ما أسباب حمى التيفوئيد
حمّى التيفوئيد
يُمكن تعريف حُمَّى التيفوئيد على أنَّها أحد أمراض العدوى البكتيريّة الحادَّة التي تترافق معها إصابة المريض بالحُمَّى، حيث تنتقل عدوى الإصابة بهذا المرض بتناول الأطعمة، أو المياه المُلوَّثة، وبالحديث عن إحصائيّات الإصابة بحُمَّى التيفوئيد يُمكن القول بأنَّ حالات الإصابة بحُمَّى التيفوئيد في الولايات المُتَّحِدة بدأت بالانخفاض مُنذ بدايات القرن الماضي، وتكون معظم الحالات ناتجة عن السفر، والانتقال إلى الدول التي يتواجد فيها المرض، ويعود سبب الانخفاض إلى التطوُّر الذي شهده الطبُّ في مجال المُضادَّات الحيويّة المُستخدَمة في علاج التيفوئيد، واللقاحات الوقائيّة، بالإضافة إلى التقدُّم، والاهتمام بالصحَّة والسلامة البيئيّة، وبشكلٍ عام هناك أكثر من 21 مليون فرد يُصاب بحُمَّى التيفوئيد سنويّاً على مستوى العالم، منهم أكثر من 200 ألف شخص يلقى حتفه بهذا المرض، وهنا تكمن أهمِّية الكشف المُبكِّر عن الإصابة بمرض التيفوئيد ، فذلك من شأنه أن يُساهم في إيجاد العلاج المناسب للعدوى، في حين إن تُرك المريض دون أيِّ علاج، فقد يُؤدِّي ذلك إلى الوفاة.
أسباب الإصابة بحُمَّى التيفوئيد
يُعزى سبب الإصابة بحُمَّى التيفوئيد إلى نوع من أنواع البكتيريا تُعرَف ببكتيريا السلمونيلا التيفيّة (بالإنجليزيّة: Salmonella typhi)، حيث تنتشر عدوى هذه البكتيريا بطرق عديدة، ومن هذه الطرق:
- تناول الطعام المُلوَّث ببراز أو بول شخص مصاب بعدوى بكتيريا السلمونيلا التيفيّة.
- تناول المأكولات البحريّة التي تأتي من مصادر مُلوَّثة ببراز، أو بول يحتوي على عدوى البكتيريا المُسبِّبة لحُمَّى التيفوئيد.
- تناول الخضروات النيئة التي تمّ تسميدها بفضلات الإنسان.
- لمس الفم بعد استخدام المرحاض المُلوَّث بعدوى بكتيريا التيفوئيد، وذلك قبل غسل اليدين.
- تناول منتجات الألبان المُلوَّثة بالعدوى.
أعراض حُمَّى التيفوئيد
تبدأ أعراض الإصابة بحُمَّى التيفوئيد بعد انقضاء أسبوع إلى أسبوعين من فترة حضانة المرض، وتستمرُّ لفترة ما بين 3-4 أسابيع، وفيما يأتي يُمكن ذكر بعض الأعراض التي قد تظهر على المصاب بالعدوى:
- الشعور بالخمول.
- الإصابة بالصُّداع.
- المعاناة من ضعف في الشهيّة.
- الإصابة بالحُمَّى ، فقد تصل درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئويّة.
- الانزعاج والألم في البطن.
- الشعور بألم عام في الجسم.
- الاحتقان في الصدر.
- الإصابة بالإسهال.
- ظهور طفح جلدي على شكل بقع ورديّة اللَّون، خاصّةً في منطقة البطن، والرقبة.
- الإصابة بالإمساك.
- المعاناة من التقيُّؤ .
- الشعور بالتشويش والارتباك.
مضاعفات حُمَّى التيفوئيد
يُعَدُّ حدوث النزيف المعوي، وثقوب الأمعاء من أكثر المضاعفات المحتملة وشائعة الحدوث بين مرضى التيفوئيد، فمن المُمكن أن يُسفر عن ثقب الأمعاء وخروج محتوياتها إلى تجويف البطن ظهور عدد من الأعراض المختلفة على المصاب، كالتقيُّؤ، والألم الشديد في البطن ، والشعور بالغثيان، والإصابة بتسمُّم الدم، ومن جانبٍ آخر، هناك عدد من المضاعفات الأقلّ شيوعاً، والتي قد تترافق مع الإصابة بحُمَّى التيفوئيد، ويُمكن ذكر بعض منها فيما يأتي:
- التهاب المثانة، أو الكلى.
- التهاب الشغاف (بالإنجليزيّة: Endocarditis)، حيث تتعرَّض بطانة القلب والصمَّامات لهذا الالتهاب.
