وصف الحور العين في الجنة
صفات الحور العين في الجنة
جاء ذكر الحور العين في العديد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، وقد كانت الغاية من ذكر هذه الأوصاف حث المؤمنين على العمل الصالح، وبذل الجهد في التقرب من الله -تعالى- ليكون جزاؤهم دخول الجنة والتنعم بنعيمها، ومن الأوصاف التي جاءت في الحور العين الأوصاف الآتية:
مطهرة
جاء وصف الحور العين بالمطهرة في قوله تعالى في سورة البقرة: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
ويقصد بالطهارة هنا الطهارة الشاملة؛ حيث تشمل طهارة الظاهر والباطن، والأخلاق والتعامل، والقول والفعل، والجسد واللباس؛ فالحور العين طاهرة في جسدها فلا تجد الحيض والنفاس والقيء والبول والعرق وسائر الأذى الذي تجده نساء الدنيا.
كما أنها طاهرة في أخلاقها وأقوالها وأفعالها؛ فلا يجد منها زوجها في الجنة إلا كل طيب، ولا يسمع منها إلا ما يحب، بالإضافة إلى أنها طاهرة في لباسها وشكلها وريحها وكل ما يتعلق بها.
مقصورات في الخيام
جاء وصف الحور العين بهذه الصفة في قوله تعالى: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ)، ومعنى هذه الصفة أن الحور العين تقصر طرفها ونظرها ولا تمده لغير زوجها؛ فهي تحب زوجها فقط ولا تتمنى زوجاً لها غيره، ولا تنظر لسواه ولا تقارنه بغيره.
لم يطمثهن إنس ولا جان
جاء هذا الوصف للحور العين في سورة الرحمن في قوله تعالى: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، ويقصد بهذه الصفة أن الحور العين يتصفن بالبكورة؛ أي لم يسبق لهن الزواج من قبل، ليكون بذلك العبد المؤمن الذي دخل الجنة الزوج الأول لها والزوج الوحيد كذلك.
عرباً أتراباً
جاءت هاتين الصفتين في قوله تعالى: (إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً* فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا* عُرُبًا أَتْرَابًا* لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ)، ومعنى عُرباً كما قال أهل العلم المتحببات لزوجها، والأتراب أي أنهن جميعاً في سن واحدة وهي سن الثالثة والثلاثين، وقيل أيضاً إن أتراباً تعني المتقاربات في الأخلاق وليس بينهن أي ضغينة أو حسد أو حقد.
كأنهن الياقوت والمرجان
جاء وصف الحور العين بهذه الصفة في قوله تعالى: (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ)، كما جاء بيان هذه الصفة في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ قال: (إنَّ المرأةَ من نساءِ أهلِ الجنَّةِ ليُرَى بياضُ ساقِها من وراءِ سبعين حُلَّةً حتَّى يرَى مُخَّها ، وذلك بأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ، فأمَّا الياقوتُ فإنَّه حجَرٌ لو أدخلتَ فيه سلكًا ثمَّ استصفَيْتَه لأريْتَه من ورائِه).
يتصفن بالرائحة العطرة
وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شدة جمال الحور العين ومدة حسن عطرهن بالحديث الصحيح الوارد في البخاري: (ولو أنَّ امْرَأَةً مِن أهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إلى أهْلِ الأرْضِ لَأَضاءَتْ ما بيْنَهُما، ولَمَلَأَتْهُ رِيحًا، ولَنَصِيفُها علَى رَأْسِها خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وما فيها).