تأثير الطبيعة على نفسية الإنسان
تحسين الانتباه
إنّ قضاء المزيد من الوقت في الطبيعة أو النظر إلى المشاهِد الطبيعية يُعزّز القدرة على الانتباه؛ إذ تُثير الطبيعة اهتمام الإنسان عادًة، وبالتالي يُصبح بإمكانه التركيز عليها وبشكلٍ طبيعيّ عند التعرّض لها، إضافًة إلى أنّ التعرّض للطبيعة يمنح العقول مفرطة التفكير والنشاط فترة راحة؛ مما يجعل صاحبها أكثر حيويًة واستعدادًا لتأدية مهام جديدةٍ.
من جهةٍ أخرى، يُمكن للوقت الذي يقضيه الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في الطبيعة تعزيز انتباههم لاحقًا، وفقًا لما أشارت إليه أندريا تايلور الدكتورة والأستاذ المساعد في قسم الطب النفسي في كلية ماكغفرن الطبية بجامعة تكساس.
تحسين وظائف الذاكرة
تُحسّن الطبيعة وظائف الذاكرة؛ إذ حصل الأشخاص الذين يتجولون في الطبيعة على نتائجٍ أفضل في اختبار الذاكرة من أولئك الذين كانوا يتجولون في شوارع المدن، وفقًا لما أشارت إليه دراسة حول الفوائد المعرفية للطبيعة نشرت في مجلة (Psychological Science) عام 2008م.
تعزيز الشعور بالامتنان
يُشير علماء النفس البيئي بأنّ الإنسان الذي يعيش بالقرب من الطبيعة بإمكانه الشعور بالمزيد من الامتنان والتقدير لنعم الحياة، وإنّ رؤية المعجزات التي تحتويها الطبيعة في الخارج تُعزز وبشكلٍ تلقائيّ الرغبة الداخلية في حمايتها، كما أنّ التنفّس في الطبيعة يُعزز الوعيّ الحسّي؛ فقضاء الوقت في الهواء الطلق يجعل الإنسان واعيًا ومُدركًا أكثر لما يراه ويسمعه ويشمّه ويشعر به.
تعزيز الرفاهية العامة
يرتبط الاتصال بالطبيعة بزيادة الشعور بالسعادة والرفاهية الذاتية، وتؤثّر الطبيعة إيجابًا على تفاعلات الإنسان الاجتماعية وشعوره وفقًا لما أشارت إليه مجلة الجمعية الأمريكية للعلوم (Science Advances) في العام 2019م.
ووفقًا لدراسة أجرتها المؤسسة الخيرية للصحة العقلية في إنجلترا وويلز (Mind)، فإنّ 95% ممن تم مقابلتهم تحسّن مزاجهم بعد قضائهم فترة من الوقت في الخارج، وتغيّرت حالة الاكتئاب والقلق والتوتر لديهم إلى حالة من الهدوء والتوازن.
ويُشار إلى أنّ قضاء الوقت في الطبيعة أو النظر إلى مشاهِدٍ طبيعيةٍ يرتبط بالمزاج الإيجابي و الرفاهية النفسية وفقًا لدراسة تبحث العلاقة بين الارتباط بين الطبيعة والسعادة.
التقليل من الضغط
إنّ الارتباط بالطبيعة يُقلل من الشعور بالضغط والإجهاد، ويُساعد الإنسان على التعامل معه بالشكل الصحيح، سواءً كان ذلك بالخروج إلى الطبيعة أو النظر إلى المشاهِد والصور التي تعرض مناظر طبيعيةٍ أو بيئةٍ حضريةٍ، مع الإشارة إلى أنّ الخروج إلى الطبيعة أفضل بالطبع.
تخطّي الألم
إلى جانب كل ما سبق، تُعزز الطبيعة قدرة الإنسان على التغلّب على الآلام؛ إذ إنّ النظر إلى الأشجار والنباتات والمياه وغيرها من عناصر الطبيعة من شأنه إشغال العقل بها وتشتيت الانتباه عن الألم والانزعاج.
لذا فإنّ المرضى الذين ينظرون إلى الأشجار أثناء وجودهم في المشفى يتحمّلون الألم بشكلٍ أفضل من أولئك الذين ينظرون إلى الحائط مثلًا، وفقًا لما أشارت إليه بعض الدراسات.