تأثير التغير المناخي على البيئة
تأثير التّغيّر المناخيّ على البيئة
يعتمد تَغيّر المناخ بشكل أساسي على كميّة غازات الدّفيئة المُسبّبة للاحتباس الحراريّ المُنبعثة على مستوى العالم، ومدى استجابة الأرض لتلك الانبعاثات، لَم يثبُت أنّ تَغيّر المناخ يتسبّب بظواهر بيئيّة مُتطرّفة فرديّة، ولكن ثَبُت أنّه يجعل هذه الأحداث والظّواهر تتكرّر بشكل مُستَمر وتُصبح أكثر تدميراً، وأبرز التّأثيرات التّي يُحدِثها تغيّر المناخ على البيئة ما يأتي:
ارتفاع مستوى سطح البحر
يتوقّع العُلماء أنّ مستوى سطح البحر سيرتفع من 1 إلى 8 أقدام أي 2.43 متر وذلك بحلول عام 2100، بسبب ذوبان الجليد وتوسّع مياه البحر، ومن المُمكن أن يُرافق ارتفاع مستوى سطح البحر هبوب العواصف وظاهرة المَدّ والجَزر ممّا يُؤدّي إلى حدوث العديد من الفياضانات في كثير من المناطق، كما أنّ المُحيطات تستغرق وقتاً أطول للاستجابة لذا سيستّمر ارتفاع مستوى سطح البحر حتى بعد عام 2100.
سيؤدّي ذوبان الجليد إلى انخفاض نسبة المياه العَذبة في العالم، وذلك لأنَّ الأنهار الجليديّة تُخزّن حوالي ثلاثة أرباع المِياه العذبة في العالم، وسيستمر تغير المناخ بالتأثير على مُختلف النّظم البيئيّة على الرّغم من أنّها لا تتأثّر بالطّريقة نفسها، إذ يُعَد القطب الشَماليَ أحد أبرز النُّظُم البيئيّة عُرضةً لتأثيرات تغيّر المناخ، بالإضافة إلى تأثير تغير المناخ على انتشار بعض الأمراض مثل الملاريا التّي ينقلها البَعوض.
وتحدث أيضاً تغييرات في المُحيطات، حيث تُساهم المُحيطات في امتصاص غاز ثاني أُكسيد الكربون الذّي ينبعث إلى الغلاف الجوّي نتيجةً لحرق الوقود الأحفوري ، وبالتّالي سيؤدّي هذا الامتصاص إلى التأثير على الحياة البحريّة، ومن ثُمّ سيؤدّي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر.
كما يُمكن لارتفاع درجات حرارة المياه أن تُؤدّي إلى تبييض الشّعاب المرجانيّة إذ أنّها مُعرّضة لخطر التّغييرات في النّظم البيئيّة، ويمكن أيضاً أن يتسبّب ارتفاع مستوى سطح البحر في اختناق الشِّعاب المرجانيّة عن طريق الرّواسب.
ازدياد موجات الجفاف والحرارة
يتوقّع العلماء أن تستمر درجات الحرارة بالارتفاع أثناء الصّيف، وأن تؤدّي الحرارة الشّديدة إلى موجات حرارة وجفاف بشكل مُتكرّر وأكثر شدّة إذ يُمكن أن تتسبّب في الكثير من حرائق الغابات، إضافةً إلى أنَه سيصعُب إخماد حرائق الغابات عندما تكون درجة الحرارة مُرتفعة والرَطوبة مُنخفضة.
قوّة الأعاصير وزيادة حِدّتها
لم يتم رَبط عدد الأعاصير التّي حدثت خلال السّنوات الأخيرة بتغيّر المناخ ولكن ازدادت سرعة العواصف الاستوائيّة بسبب ارتفاع درجات حرارة سطح البحر، ويتوقّع العُلماء زيادة سرعة الرّياح القصوى بنسبة 2 إلى 11 بالمائة، ومن الأمثلة على الأعاصير المُدمّرة إعصار كاترينا عام 2005 وإعصار ساندي عام 2012 في الولايات المُتَحدة.
التّغيّرات في أنماط هطول المطر
تزداد شدّة هطول الأمطار أو تقل، إذ يُمكن أن تؤدّي الأمطار الغزيرة إلى مُشكلات مثل الفياضانات والانهيارات الأرضيّة، وقد تأتي الزّيادة في هُطول الأمطار الشّديدة مُرافِقة لزيادة فترات الجفاف الشّديدة.