ما أصل عيد الأم
عيد الأمّ
عيد الأمّ ، هو اليوم الذي يحتفل فيه كافّة دول العالم بالأمّهات؛ تكريماً لهنّ، وقد نشأ عيد الأمّ في شكله الحاليّ الحديث في الولايات المُتّحدة، إذ تتحتفل به في الأحد الثّاني من شهر أيّار، وتتشابه بعض الدّول في احتفالها في التّاريخ نفسه، إلّا أنّ هناك بعض الدّول التي تحتفل في أوقات أُخرى من العام.
اهتمام الفراعنة بالأم
يُعتقد أنّ نشأة عيد الأم تعود بشكلٍ أساسي إلى الفراعنة، ووفقاً للدكتور محمد بكر المدير السابق لمنظمة الآثار المصرية فقد عُرف عن الفراعنة احترامهم الشديد للنساء بشكلٍ عام، والأمهات بشكلٍ خاص، ويظهر ذلك جليّاً في الرسومات الموجودة على جدران المعابد، بالإضافة إلى الكتابات الهيروغليفية التي تمّ اكتشافها، حيث كانت الملكة الفرعونية "إيزيس" رمزاً للأمومة في ذلك الوقت، فقد اعتاد الفراعنة على صناعة القوارب وتعبئتها بالورود، ثمّ تركها لتبحر حول كافة المدن المصرية كنوعٍ من الاحتفال بها.
احتفالات الإغريق والرومان
يرجع عيد الأم في أصله إلى الاحتفالات التي كانت تُقام عند الإغريق والرومان القُدامى، حيث أقاموا مهرجاناتٍ لتكريم الآلهة الأم رهيا وسيبيل، وفي العصور الحديثة أُقيم المهرجان المسيحيّ الذي هدف إلى الاحتفال بعيد الأم وعُرِف باسم أحد الأمومة، وقد كان هناك تقليد رئيسي في المملكة المتّحدة وبعض أجزاء من أوروبا، حيث يتمّ الاحتفال في الأحد الرابع من الصوم الكبير، وقد كان تقليداً مهمّاً يعود فيه الأشخاص المؤمنون إلى الكنيسة الأمّ الأقرب إلى مكان إقامتهم، ويقدّمون فيها خدمات خاصة، ومع مرور الوقت تحوّل هذا التقليد إلى احتفال أو مهرجان يحتفل بالأم والأمومة، يقدّم فيه الأطفال الزهور والهدايا لأمّهاتهم، والجدير بالذّكر أنّ هذه العادات بدأت تتلاشى تدريجياً إلى أن ظهر عيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكيّة في الفترة ما بين الثلاثينيات والأربعينيات.
دور آن جارفيس في عيد الأم
كان لآن جارفيس جهود كبيرة في اعتماد عيد الأم خاصّةً بعد وفاة والدتها، حيث عَدّت عيد الأم وسيلةً لتكريم الأمهات تبعاً للتضحيات التي يُقدّمنها لأطفالهنّ، وقد نظّمت جارفيس أول احتفال رسمي لعيد الأم في كنيسة في غرافتون في ولاية فرجينا الغربية بعد أن حصلت على دعم ماديٍّ من جون واناماكر وهو صاحب متجر في فيلادلفيا، وقد حضر هذا الاحتفال عدد كبير من الناس، وبعد أن رأت جارفيس النجاح الكبير لأول احتفال تنظّمه قررت أن تجعل من هذه المناسبة عطلةً رسميةً تُضاف إلى التقويم الخاص بالمناسبات في البلاد، وسارعت بحملة كتبت فيها إلى الصحف ورجال السياسة المعروفين تحثّهم على اعتماد يوم في السنة خاص للاحتفال بالأمهات وتكريمهن، وبالفعل نجحت جارفيس في الوصول إلى مُرادها، وما إن حلّ عام 1912م إلّا وقد اعتمدت العديد من الولايات والكنائس في الولايات المتحدة الأمريكية يوم الأم ليكون عطلة رسمية، بالإضافة إلى اعتماده في بعض الدول الأخرى.
وقد أنشأت آن جارفيس جمعية خاصة، وهي جمعية يوم الأم العالمي للمساعدة في الترويج للقضية التي تهتم بها، وفي عام 1914م وقع الرئيس وودرو ويلسون قراراً رسمياً يقضي باعتبار الأحد الثاني من أيار/مايو يوماً رسميّاً للاحتفال بعيد الأم ، وعليه فأكدت جارفيس أنّ أهمية هذا اليوم تكمن فقط في الاهتمام بالأمهات وتقديرهن.