جزيرة أرواد في سوريا
جزيرة أرواد
تُعتبر جزيرة أرواد (بالإنجليزية: Arwād island) إحدى الجزر التابعة لدولة سوريا وهي جزيرة قديمة تقع في الجهة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، وتحديداً على بعد ثلاثة كيلومترات قبالة ساحل مدينة طرطوس السورية، وتُعتبر جزيرة أرواد الجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان في سوريا ؛ كما أنها تُعدُّ الجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان على طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتجدر الإشارة إلى أن جزيرة أرواد ليست الجزيرة الوحيدة الموجودة في تلك المنطقة؛ حيث إن هنالك بعض الجزر الأخرى كجزيرة المخروط، وجزيرة النمل، وغيرها.
يختلف عدد السكان المُقيمين في جزيرة أرواد تبعاً لاختلاف فصول السنة، ويتراوح عدد سكان الجزيرة بالمُجمل بين خمسة إلى عشرة آلاف نسمة، ويُمكن الوصول للجزيرة من خلال قوارب النقل التي ترسو في ميناء مدينة طرطوس، وقد عُرفت جزيرة أرواد عند اليونانيين باسم جزيرة أرادوس بينما عُرفت عند الفينيقيين باسم جزيرة أرفاد، ويُشير بعض المؤرخين إلى أن اسم الجزيرة مُشتقٌ من اسم أرفاد الذي أطلقه الفينيقيون على هذه الجزيرة.
جغرافية جزيرة أرواد
موقع ومساحة جزيرة أرواد
تقع جزيرة أرواد في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ، وتحديداً على خط الطول 35 شرقاً وخط العرض 34 شمالاً، وتبلغ مساحة الجزيرة حوالي 200 دونم أي ما يعادل 0.2كم، ويعيش السكان على مساحة 135 دونم (0.135كم) من المساحة الكلية للجزيرة، وتمتد الجزيرة على طول 800 متر بينما يبلغ عرضها حوالي 500 متر فقط، وتجدر الإشارة إلى أن للجزيرة موقعاً جغرافياً مميزاً جعلها محط اهتمام العديد من الحضارات المختلفة عبر الزمن، كالآشورية ، والإغريقية، والكلدانية، والمصرية، وغيرها من الحضارات الأخرى، ويعود السبب في ذلك إلى أنها تقع على مفترق الطرق الخاص بالتجارة الدولية بين منطقة آسيا الصغرى، ومصر، وقبرص، وجزيرة رودس، والجزر الإيجية.
تتكون جزيرة أرواد بالمعظم من الصخور لذا فهي تفتقر إلى وجود التربة الصالحة للزراعة، بالإضافة إلى أنها لا تحتوي على أي مصادر للمياه العذبة كالينابيع الطبيعية، ولا بد من الإشارة إلى أن عوامل التعرية الناتجة عن مياه البحر أدت إلى تآكل أطراف الجزيرة الصخرية، وقد نتج عن ذلك التآكل وجود قطعة صغيرة من الصخر في الشمال الغربي للجزيرة انفصلت عنها، وقد تكون تلك القطعة الصخرية التابعة للجزيرة غير ظاهرة في بعض الأحيان نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر.
مناخ جزيرة أرواد
تتميز جزيرة أرواد بطقسها المعتدل ورطوبتها العالية جداً، وتتساقط الأمطار في الجزيرة على مدار ما يقارب ثلاثة أشهر في السنة، ويبلغ معدل الهطول المطري حوالي 700ملم في العام الواحد، وتتحرك الرياح عبرها بالاتجاه الجنوبي الغربي، وتبلغ درجات الحرارة في الجزيرة قيمتها القصوى خلال شهر آب؛ حيث يُعتبر أكثر الشهور التي تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة في المنطقة المحيطة، وتصل درجات الحرارة خلاله إلى حوالي ثلاثين درجة مئوية أثناء ساعات النهار، وتصل درجات الحرارة إلى أدنى قيمة لها بمعدل سبعة درجات مئوية خلال شهر كانون ثاني الذي يأتي أثناء فصل الشتاء، ويتراوح معدل الرطوبة في جزيرة أرواد بين 60% إلى 75%، وقد شهدت منطقة الجزيرة ارتفاعاً في معدل الرطوبة بحوالي 4% خلال الستين عاماً الماضية.
