حكم ومواعظ إسلامية
حكم ومواعظ إسلامية
أفضل ما ورد من حكم ومواعظ إسلامية بعد كتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلم، هو ما ورد من أقوال للخلفاء الراشدين، وذلك لأنهم كانوا حريصين على أن يتبعوا خطى الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأن ينفذوا ما أمروا به وأن يكونوا قدوة حسنة لمن بعدهم، لذلك بقيت ذكراهم عطرة تفوح إلى يومنا هذا، وفيما يأتي بعض المواعظ والحكم التي وصلتنا عنهم -رضي الله عنهم أجمعين-، بالإضافة إلى بعض أقوال الإمام الشافعي رحمه الله لما له تأثير في نفوس المسلمين عند تدبرها والعمل بها والاستنارة بنورها، لنكون من السعداء بإذن الله في الدنيا والآخرة.
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
- حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ولا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلّا ضربهم الله بالفقر ولا ظهرت الفحشاء في قوم إلّا عمهم الله بالبلاء.
- يا معشر المسلمين استحيوا من الله عز وجل فوالذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء مقنعًا بثوبي استحياء من ربي.
- اللهم اجعل خير زماني آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك.
- رأيت الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي جائية وستتخذون ستور الحرير ونضائد الديباج وتألمون ضجائع الصوف الأذري كأن أحدكم على حسك السعدان والله لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حد خير له من أن يسبح في غمرة الدنيا.
- طوبى لمن مات بالبدايات، قيل: وما البدايات؟، فأجاب: جدة الإسلام.
- اتق الله بطاعته وأطع الله بتقواه ولتخف يداك من دماء المسلمين وبطنك من أموالهم ولسانك من أعراضهم.
الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
- حاسب نفسك قبل حساب الشدة فإنه من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة عاد مرجعه إلى الرضى والغبط ومن ألهته حياته وشغله هواه عاد مرجعه إلى الندامة والحسرة فتذكر ما توعظ به لكي تنتهي عما تنهى عنه.
- اللهم اجعل عملي كله صالحًا واجعله لوجهك خالصًا ولا تجعل لأحد غيرك فيه شيئًا.
- إن من علامة صدق توبتك أن تعترف لله بذنبك وإن من إخلاص عملك أن ترفض عجبك وإن من صدق شكرك أن تعرف تقصيرك.
من اتقى الله لم يصنع كل ما تريده نفسه من الشهوات.
- أجرأ الناس من جاد على من لا يرجو ثوابه وأحلم الناس من عفا بعد القدرة وأبخل الناس الذي يبخل بالسلام وأعجز الناس الذي يعجز عن دعاء الله.
- قال رجل لعمر: إن فلانا رجل صدق
- فقال له: هل سافرت معه؟
- قال: لا
- قال: فهل كانت بينك وبينه معاملة؟
- قال: لا
- قال: فهل ائتمنته على شيء؟
- قال: لا
- قال: فأنت الذي لا علم لك به أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد.
- حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، وتزينوا للعرض الأكبر.
عثمان بن عفان رضي الله عنه
- لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام الله وما أحسب أن يأتي علي يوم وليلة إلّا أنظر في كلام الله.
- لو أنني بين الجنة والنار ولا أدري إلى أيهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادًا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير.
- سئل عثمان: ما منعك من شرب الخمر في الجاهلية ولا حرج عليك فيها، قال: إني رأيتها تذهب العقل جملة وما رأيت شيئًا يذهب جملة ويعود جملة.
- إني لأكره أن يأتي علي يوم لا أنظر فيه إلى عهد الله.
- كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟
- قال: والله إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: {القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه العبد فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه}.
- أيها الناس اتقوا الله فإن تقوى الله غنم وإن أكيس الكيس من دان نفسه وعمل لما.
بعد الموت واكتسب من نور الله نوارا لظلمة القبر وليخش عبد أن يحشره الله أعمى وقد كان بصيرا واعلموا أنه من كان الله له لم يخف شيئا ومن كان الله عليه فمن يرجو بعده؟.
علي رضي الله عنه
- سئل علي عن الدنيا فقال: أطيل أم أقصر؟
- فقيل: أقصر
- فقال: حلالها حساب وحرامها عذاب فدعوا الحلال لطول الحساب ودعوا الحرام لطول العذاب.
- الدنيا جيفة فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب.
- إن لله في أرضه آنية وهي القلوب فأحبها إليه أرقها وأصفاها وأصلبها ثم فسره فقال: أصلبها في الدين وأصفاها في اليقين وأرقها على الإخوان، ما أبردها على الكبد.
- فقيل: وما ذلك؟
- قال: أن تقول لشيء لا تعلمه: الله أعلم.
- دخل علي المقابر فقال: يا أهل القبور يا أهل البلى يا أهل الوحشة ما الخبر عندكم؟
فإن الخبر عندنا: أما المساكن فقد سكنت وأما الأموال فقد قسمت وأما الأزواج فقد نكحت هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندك؟، ثم قال: والذي نفسي بيده لو أذن لهم بالكلام لأخبروا أن خير الزاد التقوى.
- من حلم ساد ومن ساد استفاد.
- من أبصر عيب نفسه عميَّ عن عيب غيره، ومن سلَّ سيف البغيّ قتل به، ومن احتفر لأخيه بئرًا وقع فيها، ومن هتك حجاب غيره انتهكت عورات بيته، ومن أعجب برأيه ضلَّ ومن استغنى بعقله زلّ، ومن صاحب الأنذال حقر، ومن جالس العلماء وقر، ومن حسن كلامه كانت الهيبة أمامه.
- سمع علي رجلا يذم الدنيا فقال: الدنيا دار صدق لمن صدقها ودار نجاة لمن فهم عنها ودار غنى لمن تزود منها ومهبط وحي الله ومصلى ملائكته ومسجد أنبيائه ومتجر أوليائه ربحوا فيها الرحمة واكتسبوا فيها الجنة فمن ذا الذي يذمها وقد آذنت ببينها ونادت بفراقها.
الإمام الشافعي
لا تيأسن من لطف ربك
إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدًا
وتخاف في يوم المعاد وعيـدًا
فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه
وأفاض من نعم عليك مزيـدًا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
في بطن أمك مضغة ووليـدًا
لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدًا
ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدًا
التوكّل على الله
توكلت في رزقي على الله خـالقي
وأيقنـت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقي فليـس يفوتني
ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه
ولو، لم يكن من اللسـان بناطق
ففي أي شيء تذهب النفس حسرة
وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق
الحكمة
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلًا على الأهوال جلدًا
وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب
يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلًا
فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل
فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن
إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين
فما يغني عن الموت الدواء