كيف يرتبط النوم بالذاكرة
الذاكرة
تُقسَم ذاكرة الإنسان إلى ثلاثة أنواع رئيسيّة، وهي؛ ذاكرة الحقائق والتي تتضمن تذكر بعض الحقائق مثل أسماء عواصم العالم، والذاكرة العرضية، وهي الذاكرة المرتبطة بأحداث خاصَّة ومميَّزة، مثل: ولادة الطفل الأوَّل، والذاكرة التعليمية مثل الذاكرة المرتبطة بتعلُّم قيادة السيَّارة، وحتى يُصبح الحدث ثابتاً في الذاكرة يجب أن يمرَّ بثلاث مراحل رئيسيّة، وهي كالآتي:
- الاكتساب: يتمّ في هذه المرحلة تعلُّم أو اكتساب خبرة جديدة.
- الترسيخ: تُصبح الذاكرة في هذه المرحلة ثابتة في الدماغ .
- الاسترجاع: وهي القدرة على الدخول إلى هذه الذاكرة واسترجاعها في المستقبل.
ارتباط النوم بالذاكرة
تتمّ عمليّة الاكتساب والاسترجاع عندما يكون الشخص مستيقظاً، إلا أنَّ الأبحاث والدراسات أثبتت أنَّ عمليّة الترسيخ وتثبيت الذاكرة في الدماغ تحدث عندما يكون الشخص نائماً بغضِّ النظر عن نوع هذه الذاكرة، ومع انعدام النوم، أو حرمان الجسم من النوم الكافي يواجه الدماغ صعوبة في تقبُّل وتثبيت هذه الذاكرة، كما يصعب على الشخص استرجاعها، وللنوم تأثير أيضاً في ردود الفعل الجسديّة، والمهارات الحركيّة الدقيقة، والقدرة على إصدار الأحكام، وأثبتت الدراسات ازدياد اعتقاد الأشخاص المحرومين من النوم أنَّهم على صواب، وهم في الحقيقة عكس ذلك، وبيَّنت دراسات أخرى تضمَّنت اختبارات أُجريت على الذاكرة أنَّ تحسُّن أداء الأشخاص في المكتب، أو العمل كان مرتبطاً بحصولهم على قسطٍ كافٍ من الراحة، أو حتى أخذهم قيلولة.
أثر حرمان النوم على الأداء والتعلُّم
إنَّ عدم الحصول على القسط الكافي من النوم يُؤثِّر في التركيز والانتباه، ممَّا يُصعِّب عمليّة استقبال المعلومات؛ ولأنَّ انعدام النوم يفرض ضغطاً على الخلايا العصبيّة ويُعرِّضها للإجهاد فإنَّه يُؤثِّر في قدرة الخلايا على تنسيق المعلومات واسترجاعها، كما أنَّ قُدرة الشخص على تفسير الأحداث وإصدار الأحكام المختلفة تتأثَّر بالحرمان من النوم، ممَّا يُؤدِّي إلى فقدان القدرة على اتخاذ قرارات عقلانيةّ واختيار التصرُّف الأنسب، أمّا انعدام النوم المزمن يجعل الجسم مُرهقاً بشكل دائم، ويُؤثِّر في أدائه العامّ، وتنعدم قدرة الخلايا العصبيّة على العمل بأقصى طاقاتها، إضافةً إلى ذلك تكون عضلات الجسم غير مرتاحة، ممَّا قد يُؤدِّي إلى الإصابة بالحوادث المختلفة، أمّا بالنسبة للحصول على نوعيّة سيِّئة من النوم فقد يتسبَّب في التأثير السلبي على المزاج، واختلافات المزاج هذه تُؤثِّر في قدرة الشخص على استقبال المعلومات واسترجاعها.
مشاكل النوم
وهي اختلاف في كيفيّة النوم، حيث يُؤثِّر ذلك في صحَّة الشخص العامَّة وسلامته، فيُؤثِّر انعدام النوم في قدرة الشخص على القيادة، ممَّا يُعرِّضه لمشاكل صحِّية أخرى، وتُعَدُّ زيادة الشعور بالنعاس خلال النهار، وزيادة الحركة أثناء الليل، وصعوبة الغرق في النوم، وعدم انتظام التنفُّس من الأعراض الدالَّة على مشاكل النوم ، ويوجد هناك العديد من أنواع مشاكل النوم مُقسَّمة إلى عِدَّة مجموعات استناداً إلى سبب حدوثها، وكيفيّة تأثيرها في الشخص، ومن أكثر أنواع مشاكل النوم شيوعاً ما يأتي:
- الأرق: وهو بقاء الشخص مستيقظاً خلال الليل، أو مواجهة صعوبة في النوم.
