حكم تكرار الجماع في رمضان
حكم تكرار الجماع في رمضان
إنّ جماع الرجل لزوجته في رمضان في الليل مباح لقوله -تعالى-: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) ، ولا فرق في ذلك سواء كرر في اليوم الواحد أو في أكثر من يوم في رمضان، أما الجماع في نهار رمضان فحرام وإثم كبير موجب، [6] ويترتب عليه أحكامٌ خاصة، نذكر منها ما يأتي:
الجماع في نهار رمضان مرة واحدة
من جامع زوجته في نهار رمضان، فقد أفسد صومه ولزمه القضاء مع الكفارة، لارتكابه محظور من محظورات رمضان ، وهذا باتفاق أهل العلم بلا خلاف، وبيان هذه الكفارة سيتم تفصيله في المقال.
تكرار الجماع في نهار رمضان
والتكرار على حالتين، تكرار في يوم واحد، وتكرارٌ في يومين فأكثر، وبيانها كما يأتي:
- تكرار الجماع في يوم واحد
يترتب على من جامع زوجته نهار رمضان في يوم واحد أكثر من مرة كفارة واحدة، ولا تلزمه غيرها إن جامع ثانياً؛ والسبب في ذلك أن الجماع من مفسدات الصيام؛ فإن وقوعه منه مرة ثانية في نفس اليوم لم يصادف صياماً؛ لكونه فسد من جماع سابق، وعلى هذا فلا يترتب عليه كفارة أخرى، وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء.
- تكرار الجماع في يومين فأكثر
ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ من جامع في يوم من رمضان لزمه كفارة ذلك اليوم، فإن كرر الجماع في يومٍ آخر لزمه أيضاً كفارة هذا اليوم، فتلزمه كفارة لكل يوم جامع فيه؛ وذلك لأن صوم كل يوم عبادة منفردة عن اليوم الآخر، فإذا وجبت بإفساده، لم تتداخل كفاراتها، ويدخل في ذلك أيضاً ما لو كرر الجماع في رمضانين ولم يكفر عن جماع في الرمضان الأول، فتثبت الكفارة في ذمته.
كفارة الجماع في رمضان
كفارة من جامع في نهار رمضان هي ما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين، وهي واجبة على الرجل دون المرأة، فالواجب عليه أولاً أن يعتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكيناً ، وذلك على الترتيب، فإن عجز عن الجميع ثبت في ذمته؛ لأن حقوق الله المالية إذا عجز عنها الشخص وكانت بسبب منه استقرت في ذمته.
والرقبة غير موجودة في الغالب فينتقل إلى صيام شهرين متتابعين، ولا يجوز الفصل بين أيام الصيام في الشهرين المتتابعين في كفارة المجامع أهله إلا بعذر؛ كمرض يعجز صاحبه عن متابعة الصيام، فهذا يفطر ويتابع الصيام، والدليل على ذلك هو ما قاله العلماء من أن كفارة المجامع في نهار رمضان هي نفس كفارة المُظاهر ، وهي قوله -تعالى-: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا).
والواجب على المسلم خاصة في الأيام الفضيلة أن يحافظ على صومه ويصونه من كل ما يفسده، ومن كل ما قد ينقص أجر الصيام وثوابه، وأن يعلم أن حرمة رمضان عظيمة عند الله -عز وجل-، فانتهاكها من أعظم المنكرات.