حكم الإيمان بالغيب
حكم الإيمان بالغيب
"إن الإيمان بالغيب أصل من أصول الدين، وهو أول صفات المؤمنين كما ذكر ذلك القرآن الكريم، والناس قد يتفاوتون في الإيمان بالغيب، فالإيمان بالغيب لا يكفي فيه الإقرار الذهني فقط، بل يجب الإقرار والتسليم المطلق لله تعالى"، لذا فإن حكم الإيمان بالغيب الوجوب.
هذا وقد جاء في الدين الإسلامي الكثير من الأمور الغيبية؛ التي لا طريق لمعرفتها إلا من خلال الوحي والسنة، مثل الحديث عن الله وصفاته، وعالم الملائكة والأنبياء الذي أرسلهم الله للبشر، والجنة والنار وغيرها العديد من الأمور، التي طريقها الوحيد الخبر الصادق عن الرسول.
والغيب الذي يجب الإيمان به هو الإيمان بالأمور الغيبية الثابتة بالنصوص الإسلامية؛ كالقرآن الكريم والسنة النبوية، وفيما يتعلق بالسنة النبوية فالأمر يتعلق بعدة اعتبارات وأمور وضعها العلماء؛ مثل الصحة والثبوت، وغيرها من الأمور الأخرى.
أقسام الغيب
إن الأمور التي تدخل في إطار الغيب وعالمه عديدة كثيرة؛ وبسبب هذا فإن الأمور الغيبية يصعب حصرها، ولذلك فقد وضع العلماء تقسيمات للغيب ضمن اعتبارات معينة، وبيان هذه التقسيمات وما يدخل فيها من أمور كما يأتي:
تقسيم الغيب باعتبار علمه ومعرفته
ويندرج تحت هذا ثلاثة أقسام:
- القسم الأول
نوع يعلمه بعض المخلوقات دون الآخر وهو ما يسمى بالغيب النسبي؛ فالجن مثلاً يعرف بعض الأشياء التي قد لا يعرفها البشر، والإنسان قد يعرف شيئاً لا يعرفه الإنسان الآخر، وكذلك الأمر بالنسبة للعلماء والأنبياء.
- القسم الثاني
هو ما يمكن أن يُعرف من أمور مجهولة بواسطة الأسباب والوسائل عدا الأمور الدينية الغيبية، وهذا مثل: الأمور المجهولة من العلوم والقوانين الكونية، والمناطق الجغرافية البعيدة، والأجرام السماوية.
- القسم الثالث
هو ما لا يمكن لمخلوق أن يعرفه؛ كعلم وقت قيام الساعة ، فهذا النوع يختص بعلمه الله -سبحانه وتعالى- وحده.
تقسيم الغيب باعتبار الزمان
وهذا التقسيم يضم غيب الماضي، وغيب الحاضر، وغيب المستقبل؛ أما غيب المستقبل فيضم الأخبار الماضية كإخبار الله في القرآن الكريم أن الروم غلبت، كذلك إخباره عن قصة يوسف -عليه السلام- وغيره من الأنبياء، ومن هذا أيضاً معرفتنا بقصص النبي الكريم، وسيرته وسيرة صحابته الكرام.
أما غيب الحاضر فهو كل غيب يقع الآن حول العالم؛ مثل ما يحدث في دولة ما، إذ كله غيب حاضر ممكن أن يعرف بواسطة وسائل الإعلام بعد وقوعه، أو من خلال توقعه، أما غيب المستقبل هو كل ما سيحدث بالمستقبل من أمور دنيوية وأخروية؛ وهذا النوع يختص بعلمه الله -عز وجل- فقط.
تقسيم الغيب باعتبار الورود
وهذا التقسيم يضم قسمين للغيب حسب أهل العلم:
- القسم الأول
هو ما جاء به القرآن الكريم، ومنكره يكفر كفراً يخرجه من الملة.
- القسم الثاني
فهو ما جاء في السنة النبوية، وقد وضع العلماء للأمر هنا عدة اعتبارات؛ كصحة النص وثبوته، وغيرها من الاعتبارات.