اسم قوم موسى
قوم موسى عليه السلام
هناك العديد من المعلومات المتعلقة بقوم سيدنا موسى -عليه السلام-، نُبين أهمها على الوجه الآتي:
بني إسرائيل اسم قوم موسى
أرسل الله -تعالى- نبيّه موسى -عليه السّلام- إلى بني إسرائيل، قال -تعالى-: (وَمِن قَومِ موسى)، والمُراد بهم بني إسرائيل، وقد كان بنو إسرائيل تحت حكم فرعون وبطشه وجبروته، وقد جاء في قول الله -تعالى-: (وَجَعَلناهُ هُدًى لِبَني إِسرائيلَ)، أي أنَّ الله -تعالى- جعل رسالة موسى -عليه السلام- هدى لبني إسرائيل.
من هم بني إسرائيل؟
إسرائيل هو لقب لنبيّ الله -تعالى- يعقوب -عليه السّلام-، وبني إسرائيل هم أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السّلام-؛ فإبراهيم -عليه السلام- له ولدان؛ إسماعيل وإسحاق، والأكبر منهما إسماعيل، وهو الذي أمر الله -تعالى- سيدنا إبراهيم بذبحه ثمّ فداه بعدها بذبح عظيم، أمّا إسحاق فهو الولد الثاني لإبراهيم.
وأبناء يعقوب جميعاً هم بني إسرائيل ، وقد أرسل الله -تعالى- لهم رسلاً كثر، ولكنهم مع ذلك كانوا من المعتدين الذين يقتلون أنبيائهم بغير حق، وكلّ من اليهود والنّصارى من بني اسرائيل، ومعنى إسرائيل هو عبد الله، وسريّ الله، وإسرائيل اسم مختصّ بأبناء يعقوب -عليه السّلام-، وإذا ذُكر في القرآن إبراهيم وإسحاق ويعقوب لا يُسموّا ببني إسرائيل.
دعوة موسى فرعون لتخليص بني إسرائيل
استلزمت دعوة موسى -عليه السّلام- لبني إسرائيل دعوته لفرعون، لأنَّ بني إسرائيل كانوا مستضعفين تحت حكمه، فتوجّه موسى -عليه السلام- لفرعون يدعوه إلى رسالة التّوحيد، فإن آمن معه وأثبت له موسى أنَّه رسول الله، ترك له فرعون بني إسرائيل وسمح له بدعوتهم إلى توحيد الله، قال -تعالى-: (وَقالَ موسى يا فِرعَونُ إِنّي رَسولٌ مِن رَبِّ العالَمينَ* حَقيقٌ عَلى أَن لا أَقولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الحَقَّ قَد جِئتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِن رَبِّكُم فَأَرسِل مَعِيَ بَني إِسرائيلَ).
لقد فسّر ابن كثير هذه الآية فقال: "أيّ اتركهم لعبادة ربّك وربّهم، فإنّهم من سلالة نبيّ كريم، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن عليهم صلوات الرّحمن"، ولذلك ورد في القرآن العديد من المواضع التي تنصّ على أنّ موسى -عليه السلام- قد أُرسل إلى فرعون؛ ذلك أنّ فرعون وقومه هم المتحكّمون في بني إسرائيل كافة، فإن خرجوا من حكمه فقد نجّاهم الله -تعالى- منه، أي أنَّ الأصل بالرّسالة هم بنو إسرائيل وليس فرعون، وإنّما هو تبع في رسالة موسى -عليه السلام-.
وشملت دعوة موسى لفرعون أمرين اثنين؛ أولهما دعوته إلى توحيد الله -تعالى-، والتوجّه له بالعبادة وترك الشّرك به، وقد دُعي فرعون وقومه إلى هذا الأمر من قبل موسى -عليه السلام- وأخيه هارون، ويتبع توحيد الله -تعالى- والإيمان به، الإيمان بالرّسل والأنبياء، والوحيّ، واليوم الآخر، وما فيه من الحساب والعذاب والعقاب، والجزاء.
والأمر الثاني الذي دعى موسى -عليه السلام- قومه إليه هو تخليص بني إسرائيل من حكم فرعون، وتركهم للعودة مع موسى -عليه السلام- إلى بيت المقدس ليعيشوا فيه، فإن عادوا إلى بيت المقدس توجّهوا إلى توحيد الله -تعالى- والتّمسك بالعقيدة الصّحيحة، فما كان من فرعون وقومه إلّا أن كذبوا موسى وهارون ، فأظهر لهم موسى -عليه السلام- المعجزات الواضحات والدّالة على صدقه وأنّه رسول من عند الله، فاستكبر فرعون وعلا في الأرض، ورفض الإقرار بوحدانيّة الله والإيمان به واتّباع موسى وهارون بحجّة أنّهما بشرين.