معنى حسن الظن بالله وذِكر أبرز مواضعه
معنى حسن الظن بالله
حسن الظن بالله تعالى عبادة قلبية جليلة، ومعناها: اعتقاد ما يليق بالله تعالى من أسماء وصفات وأفعال؛ كاعتقاد أنّ الله تعالى يرحم عباده المستحقين، ويعفو عنهم إن أخطأوا، ويقبل منهم عباداتهم، واعتقاد أن له تعالى الحِكَم الجليلة فيما قدَّره وقضاه، ومن ظنَّ أن حسن الظن بالله تعالى ليس معه عمل، فهو مخطئ ولم يفهم هذه العبادة على وجهها الصحيح، فلا يكون حسن الظن مع ترك الواجبات ولا مع فعل المعاصي.
قال ابن القيم رحمه الله :" وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور ، وأن حسن الظن إن حمَل على العمل وحث عليه وساعده وساق إليه : فهو صحيح ، وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي: فهو غرور، وحسن الظن هو الرجاء، فمن كان رجاؤه جاذباً له على الطاعة زاجراً له عن المعصية، فهو رجاء صحيح، ومن كانت بطالته رجاء ورجاؤه بطالة وتفريطاً، فهو المغرور".
مواضع حسن الظن بالله
- عند الكرب وضيق العيش
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقتُه، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشِكُ الله له برزق عاجل أو آجل) .
- عند المصائب والموت
عن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل موته بثلاثة أيام يقول: (لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل).
- عند التوبة
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ، فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ).
- عند الدعاء
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ادعوا اللهَ وأنتم مُوقِنونَ بالإجابةِ واعلموا أنَّ اللهَ لا يستجيبُ دعاءً من قلبٍ لاهٍ).
- عند القيام بالطاعات
عَنْ أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ : قَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً).
كيف يتحقّق حسن الظن بالله
حُسن الظن بالله يتحقّق بأمور كثيرة، ومنها:
- معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته حقّ المعرفة.
- استشعار حكمة الله في المنع والعطاء، وأنّ كل شي مقدّر عنده سبحانه.
- عدم القنوط من رحمة الله تعالى عند فعل المعاصي، وعلى المسلم أن يسارع بالتوبة إلى الله ويُحسن الظن به أنّه سيقبل توبته.
- تعلّق قلب المسلم بمولاه والصبر على البلاء والمحن.