- التهاب البنكرياس (بالإنجليزيّة: Pancreatitis).
- التهاب العضلة القلبيّة (بالإنجليزيّة: Myocarditis).
- التهاب السحايا (بالإنجليزيّة: Meningitis)، وهو الالتهاب الذي يُصيب الغشاء والسائل المحيط بالنخاع الشوكي، والدماغ.
- مرض ذات الرئة (بالإنجليزيّة: Pneumonia).
- اضطرابات ومشاكل نفسيّة، كالهلوسة، وجنون العظمة، والهذيان (بالإنجليزيّة: Delirium).
علاج حُمَّى التيفوئيد
يُعَدُّ دواء السيفترياكسون (بالإنجليزيّة: Ceftriaxone)، والسيبروفلوكساسين (بالإنجليزيّة: Ciprofloxacin) من أكثر المُضادَّات الحيويّة المُستخدَمة لعلاج التيفوئيد، فتُعتبَر المُضادَّات الحيويّة هي العلاج الفعَّال والوحيد لحُمَّى التيفوئيد، بالإضافة إلى أنَّه من المهمِّ جدّاً تناول كمِّيات كافية من الماء خلال فترة الإصابة بالعدوى، وفي بعض الحالات تكون الجراحة خياراً مطروحاً لعلاج ثقب الأمعاء الذي يحدث كأحد مضاعفات المرض كما ذكر سابقاً.
الوقاية من حُمَّى التيفوئيد
نصائح وسلوكيّات وقائيّة
يجدر بالأفراد اتِّباع بعض النصائح، واتِّخاذ عدد من الإجراءات الوقائيّة عند الانتقال إلى المناطق التي يزداد فيها خطر الإصابة بعدوى حُمَّى التيفوئيد، ومن هذه الإجراءات يُمكن ذكر ما يأتي:
- تجنُّب تناول المشروبات التي تحتوي على الثلج، إلا إذا كان الثلج مُحضراً من الماء المغلي، أو المُعبَّأ.
- الاهتمام بتقشير الخضروات والفواكه النيئة قبل تناولها.
- تجنُّب الحصول على المشروبات والأطعمة التي يُقدِّمها الباعة المُتجوِّلون.
- التأكُّد من غسل اليدين جيِّداً بالصابون قبل تقشير الفواكه، أو الخضروات.
- تجنُّب تناول المصَّاصة المُثلَّجة، أو الثلج المُنكَّه الذي قد يكون مصدره من الماء المُلوَّث ببكتيريا التيفوئيد.
- الحصول على ماء الشرب من مصادر موثوقة، كشراء المياه المُعبَّأه، أو غلي الماء مُدَّة دقيقة على الأقلّ قبل تناوله.
- تناول الأطعمة المطهوَّة بشكل جيِّد، والتي ما تزال ساخنة.
- تجنُّب تناول التوابل، والسلطات المُحضَّرة من مُكوِّنات طازجة.
- التأكُّد من نضج البيض قبل تناوله، والحرص على تناول منتجات الألبان المُبسترة.
- تجنُّب تناول الحيوانات البرِّية.
- الابتعاد عن شرب مياه الصنبور، أو مياه البئر.
- تجنُّب التواصل المباشر مع الأشخاص المصابين بحُمَّى التيفوئيد.
- الحرص على غسل اليدين جيِّداً بالماء والصابون قبل لمس الطعام، أو بعد استخدام الحمَّام، وفي حال عدم توفُّر الماء والصابون يُمكن استخدام مُعقِّم اليدين الذي يحتوي على ما لا يقلُّ عن 60% من الكحول.
- تجنُّب لمس الوجه قبل غسل اليدين جيِّداً.
لقاح التيفوئيد
يُوصي الأطبَّاء بأخذ لقاح التيفوئيد في حالات مُعيَّنة، كما في حال السفر إلى الدول التي يكون فيها مرض التيفوئيد شائعاً، أو عند التواصل المباشر مع شخص حامل للمرض، أو في حال كان الشخص ناقلاً للمرض، ويوجد نوعان من اللقاح ضِدَّ هذا المرض، وهما:
- لقاح التيفوئيد الحيّ: وهو لقاح فموي لا يُمكن إعطاؤه للأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن الستِّ سنوات.
- لقاح التيفوئيد غير النشط: يُعطى هذا النوع عن طريق الحقن لمرَّة واحدة، ويُمكن أخذ جرعة أخرى كلَّ سنتين، ويجدر التنبيه إلى ضرورة تجنُّب استخدامه للأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن السنتين.