شرح قصيدة (هلا سألت الخيل)
كلمات قصيدة هلا سألت الخيل
تعود هذه القصيدة للشاعر عنترة بن شداد ، وفيما يأتي أبياتها الشعرية:
هلا سألت الخيل يا ابنة ماـك
- إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
يخبرك من شهد الوقيعة أنني
- أغشى الوغى وأعف عند المغنمي
ولقد ذكرتك والرماح نواهل
- مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
- لمعت كبارق ثغرك المتبسـم
ومدجج كره الكماة نزاله
- لا ممعن هربًا ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنة
- بمثقف صدق الكعوب مقوم
فشككت بالرمح الأصم ثيابه
- ليس الكريم على القنا بمحرم
لما رآني قـد نزلت أريده
- أبدى نواجذه لغير تبسـم
فطعنته بالرمح ثم علوته
- بمهند صافي الحديد مخذم
في حومة الحرب التي لا تشتكي
- غمراتها الأبطال غير تغمغم
ولقد هممت بغارة فـي ليلة
- سوداء حالكة كلـون الأدلم
لما رأيت القوم أقبل جمعهـم
- يتذامرون كررت غير مذمم
يدعون عنتر والرماح كأنها
- أشطان بئر فـي لبان الأدهـم
ما زلت أرميهم بثغرة نحره
- ولبانه حتى تسربل بالدم
فازور من وقع القنا بلبانه
- وشكى إلى بعبرة وتحمحم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى
- ولكان لو علـم الكـلام مكلمي
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمهـا
- قيل الفوارس ويك عنتر أقدمـي
والخيل تقتحم الغبار عوابسا
- ما بين شيظمة وأجرد شيظـم
شرح قصيدة هلا سألت الخيل
تتحدّث الأبيات من 1 إلى 8 عن إعجاب عنترة بن شداد بابنة عمه ابنة مالك ولكنها تتجاهله، فيتحدّث أمامها عن بطولاته وإنجازاته التي حقّقها، وتوضح الأبيات قوة عنترة وشجاعته وبأسه الشديد، وفيما يأتي تفصيل لكلِّ بيت:
- البيت الأول
يُخاطب عنترة بن شداد ابنة عمّه، ويطلب منه أن يسأل الفرسان عن شجاعته في الحرب، خاصّة أنّه ورد عنه الكثير من الإشاعات بأنّه جبان في المواجهات الحربيّة.
- البيت الثاني
يُؤكّد الشاعر لابنة عمّه قوّته وإصراره على الفوز في المعارك والحروب، حتّى لو كان ذلك على حساب إلحاق الضّرر به وبفَرَسه.
- البيت الثالث
يقول الشاعر إنّه لا يتردّد في القتال أبدًا، فيتوجّه هو وفرسه نحو الجيوش المُسلّحة بكلّ قوّة وشجاعة.
- البيت الرابع
في هذا البيت جواب السؤال الذي طرحه على ابنة عمّه في البيت الأول، فسيشهد له كل من كان في المعركة بأنّه شُجاع لا يخشى شيئًا، وسيشهدون أيضًا بأنّه عفيف النفس، لا يطمع بمكاسب المعركة.
- البيت الخامس
يصف الشاعر نفسه بأنّه شجاع، ولا يهرب ولا يستستلم، بل يُقاتل حتّى الموت، وهذا يجعل الأعداء يكرهون مُواجهته.
- البيت السادس
يتحدّث الشاعر عن الضربة التي وجهها للفارس؛ إذ كانت هذه الضربة قوية، ولم تخطأ رَميتَها.
- البيت السابع
يتحدّث عنترة عن قتاله مع الفارس، إذ وجّه له رمحًا فأصابه، ووصف نفسه والفارس بالكَريمين، وأنّ الكرمَ لم يمنع القتال بينهما، فأصبحا الاثنين قاتلًا ومقتولًا.
- البيت الثامن
لم يدفن الشّاعر الفارس الذي يقتله، وترك جثته تأكلها السباع والوحوش الضالة.
- البيت التاسع
عندما توجه الأعداء إلى عنترة ليأخذوا منه الثأر، هاجمهم هجومًا شديدًا، وكان شجاعًا ذا بأس قويًّا في ذلك.
