خطورة سب الصحابة
خطورة سب الصحابة
إن سبّ الصحابة الكرام جرم عظيم، وإثم كبير، قد يصل بالإنسان إلى حد الكفر والعياذ بالله، وذلك لما يعتري مقام الصحابي في الدين الإسلامي، فسب الصحابة رضي الله عنهم تكذيب للقرآن الكريم، إذ إن الله عز وجل أثنى عليهم، فكيف يثني الله عز وجل على أشخاص يستحقون السب والشتام؟ وقد ورد النهي عن سبّ الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في كثير من الأحاديث، كما في الحديث الصحيح : (لا تَسُبُّوا أصْحابِي، لا تَسُبُّوا أصْحابِي، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لو أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما أدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِمْ، ولا نَصِيفَهُ)، وكذلك فإن سبّ الصحابة الكرام جالب لسخط الله تعالى ولعنته، كما جاء في الحديث الشريف: (لعنَ اللهُ منْ سبَّ أصحابِي)، واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى، فأي ذنب أعظم من الطرد من رحمة الله؟
واجب المسلمين تجاه الصحابة الكرام
يمكن أن نجمل واجب الفرد المسلم تجاه الصحابة في عدة أمور، أبرزها:
حب الصحابة الكرام
أمر الله جل وعلا في كتابه العزيز التابعين الذين جاؤوا من بعد الصحابة الكرام بحبّهم، وعدم بغضهم، فقال جلّ وعلا: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)، وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بحبّ الأنصار، وجعل بُغضهم نفاق، فقال كما في حديث أنس: (آيَةُ الإيمانِ حُبُّ الأنْصارِ، وآيَةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأنْصارِ).
الترحم عليهم والترضي عنهم
فالترحم على الصحابة والترضي عنهم هي من صفات المؤمنين ، ولذلك جعل الله عز وجل علامة الأخوة في الدين الاستغفار لهم، كما في قوله: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ)، وكذلك فإن الترضّي عنهم هو من باب التصديق بخبر الله تعالى: (رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) .
الكف عن الكلام في الفتن والمساوئ التي وقعت بينهم
لا ريب أن حفظ اللسان عن أعراض المسلمين عموماً هو مطلب شرعي، وخلق إسلامي عظيم، فكيف إذا كان مع أعظم رجالات الإسلام، فهو أولى وأحرى، وفي المقابل فإن الوقيعة في أعراضهم من أعظم الجرم والإثم؛ وعليه فإن التعرض لما وقع بينهم من فتن سوف يؤدي للوقوع فيهم؛ ولهذا كثر كلام الأئمة في كفّ الألسن عما بينهم، فذلك أسلم، والله أعلم.