهما، كما يؤدي قصور القلب الاحتقاني إلى عدم وصول كمياتٍ كافية من الدم إلى الجهاز الهضمي؛ ممّا يتسبّب بالغثيان، والشعور السريع بالشبع، بالإضافة إلى صعوبة التنفُّس أثناء الأكل، كما يؤدي إلى تسريع عملية الأيض ونزول الوزن المفاجئ.
- فرط نشاط الغدة الدرقية: (بالإنجليزيّة: Hyperthyroidism)، يؤدي إفراز كمياتٍ كبيرة من هرمون الغدة الدرقية إلى زيادة سرعة عملية الأيض، وبالتالي حرق المزيد من السعرات الحرارية وفقدان الوزن، بالإضافة إلى زيادة حركة الأمعاء، وتسارع نبضات القلب، والشعور بالقلق، ويمكن للطبيب وصف دواء للتحكُّم بمستويات هرمون الغدة الدرقية أو إجراء جراحة لاستئصال جزءٍ منها أو كلّها.
- الذئبة: تحدث الذئبة (بالإنجليزيّة: Lupus) عندما يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة أنسجة وأعضاء الجسم، ويمكن أن تُسبّب فقدان في الوزن؛ وذلك لأنّها قد تُهيّج الجهاز الهضمي؛ ممّا يصعّب على الجسم امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، كما قد تؤدي إلى الشعور بالتعب الشديد، وألم المفاصل وتصلُّبها، كما يُعاني العديد من الأشخاص من طفحٍ جلديٍّ في الوجه على شكل فراشة، ويُنصح باستشارة الطبيب للمساعدة على تخفيف الأعراض عن طريق الأدوية، وتغيير النظام الغذائي ونمط الحياة.
- الانسداد الرئوي المُزمن: (بالإنجليزيّة: Chronic obstructive pulmonary disease)، يؤدي الانسداد الرئوي المُزمن إلى تلف الأكياس الهوائية الدقيقة في الرئتين، وعادةً ما يحدث ذلك بسبب التدخين ، وتشمل الأعراض صعوبةً في التنفُّس، والبلغم، والشعور بالتعب بسهولة، وفقدان الشهية، ممّا يُسبّب فقدان الوزن، وفي هذه الحالة يحتاج الجسم إلى زيادة عدد السعرات الحرارية المُتناولة للحصول على الأكسجين الضروري للتنفّس.
أعراض نقص الوزن بشكلٍ مفاجئ
ينبغي على الشخص الانتباه جيداً في حال ظهور أحد هذه الأعراض:
- التعب .
- فقدان الشهية.
- تغيير في عادات استخدام المرحاض.
- زيادة الإصابة بالأمراض أو الالتهابات.
الفئات الأكثر عرضة لنقص الوزن بشكلٍ مفاجئ
يمكن أن يحدث نقص الوزن المفاجئ لأيّ شخص، ومع ذلك فإنّه أكثر شيوعاً وخطورةً لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، وعند مُقارنة احتمالية ارتفاع خطر الإصابة ما بين الإناث والذكور فإنّ الإناث أكثر عُرضةً لخطر الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، كما أشارت دراسة نُشرت في مجلّة Centers for Disease Control and Prevention عام 2018 إلى أنّ الإناث أكثر عُرضةً لخطر الإصابة بالاكتئاب، بالإضافة إلى أنّهن أكثر عُرضةً للإصابة بسرطان المعدة .
تشخيص نقص الوزن بشكلٍ مفاجئ
إذا كان الشخص يُعاني من نقص الوزن المفاجئ، فسيقوم الطبيب أولاً بأخذ تاريخ دقيق، والبحث عن عوامل الخطر للعديد من الحالات الطبية، ومن ثمّ إجراء فحص بدني، واعتماداً على النتائج سيقوم بإجراء المزيد من الاختبارات والأشعة.
التحسين من حالة نقص الوزن بشكلٍ مفاجئ
يتم علاج نقص الوزن المفاجئ عن طريق تحديد الحالة الأساسية المُسبّبة لنقص الوزن، وفي حال عدم القدرة على تحديد الحالة بشكلٍ صحيح فإنّه الطبيب سيوصي بالانتظار ومراقبة الأعراض، بالإضافة إلى اتّباع حمية غذائية خاصة، فعلى سبيل المثال يمكن للطبيب وصف مخفوقات مُغذيّة للحصول على المزيد من السعرات الحرارية ، أو إضافة نكهة لتعزيز مذاق الطعام؛ ممّا يُتيح للشخص تناول كمياتٍ أكبر، كما يمكن إحالة الشخص إلى أخصائي التغذية للحصول على الاستشارة.
نصائح للمساعدة على اكتساب الوزن
من الجدير بالذكر أنّ خطة علاج نقص الوزن المفاجئ بعد إجراء التقييم الطبي اللازم للحالة قد تستغرق وقتاً، كما يمكن أن يحتاج الشخص إلى اتّباع نظام غذائي خاص لمنع المزيد من فقدان الوزن أو لاستعادة الوزن المفقود، ونذكر فيما يأتي بعض النصائح التي تساعد على اكتساب الوزن بطريقة صحية وآمنة:
- إضافة السعرات الحرارية الصحية: قد لا يحتاج الشخص إلى إجراء تغيير جذري في نظامه الغذائي الخاص، حيث يمكن زيادة عدد السعرات الحرارية عن طريق إضافة المكسرات أو البذور إلى الأطباق التي يتناولها عادةً؛ بما في ذلك اللوز وبذور عبّاد الشمس، إضافةً إلى الأجبان، والأطباق الجانبيّة؛ مثل الخبز المُحمّص.
- تناول الأطعمة الغنيّة بالعناصر الغذائية: يُنصح بتناول الأطعمة الغنيّة بالعناصر الغذائية بدلاً من تناول السعرات الحرارية الفارغة والوجبات السريعة، حيث يُنصح بتناول اللحوم الغنيّة بالبروتين التي تساعد على بناء العضلات، بالإضافة إلى تناول مصادر الكربوهيدرات ؛ بما في ذلك الأرز البني والحبوب الكاملة الأُخرى؛ ممّا يضمن حصول الجسم على أكبر قدرٍ من التغذية حتى وإن كان الشخص يُعاني من انخفاض الشهية.
- تناول الوجبات الخفيفة: يُنصح بتناول الوجبات الخفيفة الغنيّة بالبروتين والكربوهيدرات، حيث يمكن تناول ألواح أو مشروبات البروتين، والبسكويت المالح مع الحمّص أو زبدة الفول السوداني، كما يُنصح باختيار الوجبات التي تحتوي على الدهون الصحية، والتي تُعدّ ضروريةً لصحة القلب؛ كالمكسرات والأفوكادو .
- تناول وجبات صغيرة: إذا كان الشخص يُعاني من ضعف الشهية الناتج عن المشاكل الصحية أو العاطفية فإنّه يمكن تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم لزيادة عدد السعرات الحرارية.
- ممارسة التمارين الرياضية: يمكن أن تساعد تمارين القوّة؛ مثل رفع الأثقال أو اليوغا على زيادة الوزن عن طريق بناء العضلات.
فيديو أسباب فقدان الوزن المفاجئ
كلنا نتمنى أن نفقد نسبةً حتى لو بسيطة من وزننا، ولكن هل يمكن أن نفقدها فجأة؟