- انقطاع النفس أثناء النوم: حيث يكون نمط التنفُّس غير طبيعي أثناء النوم، وله أنواع مُتعدِّدة.
- متلازمة تململ الساقين: ينتج عنها الشعور بعدم الراحة، أو الحاجة إلى تحريك القدم أثناء النوم.
- حالة الخدار: هي الشعور بالنعس الشديد خلال النهار، والنوم بشكل مفاجئ خلال النهار.
نصائح للحصول على نوم أفضل
يُمكن اتِّباع ما يأتي للحصول على نوعيّة نوم أفضل:
- اتِّباع جدول مُنظَّم: وذلك عن طريق النوم والاستيقاظ في مواعيد مُحدَّدة لتنظيم الساعة البيولوجيّة ، فمواعيد النوم غير المنتظمة تُقلِّل من جودة النوم.
- اتِّباع عادات مريحة عند النوم: فمثلاً الاستماع إلى موسيقى مريحة قبل النوم، وتهيئة الجو قبل الدخول في النوم يُساعد على تحسين نوعيّة النوم.
- التقليل من النيكوتين والكافيين: فيجب تجنُّب تناول المشروبات التي تحتوي على مادَّة الكافيين ، أو التدخين لمادَّة النيكوتين في ساعات الظهيرة والمساء.
- تقليل استخدام الإلكترونيّات المختلفة: إنَّ التعرُّض للإضاءة العالية، والاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونيّة يُقلِّل من نوعيّة النوم الذي يحصل عليه الشخص.
- ممارسة نشاطات فعَّالة خلال النهار: إنَّ ممارسة التمارين الرياضيّة خلال النهار تجعل الشخص بحاجة إلى النوم، ممَّا يُحسِّن نوعيّة نومه.
- ممارسة تمارين التأمُّل: قد يُساهم التدريب على الاسترخاء في تحسين نوعيّة النوم ووظائف الدماغ.
- عدم إطالة مُدَّة القيلولة خلال النهار: إنَّ أخذ القيلولة لأكثر من 30 دقيقة خلال النهار، أو النوم بمواعيد قريبة من مواعيد النوم يُولِّد صعوبات الدخول في النوم خلال الليل.
كما يتوجب مراجعة الطبيب، أو المُختصّ عند ملاحظة بعض الأعراض، مثل: النعاس خلال النهار، أو الشخير، أو وجود تشنُّجات أو خدران في الساق، أو صعوبة في التنفُّس، أو الأرق المزمن، أو أيِّ سبب آخر يمنع الشخص من الحصول على نوم هادئ، أو من الممكن اتِّباع عادات النوم التابعة لمُنظَّمة النوم العالميّة لمُدَّة أسبوع أو اثنين، ثمّ أخذ التقرير للطبيب، ومن الواجب على الشخص جعل النوم أحد أولويّاته كأيِّ شيء آخر يجب فعله خلال اليوم، حيث يجب الذهاب للنوم في موعد مُحدَّد، وتجنُّب تأجيل النوم إلى ما بعد إنهاء المهام اليوميّة الأخرى جميعها.
أطعمة تُساعد على النوم بشكل أفضل
من المواد الطبيعيّة التي تُحسِّن نوعيّة النوم، وتُساهم في الحصول على نوم أفضل ما يأتي:
- اللوز: يحتوي اللوز على كمِّيات كبيرة من الميلاتونين، حيث يُساعد الميلاتونين على تنظيم الساعة البيولوجيّة عند الإنسان، فمثلاً إنَّ مقدار ما يُقارب 31 غم من اللوز يحتوي على 77 ملغم من المغنيسيوم ، و76 ملغم من الكالسيوم ، وتُساهم هاتان المادَّتان في الاسترخاء، وتُساعدان على النوم.
- الحليب الساخن: وهو من المواد الشائعة التي تستخدم عند الأرق؛ بسبب احتوائه على التريبتوفان، والميلاتونين، والكالسيوم، وفيتامين د.
- شاي البابونج: يستخدم عادة في حالات الأرق ؛ بسبب احتوائه على مُركَّبات الفلافانويد التي تُساعد على النوم بسرعة، فتناول كأس من شاي البابونج قبل النوم يُساعد على الاسترخاء، ويُهيِّئ الجسد والعقل لعمليّة النوم.