بحث عن غار حراء
أهمية غار حراء
الغار لغةً هو ما حُفِرَ من الجبل فشكَّل بيتاً صغيراً، وإذا اتَّسع تحوّل من غارٍ إلى كهف، أمَّا اصطلاحاً: فهو البيت أو الغار الذي كان النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- يخلو فيه بنفسه، ويتعبَّد فيه اللّيالي ذوات العدد من شهر رمضان، فكان أحياناً يبقى فيه عشرةَ أيامٍ، وأحياناً شهراً، وأحياناً أكثر من ذلك.
وهذا قبل بعثته -عليه الصلاة والسلام-، حيثُ كانت العرب في الجاهليَّة يذهبون في رمضان إلى الكُهوف والغيران؛ لتعظيم الله -تعالى- بعيداً عن النَّاس، وشواغل الحياة، وكان ذلك قبل نُزول الوحيِ عليه، وأصبحت تزيد مُدَّة إقامة النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- فيه مع مُرور الوقت.
وفي غار حِراء كان نُزول الآيات الأُولى من القُرآن الكريم، وهي الآيات الأُولى من سورة العلق من قوله -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ).
شكل غار حراء
وغارُ حِراء : هو عبارةٌ عن فجوةٍ بابُها من جهة الشّمال، ويتّسع لخمسة أشخاصٍ جالسين، وارتفاعهُ كارتفاع قامةِ شخصٍ مُتوسِّط الطُّول، ويستطيع الإنسان رؤية مكَّة وأبنيتها وجبل ثورٍ منه، وقمَّتهُ تشبه سنام الجمل، فلا يوجد جبلٌ بمكَّة ولا بالدُّنيا كلِّها يشبه جبل حراء، فهو جبلٌ فريد الشَّكل.
موقع غار حراء وأسمائه
يقعُ غارُ حِراء على جبلٍ بأعلى مكَّة، ويبعُد ثلاثة أميالٍ عنها، أو خمسةَ كيلو متراً، وهو في شرقيِّها إلى جهة الشَّمال، ويكون على يسار السَّائر إلى مِنى وعرفات، ويرتفع 634 متراً، وقيل: 200 متراً.
ولِغار حراء اسماً آخر وهو: النُّور، وكان يُسمِّيه بذلك أهلُ مكَّةَ، ويُسمُّون الجبل الذي فيه بجبل النُّور .
الحكمة من اختيار الرَّسول التَّعبُّد في غار حراء
اختار النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- التَّعبُّد في غار حِراء للعديد من الحِكَم، نورد منها ما يأتي:
- يعدُّ غار حراء مكاناً مُناسباً للتفكُّر والتَّعبُّد؛ حيثُ إنَّهُ بعيدٌ عن طريق مُرور النَّاس، وضوضاء الحياة، ومُخالطة النَّاس.
- يعدُّ مكاناً يُمكنُ من خلاله مُشاهدة الكعبة وبيت الله الحرام .