قصة النبي يحيى عليه السلام للأطفال
قصة النبي يحيى عليه السلام للأطفال
البشارة بولادة النبي يحيى عليه السلام
كان سيدنا زكريا -عليه السّلام- يدعو الله -تعالى- في كل وقت وحين بأن يرزقه ولدًا صالحًا، فلم يُرزق بالذرية لأنّ زوجته كانت عاقرًا لا تُنجب الأولاد، فاستمر بدعائه هذا حتى كَبُر سنّه وشاب شعره، حتى استجاب الله -تعالى- له، وبشّره بغلامٍ سَمَّاهُ يحيى، وقد سماهُ اللهُ بهذا الاسم ليكون بشرى لأهله، ويعيش حياة طويلة سعيدة، وليكون في هذا الاسم دلالةٌ على إحياءِ قلبه بالمحبة، وجسده بالطاعة، ولسانه بالذكر، وقد وُلد يَحيى -عليه السّلام- قبل ولادة عيسى -عليه السّلام- بستة أشهر.
نبوة يحيى عليه السلام
جعل الله -تعالى- في نبيه يحيى -عليه السّلام- الصلاح والتقوى منذ صغره؛ فقد كان يقدم الوعظ للناس، وينهى عن الأفعال القبيحة، ويدعوا الناس إلى عبادة الله -تعالى-، وقد أخبر الله -تعالى- في كتابه العزيز أنّه قد جعل الصلاح والنبوة في يحيى منذ أن كان صبيًا، وكان يحيى يمنع نفسه عن ارتكاب المحرمات، و الوقوع في المعاصي منذ صغره، وهو أول من آمن بنبوة عيسى -عليه السّلام-، وآتاه الله -تعالى- النبوة قبل أن يبلغ الثلاثين عامًا من عمره، وكان نبي الله يحيى -عليه السّلام- عالمًا بشريعتهم، وذلك لأنّه قد نشأ نشأةً صالحة في بيت نُبوة، فتمتع بأفضل صفات التقوى والصلاح، وك ان يدعو الناس إلى أن يتوبوا ويُؤمنوا بالله وحده.
مواجهة النبي يحيى للملك
وحين كَبُر يحيى -عليه السّلام-، وكان حريصًا على الإصلاح في الأرض، كان آنذاك ملك يحكم فلسطين يدعى هيرودس، وكان لديه ابنة أخ اسمها هيروديا شديدة الجمال والحُسن، فأراد الزواج منها، ووافقته الفتاة على ذلك هي وأُمُّها، ولا شك أن هذا فعل محرم لا ترضى به شريعة من الشرائع، وعندما سمع نبي الله يحيى بذلك عارض هذا الزواج، وبيّن لهم حرمته، وحاول أن يمنع هذا الزواج، إلَّا أنّه لم يجد استجابة من أحد، وتزوج بها فعلًا، وبقي الحاكم هيرودس يحمل في نفسه غيظاً على يحيى -عليه السّلام-.
وفاة النبي يحيى عليه السلام
ولم تدع الأم وابنتها يحيى -عليه السّلام- يُعارض هذا الزواج من غير انتقام، فانتهزت الأم فرصة حب الملك للفتاة، وأمرتها أن تتزين، وتخرج إليه، فلما رأى حسنها، امتنعت عنه حتى يأتيها برأس يحيى -عليه السّلام-، فأمر جنده فقتلوه وجاؤوا برأسه ودمه إليها، وقيل إنّها ماتت منذ تلك اللحظة.
الدروس المستفادة من قصة النبي يحيى عليه السلام
يستفاد من قصة يحيى -عليه السلام- العديد من العبر والدروس، ومنها ما يأتي:
- أنّه يجب على المسلم أن يحمل المسؤولية، ويتعامل بجديّة مع الأمور.
- إن الله تعالى يُهيئ للصالحين من عباده مُعينًا لهم في دعوتهم.
- أنّه يجب على المسلم أن يتحلى بالصفات الحسنة، وأن يكون رحيمًا بغيره من الناس، وتقيًا وبارًا بوالديه، لأن هذه هي صفات العبد المؤمن .