جزيرة أرواد في التاريخ
يعود تاريخ جزيرة أرواد القديم إلى بدايات الألفية الثانية قبل الميلاد؛ وذلك عندما استقر فيها الفينيقيون أو كما يُعرفون باسم الكنعانيون ؛ حيث استخدموها كأساسٍ وقاعدة مهمة لعملياتهم التجارية في العديد من المناطق المختلفة مثل مصر، ووادي العاصي، ونهر الفرات، كما أنهم جعلوها مملكةً مُستقلة خاصة بهم وأطلقوا عليها اسم أرفاد. تعرضت أرواد للهجوم من المصريين في عام 1299 قبل الميلاد، وقد قاوم سكان أرواد الهجوم المصري في معركة عُرفت باسم معركة قادش، وتوالى تعاقُب الحضارات على هذه الجزيرة المهمة؛ ففي الفترة المُمتدة ما بين الأعوام 1100 إلى 625 قبل الميلاد خضعت الجزيرة للحكم الآشوري، ثم استطاع البابليون جعلها تحت سيطرتهم في العام 604 قبل الميلاد.
وقعت جزيرة أرواد تحت سيطرة الرومانيين فيما بعد، ومنذ سيطرتهم عليها بدأت تفقد بعض قوتها التجارية، وذلك بالتزامن مع تراجع الأهمية التجارية والاقتصادية لمدينة طرطوس، ولم تعد الجزيرة كما كانت عليه في سابق الوقت في فترة تعاقب الحضارات المختلفة، وفي نهاية القرن الثاني عشر ميلادي وبدايات القرن الثالث عشر للميلاد وقعت الجزيرة تحت سيطرة الصليبيين من خلال الطائفة التي عُرفت باسم فرسان الهيكل، وكان العرب آخر من تعاقب على حكم الجزيرة؛ ففي العام 1302م استطاع العرب اختراق الجدران الحامية للجزيرة واستطاعوا إخضاع الجزيرة لسيطرتهم، وبقيت الجزيرة منذ ذلك التاريخ تحت حكم العرب الذين يُمثلون السكان الذين يعيشون على أرض الجزيرة في الوقت الحالي.
المعالم السياحية في جزيرة أرواد
تتمتع جزيرة أرواد بعناصرٍ تراثية مختلفة، وتتنوع بين الآثار الصخرية القديمة والكهوف المنحوتة التي توجد في الجهة الغربية من الجزيرة، بالإضافة إلى المباني التراثية؛ كقلعة جزيرة أرواد، وبقايا الحمام العثماني القديم، والبرج، وغيرها من المباني التراثية الأخرى، كما أنها تضمُّ قلعتين يدلان على أهمية الجزيرة خلال فترة الحروب الصليبية، وتم بناء إحداهما في أعلى نقطة على سطح الجزيرة على يد الصليبيين، بينما تم بناء القلعة الأخرى من قِبل العرب، وتنتشر في الجزيرة حالياً المبان التقليدية التي يقطنها ساكنوا الجزيرة، ويعود تاريخ إنشاء بعضها إلى فترات مختلفة، وتجدر الإشارة إلى أن جزيرة أرواد تضمُّ بقايا جدارٍ ضخم يُحيط بالجزيرة، والذي قام الفينيقيون ببنائه ليكون حصناً منيعاً لهم أمام هجمات الأعداء بالإضافة إلى حماية أرض الجزيرة من الأمواج البحرية العالية. ساهم التنوع التراثي والأثري لجزيرة أرواد في إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي في عام 1999م، إلا أنها لم تعد كذلك منذ عام 2011م.