كيف أتوب من الذنوب
كيف أتوب من الذنوب
يسارع المؤمن للتوبة من ذنبه فوراً؛ وذلك للرجوع ونيل رضا الله -سبحانه وتعالى-، وقد أخبرنا الله -تعالى- بعدّة شروط وخطوات يجب أن تتحقق؛ لتصح التوبة الخالصة، وسنذكر فيما يأتي كيفية التوبة من الذنوب والمعاصي:
- في البداية يجب ترك المعصية والإقلاع عنها على الفور.
- الندم الشديد على المعصية.
- العزم على عدم العودة للذنب مرة أخرى أبداً.
- رد الحقوق لأصحابها إن كان الذنب يتعلق بحق من حقوق العباد.
أما حكم التوبة فوراً؛ فقد اتفق العلماء على وجوب المبادرة إلى التوبة فور وقوع الخطيئة، فمن أخرها زماناً صار عاصياً بتأخيرها، وقد ثبت ذلك في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وإجماع العلماء.
مفهوم التوبة
التوبة عبارة عن ندم يورث العزم والقصد على عدم الرجوع للذنب مرة أخرى، وتتحقق التوبة الخالصة الصادقة بالإقلاع عن الذنب شرعاً وعقلاً، والإقلاع عن الذنب فوراً، والعزم على عدم الرجوع للذنب في المستقبل،وأما التوبة لغةً: يقصد بها الرجوع، والندم والعزم من المقومات الأساسية للتوبة الخالصة لله -سبحانه وتعالى-.
ويجب أن يرافق العزم والندم الرغبة الذاتية والباعث الشخصي على التوبة، فإن كان الباعث على التوبة خارجياً كالخوف من الغرامة المالية أو لضعفٍ في أمر من الأمور؛ فلن تحقق التوبة نتيجتها المرجوة، ويجب على التائب تحقيق شروط التوبة الصحيحة والالتزام بها ضمن ما نصت عليه الشريعة الإسلامية؛ وذلك لتحقيق المراد من التوبة.
آثار التوبة
إن التوبة الخالصة لله -تعالى- تورث الكثير من الآثار التي تعود على الفرد والمجتمع بالخير والبركة، ومن آثار التوبة ما يأتي:
- إعانة العبد على العودة لله -تعالى-؛ فتجنبه التوبة الانشغال عن الله -تعالى- بأمور الدنيا وملذاتها، وتجعله يتقرب إلى الله -تعالى- ويزداد قرباً ومحبة له.
- تورث التوبة محبة الله -تعالى- لعبده التائب من ذنبه، والعائد إليه، ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، قالَ ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ).
- تحقيق ونيل السعادة من الله -تعالى-، فالتوبة طريق الفوز والخير والقرب من جنة عرضها كعرض السماء والأرض، وفيها من الخير الوفير الذي يعود على صاحبه في الدنيا والآخرة.
- تورث التوبة طمأنينة القلب والنفس، فيصبح المسلم أكثر راحة ورضا ويقين بعوض وأجر الله -تعالى-.
- إدارك المعصية والنشغال بالتوبة الصادقة يبعد العبد عن اللهو في أمور دنيوية، وتجعل منه شخصاً يفكر في كيفية التخلص من الذنب واللجوء إلى الله -سبحانه وتعالى- بزيادة الطاعات.
- تغير حال العبد لحال أفضل وأكثر قرباً من الله -تعالى-.
- تحقيق الرضا والقناعة في نفس المؤمن، وتجعله أكثر حمداً وشكراً لله -سبحانه وتعالى-.