هل للحشرات روح
هل للحشرات روح؟
بين الله -عز وجل- في كتابه الكريم أنه ما من شيء يدب ويمشي على هذه الأرض إلا وله عالمه الخاص وكل من هذه المخلوقات هي أمة مع بعضها البعض؛ حيث خلق الله الحيوانات والحشرات، ثم دبَّر أمرها ورزقها وألهمها إلى ما يصلح حياتها.
وقد قال الله -عز وجل-: (وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ وَلا طائِرٍ يَطيرُ بِجَناحَيهِ إِلّا أُمَمٌ أَمثالُكُم ما فَرَّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِم يُحشَرونَ).
وكما جاء في كتاب حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني ما يدل على أن الحشرات لها روحًا وأنها تتأذى وتتألم.
ماذا يحدث للحشرات بعد قبض أرواحها؟
يحشر الله -عز وجل- الحيوانات يوم القيامة ثم يقضي الله بينهم، قال الله -عز وجل-: (وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ وَلا طائِرٍ يَطيرُ بِجَناحَيهِ إِلّا أُمَمٌ أَمثالُكُم ما فَرَّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِم يُحشَرونَ)، وقال -عز وجل-: (وَإِذَا الوُحْوشُ حُشِرَتْ).
وورد في السنة النبوية أن الله -عز وجل- يقتص للحيوانات من بعضها بعضًا فيقتص من الشاة التي لها قرن لنطحها الشاة التي لا قرن لها، قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (يُقتَصُّ للخَلْقِ بعضِهم مِن بعضٍ، حتى للجَمَّاءِ مِنَ القَرْناءِ، وحتى للذَّرَّةِ مِنَ الذَّرَّةِ).
وجاء في حديث آخر: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان جالسًا، وشاتانِ تَعتَلِفانِ، فنطَحَتْ إحْداهُما الأُخْرى، فأجهَضَتْها، قال: فضَحِكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقيلَ له: ما يُضحِكُكَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: عجِبْتُ لها، والذي نَفْسي بيَدِه، لَيُقادَنَّ لها يومَ القيامةِ)، ومعنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ليقادن لها" أي أن الله سيرجع لها حقها ويقتص من الشاة التي نطحتها.
ثم بعد أن يقتص للحيوانات من بعضها البعض يجعلها الله ترابًا ، كما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (فيبلغُ من عدلِ اللَّهِ يومئذٍ أن يأخذَ للجمَّاء منَ القرَناءِ . قالَ : ثمَّ يقولُ : كوني ترابًا).
وورد عن عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يقول: "أَنَّ الْبَهَائِمَ إِذَا رَأَتْ بَنِي آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَدْ تَصَدَّعُوا مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللَّهِ صنفاً إلى الجنة، وصنفاً إلى النار، نادت: الْحَمْدُ لِلَّهِ يَا بَنِي آدَمَ الَّذِي لَمْ يجعلنا اليوم مثلكم، فلا جنة مرجوة، ولا عقاب يخاف".
حكم قتل الحشرات
يختلف حكم قتل الحشرات بحسب حالها، فإن كانت غير مؤذية فإنه لا يجوز قتلها، وقد ورد في الحديث عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: (نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ، فأمَرَ بجِهازِهِ فَأُخْرِجَ مِن تَحْتِها، ثُمَّ أمَرَ بها، فَأُحْرِقَتْ فأوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ، فَهَلّا نَمْلَةً واحِدَةً)،
وهذا يدل أنه لا يجوز قتلها إلا إذا آذت وأضرت، أما إذا أضرت بالإنسان أو بالطعام فإنه يجوز قتلها أو تنفيرها بقدر الحاجة ولا يتجاوز الحد في قتلها.