قوة العقل الباطن
العقل الباطن
يُعتبر العقل الباطن الجزء الذي لا يُمكن للشخص إدراكه والعلم به، حيث إنّه محرِّك العمل الذي يتحكم بأفعال وأقوال الشخص بنسبة 95% إلى 99%، وهو الذي يضمن استمراريّة خفقان القلب، وتنفس الرئتين، وتذكير العضلات بكيفيّة العمل، كما يقوم بتذكير نظام المناعة بمحاربة البكتيريا، وبالتالي فإنّ اللاوعي هو الجهاز الآلي الذي يعمل تلقائيّاً، ويسمح لوعي الأفراد في التفكير والتعلُّم والنمو، ولكن يجهل الكثير من الناس قوّة العقل الباطن وكيفيّة التعامل معه، إذ يسمحون للسلوكيات والأفكار السلبيّة بالسيطرة عليه لفترات طويلة، وهذا يؤدّي إلى عجزهم عن تخيّل القيام بأيّ شيء آخر غير مُعتاد.
أهمية التأثير على العقل الباطن
يختصّ اللاوعي بإدارة الطاقات العاطفيّة، فهو يتحدّث لغة حسيّة من المشاعر والأحاسيس الفسيولوجيّة، ، والتي تنتقل عبر شبكة الاتصالات في الجسم، وهناك توجيهان رئيسيّان للتأثير على العقل الباطن، وهما:
- البقاء على قيد الحياة؛ حيث إنّ انعدام القدرة على التعامل مع خيبة الأمل والخوف وغيرها من المشاعر السلبية، هو السبب الأول الذي يدفع الشخص إلى التأثير على العقل الباطن، وذلك من أجل تمكين الفرد على التعامل مع تلك المشاعر السلبيّة، وعدم إرهاق النفس، وعندما يعجز الشخص عن القيام بهذه المهمّة، فإنَّ العقل الباطن يتولّى مسؤوليّة الحماية التلقائيّة، وهو التّوجيه الأساسي.
- التأكّد من تحقيق التقدّم والازدهار؛ حيث ينبغي معرفة أساليب تهدئة وطمأنة القلوب في اللحظات التي تسيطر فيها المخاوف المختلفة، مثل: الرفض أو عدم الكفاءة أو الهجر، ففي حالة عدم الشعور بالأمان الكافي، سيعمل الجسم بشكل تلقائيّ على الحماية من خلال العقل الباطن.
زيادة قوة العقل الباطن
يُمكن اتباع الخطوات الآتية لزيادة قوة العقل الباطن:
- تحديد الأمور التي يريدها الشخص أو يرغب بامتلاكها بدقة متناهية.
- كتابة الهدف بوضوح وبكلّ تفاصيله، فالهدف الذي لا يُدوّن هو مجرد أمنية، وبالتالي فإنَّ كتابته تنبّه العقل الباطن بضرورة تحقيقه.
- كتابة الهدف بكلمات بسيطة، وقراءتها يوميّاً عند الاستيقاظ صباحاً وقبل النوم.
- التخطيط العكسي؛ ويتمّ من خلال تذكّر ومتابعة كلّ ما تمّ تحقيقه مسبقاً.
- تنفيذ خطوة واحدة على الأقل من الخطوات المكتوبة في القائمة الشخصيّة كلّ يوم، حيث يُساعد هذا على الوصول إلى الهدف.
- تخيُّل نجاح الهدف مراراً وتكراراً، ويكون ذلك عبر تصوّر الهدف في الذهن، وكأنه شيء قد حدث بالفعل، فكلما كانت الصورة النفسيّة للهدف أكثر وضوحًا وحيويةً ،أصبح تحقيقه أسرع.
- التظاهر بتحقق الهدف في الواقع، والتصرّف بثقة تامة، وتفكير الفرد باستمرار بأنّه في طريقه نحو تحقيق الهدف، وأنّ الهدف في المقابل يقترب منه شيئاً فشيئاً.
- إراحة العقل؛ إذ ينبغي أخذ قسط من الراحة والتنفّس والصلاة كلّ يوم، فالحالة الذهنيّة الهادئة للدماغ تسمح بالوصول إلى مسارات عصبيّة جديدة.
- تحرير الهدف وتوجيهه إلى العقل الباطن.