كيفية الدعاء بليلة القدر
الإكثار والإلحاح في الدعاء
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يحرص على الإكثار و الإلحاح في الدعاء والالتجاء إلى الله في ليلة القدر، ويُكثر من ذكر الآيات القرآنيّة المتضمّنة للدعاء، وذلك كون استجابة الدعاء مرجوّة في هذه اللّيلة العظيمة كون العبادة فيها خيرٌ من ألف شهر.
الدعاء بالأدعية المستحبة ليلة القدر
أكثر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الدعاء في ليلة القدر بحسب ما روى عنه الصحابة -رضوان الله عليهم-، وذلك على النحو التالي:
- سألت أمّ المؤمنين عائشة -رضيَ الله عنها- رسول الله عمّا تدعو به في ليلة القدر، فقال: (تقولينَ اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي).
- روى أبو هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (ما من دعوةٍ يدعو بها العبدُ أفضلُ من اللَّهمَّ إنِّي أسألُك المعافاةَ في الدُّنيا والآخرةِ).
- روى أبو بكر الصديق -رضيَ الله عنه- أنّ رسول الله قام يوماً خطيباً بالناس، فقال: (عليكم بالصدقِ فإنَّهُ مع البِرِّ وهما في الجنةِ وإياكم والكذبُ فإنَّهُ مع الفجورِ وهما في النارِ وسلُوا اللهَ المعافاةَ فإنَّهُ لم يُؤْتَ أحدٌ بعد اليقينِ خيرًا من المعافاةِ).
- عن العباس بن عبد المطلب -رضيَ الله عنه- قال: (قلتُ يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئاً أسألُهُ اللَّهَ قال سلِ اللَّهَ العافِيةَ، فمَكثتُ أيَّاماً ثمَّ جئتُ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئاً أسألُهُ اللَّهَ، فقالَ لي: يا عبَّاسُ يا عمَّ رسولِ اللَّهِ سلِ اللَّهَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ).
استشعار فضل الدعاء في ليلة القدر
فضّل الله العمل في ليلة القدر عن العمل بغيرها بألف شهرٍ، ويشمل ذلك العبادات من الصلاة، والزكاة، والصدقة وغيرها، ويعود تفضيل ليلة القدر على غيرها من اللّيالي بسبب ما يعود على العبد من الثواب والأجر الناتج عن الطاعات التي يقوم بها، فالعبد يتحرّى ليلة القدر وقيامها من أجل فعل هذه الطاعات.
وقيام ليلتها واستغلال كلّ لحظة منها، ابتغاء ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَاناً واحْتِسَاباً، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
اليقين باستجابة الدعاء
ينبغي على المسلم حين يدعو أن يُحسن الظن بالله ويتوكل عليه، ويوقن بقلبه استجابة الله -تعالى- لدعائه، عملاً بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ادعوا اللَّهَ وأنتُم موقِنونَ بالإجابَةِ)، وذلك من آداب الدعاء التي يحرص المسلم على الالتزام بها.
ولا يستعجل الإجابة؛ إذ إن تعجل الإجابة أحد موانع استجابة الدعاء ، وإذا أخّر الله الإجابة أو لم يُجبها، فليعلم العبد أنّ الله بحكمته، وعظيم مراده، وهو العالم بما هو أنفع له قد أعطاه أعظم وأنفع منها، ولربما لا يظهر ذلك للإنسان بتفكيره المحدود، لكن ليعلم أنّ ما اختاره الله هو الخيرة له، ويحرص بذلك كلّه على اجتناب ما يمنع الإجابة.