من هو يوسف بن تاشفين؟
نشأة يوسف بن تاشفين
يوسف بن تاشفين هو أحد أمراء العرب، وهو قائدٌ مسلمٌ وفارس مغوار قام بتوحيد المغرب، واستطاع ضمّ الأندلس تحت إمرته، كما قاد دولة المرابطين خلفًا لابن عمه، وأقام إمارةً واسعة تمتدّ من شرق ولاية بجاية وصولاً إلى غرب المحيط الأطلسي، ومن شمال البحر المتوسط ، إلى جنوب السودان.
نسب يوسف بن تاشفين
يُعتقَد أن أصول يوسف بن تاشفين تعود لصحراء موريتانيا، وهو من قبيلة عريقة تدعى "لمتونة الصنهاجية"، وهي قبيلة مسيطرة فرضت سيادتها في محيطها، حيث ولًّاها الرئاسة الإمام ابن ياسين، أما عن اسمه الكامل فهو يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن تورفيت بن وارتقطين بن منصور بن مصالة بن أمية بن واتلمي بن تامليت، وأمه هي فاطمة بنت سير بن يحيى بن وجاج بن وارتقطين، وقد تزوج يوسف بن تاشفين سيدة أمازيغية يعمل أهلها بالتجارة ، واسمها زينب بنت إسحق النفزاوية، وقد بقيت زوجة يوسف بن تاشفين حتى توفيت، وبعد وفاتها، تزوج يوسف بن تاشفين سيدة من الأندلس اسمها قمر، وتزوج مرة ثالثة من سيدة تدعى عائشة، وقدر رزق يوسف بن تاشفين من زيجاته الثلاث بخمسة أولاد وبنتين، وهم تميم، ومحمد، وعلي، والفضيل، وإبراهيم، وكونة، ورقية.
صفات يوسف بن تاشفين
نشأ يوسف بن تاشفين في بيئة صحراوية، لأسرة إسلامية محافظة، وقد نشأ على الفروسية والصرامة، وقد تحلى يوسف بن تاشفين بخصال حميدة وشخصية صلبة فكرياً ونفسياً، حيث شهد له العلماء بسيرته الحسنة، وقد عرف عن يوسف بن تاشفين تقربه من العلماء، وحبه للخير والعطاء، كما وصف بحلمه وكرمه، حيث كان يصفح عند الخصومات، ويلين قلبه عند تلقي الموعظة، وقد تطرق العلماء لوصف صفات يوسف بن تاشفين الشكلية، حيث كان أسمراً طويلاً، نحيف البنية الجسمية، وكان صوته رقيقاً، ولحيته خفيفة ودقيقة، وقد كان شعره أجعداً وحاجباه مقترنين.
حكم يوسف بن تاشفين
بعد وفاة الإمام ابن ياسين، والذي أخذ عهداً على نفسه بنشر تعاليم الإسلام في إفريقيا، ذهبت السلطة لأبي بكر بن عمر اللمتوني، والذي تنازل عنها لاحقاً لابن عمه يوسف بن تاشفين، ومن هنا بدأ يوسف بن تاشفين بأولى حملاته متجهاً للمغرب حيث أحكم سلطته عليها وأسس فيها عاصمة له وهي مراكش ، ثم وزع الجيوش لباقي المناطق المحيطة حيث نجح في تكوين إمارة قوية مستقلة، ولاحقاً ضم الأندلس لإمارته، ولشدة نفوذه حاول أتباعه أن يلقبوه بأمير المؤمنين، إلا أنه لم يقبل، وأوضح أن الخليفة العباسي أحق بلقب أمير المؤمنين، وبعد فترة أرسل يوسف بن تاشفين رسالة للخليفة العباسي، يطلب منه فيها أن يُقلّد بالولاية، وسرعان ما استجاب الخليفة العباسي أحمد المستظهر بالله لطلبه، وولاه على ما يحكم من البلاد، ومن هنا أُطلق على يوسف بن تاشفين لقب "أمير المسلمين".
معركة الزلاقة ويوسف بن تاشفين
تعد معركة الزلاقة من أشهر المعارك التي خاضها يوسف بن تاشفين، ضد ملك قشتالة ألفونسو السادس، الذي كان يحكم دويلات المسلمين في الأندلس، وقد كان لكل دويلة ملكاً يحكمها، وسميت هذه الفترة بعهد "ملوك الطوائف"، وكان ألفونسو السادس يسعى لأخذ الجزية والتضييق على المسلمين في معيشتهم، واستطاع أن يستولي على طليطلة وهي إحدى دويلات الطوائف، وبعد أن استولى عليها أراد أن يتوسع للدويلات الأخرى، ومن هنا أرسل ملوك الطوائف رسالة ليوسف بن تاشفين يستجيرون بها من ألفونسو السادس، ويطلبون المساعدة، وبدوره أرسل يوسف بن تاشفين إلى ملك قشتالة يدعوه للإسلام ودفع الجزية، وقد كان رفض ألفونسو السادس قاطعاً، وبعد ذلك تحرك يوسف بن تاشفين ومعه جنوده وقد انضم إليهم ملوك الطوائف وجنودهم، وحاصروا ألفونسو السادس وجنوده من جهتين، بحيث لم يستطع الهرب وأقر بالهزيمة، وبعد نجاح المعركة، رفع ألفونسو السادس الحصار عن دويلات المسلمين، فيما عاد يوسف بن تاشفين للمغرب منتصراً.
وفاة يوسف بن تاشفين
توفّي يوسف بن تاشفين في يوم الاثنين الثالث من محرَّم من عام 498 هجري، وذلك بعد أن اشتدّ به المرض لمدة عامٍ ونصف، وقد دُفِن في قصره في مراكش.