لماذا سمي الحطيئة بهذا الاسم
تسمية الحطيئة
اختُلف في سبب تسمية الحطيئة بهذا الاسم، وقد قيل إنّه لقّب بذلك لقصر قامته وقُربه من الأرض؛ فقد جاء في معجم لسان العرب أنّ الحطيئة هي تصغير حطأة، وهي الضرب بالأرض أو الرجل القصير، وقيل سمي بذلك لدمامته، والدمامة تعني قُبح المنظر وصغر الجسم.
الحطيئة
هو أبو مليكة جرول بن أوس العبسيّ، وهو شاعر مخضرم عاصر الجاهلية والإسلام، قيل إنّ نسبه يعود لبني عبس، وقيل لقبيلة ذهل، ولد عام 600م، عاش وحيداً مرفوضاً من القبائل الأخرى، لا يُعرَف أهله، أو أصله، أو نسبه، وقد أتقن الحطيئة الهجاء، ما دفع النّاس للابتعاد عنه تجنّباً لهجائه، حتّى إنّ الخليفة عمر بن الخطاب قرّر إعطاءه ثلاثة آلاف درهم مقابل كفّه عن أعراض النّاس، ويجدر بالذكر إلى أنّه اشتُهر إلى جانب الهجاء بشعر المديح، والفخر، والنسيب.
بواعث الهجاء عند الحطيئة
نشأ الحطيئة في بيئة لم تساعده على تحقيق ذاته واستكمال إنسانيّته، فقد عانى نفسياً، واجتماعياً، وإنسانياً، كما كان قبيح المنظر، وعلى ذلك فكانت هذه العوامل سبباً في جعله ساخطاً على الحياة والنّاس، وقد اتّخذ الهجاء وسيلة للانتقام من كلّ ما يعترض طريقه أو يمنعه من تحقيق مراده، ووصل فيه الحال أخيراً إلى أن يهجو نفسه.
فيروى أنّه كان يوماً سيئ المزاج، ولديه رغبة كبيرة في الهجاء؛ فقال: (أبت شفتاي اليوم إلا تكلما ... بسوء فما أدري لمن أنا قائله)، ثمّ أكمل سَيره ليطلّ على بئر فيرى انعكاس صورته، وبعد تأمّلها جيداً قال: (أرى لي وجهاً شوّه الله خلقه ... فقُبِّح من وجه وقُبِّح حاملُه).
ارتداد الحطيئة عن الإسلام
دخل الحطيئة الإسلام، إلّا أنّ إسلامه كان متقلّباً ضعيفاً؛ فكان يخرجُ عن حدود الدّين والأخلاق أحياناً، ويتّبعها أحياناً أخرى، وبعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم بفترة وجيزة، ثار الحطيئة على أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، وقال: (أطعنا رسول الله إذا كان حاضراً .. فيا لهفتي ما بال دين أبي بكر ... أيورثها بكراً إذا مـات بعـده ... فتلك وبيت الله قاصمة الظهر)، وارتدّ عن الإسلام.