- البيت العاشر
قاتل مجموعة من الأشخاص عنترة، وأُصيب فرسه في بطنه، وكان عدد الرماح الكبيرة المُوجّه له أشبه بحبال مُتدلّية من بئر.
- البيت الحادي عشر
لم يستسلم عنترة، وبقي يُقاوم بالأعداء، حتّى أُصيب فرسه بجرح آخر عميق، ونزف الكثير من الدم، وتراجعت حالته الصحيّة كثيرًا.
- البيت الثاني عشر
يصف الشاعر مُعاناة الحصان؛ بسبب الضّربة القويّة المُؤلمة التي أُصيب بها، حتّى أمالَ رأسَه نحو فارسه، وكأنّه يشكو ألمه.
- البيت الثالث عشر
يُواصل الشاعر وصف الحصان، ويقول إنّه يدمع ويصهل ليُعبّر عن ألمِه الشديد، ولو كان بمقدوره الكلام لَفَعل وعبّر عن وجعه.
- البيت الرابع عشر
حصل الشاعر على تأييد الكثير من الذين كانوا في صفوف القتال، وشجّعوه على مُواصلة القتال؛ وذلك بسبب شجاعته.
- البيت الخامس عشر
يصف الشاعر في هذا البيت الجنود في المعركة، ووصفهم بالشّجعان الذين يُقاتلون بكلّ شدة وحزن دون خوف.
- البيت السادس عشر
يذهب الشاعر في رحلة إلى البراري، ولا يأخذ معه شيئًا أبدًا؛ ليكون عقله رفيقه الوحيد في هذه الرحلة.
- البيت السابع عشر
يُعبّر الشاعر في البيت الأخير عن تمنّيه عدم انتهاء الحرب حتّى يتمكّن من قتل أعدائه.
معاني مفردات قصيدة هلا سألت الخيل
فيما يأتي بعض الكلمات التي قد يصعب فهمها في القصيدة:
المفردة | المعنى |
متردم | الشيء الذي تم اصلاحه. |
سمح المخالطة | سهل المخالقة. |
الخيل | الفرسان. |
المدجج | متواري بالسلاح. |
الكمأة | الشجاع. |
الكعوب | أنابيب الرمح. |
القنا | الرماح. |
الأشطان | جمع شطن، وهو حبل البنر. |
الثغرة | نقرة العنق. |
السربال | الدرع. |
تحمحم | صوت متقطع. |
مشايعي | مرافق لي. |
الأفكار الرئيسة في قصيدة هلا سألت الخيل
ورد في القصيدة العديد من الأفكار الرئيسة، فيما يأتي توضيح لها:
- حديث عنترة مع ابنة عمّه وتجاهلها له، وتوضيح شجاعته وإقدامه في المعارك.
- هجوم عنترة على الأعداء عندما رأى تخاذلهم وانهزامهم.
- استرداد عنترة حقَّه المسلوب، وتلذذه بطعم النصر.
- مُعالجة موقف الشاعر مع حصانه.
- الحديث عن أجواء المعركة التي خاضها عنترة مع أعدائه.
الصور الفنية في قصيدة هلا سألت الخيل
وردت العديد من الصور الشعرية في القصيدة، فيما يأتي أهمّها:
- صوّر الشاعر نفسه في البيت التاسع بأنّه المُنقذ، في الوقت الذي خاف فيه الأبطال الآخرون من مُواجهة الأعاء.
- صوّر الشاعر الرماح في البيت العاشر -وهي تُسيّل دماءه- بالشخص الذي يشرب الماء حتّى يرتوي.
الغاية الشعرية من كتابة قصدية هلا سألت الخيل
إنّ الغاية الشعرية التي تقع وراء كتابة هذه القصيدة هو افتخار عنترة بن شداد بنفسِه، ويقوته وشجاعته في الحرب، وتُعدّ هذه القصيدة واحدة من المُعلقات التي يُظهر فيها عنترة بطولاته، وأثبت بأنّ التصرّفات والأخلاقيّات أهمّ من الشكل؛ لأنّ بعض الناس كانوا قد عايروه بأنّه ذو بشرة سوداء.