مقدمة قصيرة عن الصدقة
الصدقة تطفئ نار الخطيئة
الصدقة تطفئ نار الخطيئة وتملأ الميزان بالحسنات؛ فالصدقة من أحب الأعمال إلى الله تعالى لأنها تدخل الفرح إلى قلوب الفقراء والمحتاجين، وتسدّ عثراتهم، فالصدقة نورٌ على نور ولها مكانة كبيرة في الدين، وهي من الأعمال التي حث عليها النبي -عليه الصلاة والسلام- في العديد من الأحاديث النبوية.
وقد أمر الله تعالى عباده بالصدقة لأنها بمثابة ممحاة للخطايا، وقد ذكر الله تعالى الصدقة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، لأنها حياة للقلوب، ومن يتصدق يشعر بلذة العطاء.
الصدقة مرضاة لله تعالى
الصدقة من الأعمال التي يتمنى العبد أنه أكثر منها في حياته، كما أنّ الصدقة ثقيلة في الميزان و سبب في دخول الجنة ، ومن أراد أن يفوز برضى الله تعالى عليه أن يحافظ على الصدقة بشكل مستمر ولو بمبالغ صغيرة.
ومن المهم نعرفة أن المال لا ينقص بسبب الصدقة؛ بل إن الله تعالى يبارك فيه، والإنسان الذي يتصدق باستمرار يشعر بالطمأنينة والسكينة، ويمتلئ قلبه إيمانًا ومحبة، ويشعر بقيمته في الحياة لأن من يعطي غيره من ماله ويفرج كربة غيره بالصدقة يستحق كل الاحترام.
الصدقة بالنسبة للمسلم غنيمة لأنها تعود عليه بالخير والبركة وتجعل عمره مباركًا، كما أنها تبارك في الرزق وتجعله وفيرًا، وتجعل قلب الإنسان مطمئنًا لأنه يسد رمق الآخرين ويكون عونًا لهم، لهذا فإن الصدقة تنقذ القلوب من الوقوع في فخ الجشع والبخل والأنانية.
الصدقة تدفع البلايا
الصدقة بمثابة الحصن الحصين للعبد لأنها تدفع عنه البلايا وتجعل قلبه متصلًا بالله دائمًا، كما أنها تزين العمر بأروع معاني العطاء والإيمان، ومن أراد أن يحميه الله تعالى من شرور الحياة وأن يبعد من طريقه العقبات فعليه أن يتصدق دائمًا وأن يحرص على يتصدق من أفضل ما يملك من أموال لأن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً.
لهذا من أراد أن ينال المحبة والقبول في قلوب الناس عليه أن يتصدق بما تجود به نفسه وأن تكون من الشيء الذي يحبه لأن الصدقة منجاة وتقي من عذاب القبر، فهي مثل العطر الذي يفوح في الدروب.
الصدقة نورٌ في القلب
الصدقة نورٌ في القلب والروح، وهي مثل الماء الذي يطفئ النار في عز اشتعالها، لهذا فإن الصدقة تطفئ غضب الله تعالى، فمن فعل ذنبًا وأراد أن يعفو الله عنه عليه أن يتقرب إليه بالصدقة، ومن الأفضل أن يجعلها صدقة مخفية كي لا تعلم شماله ما صنعت يمينه، والأهم أن تكون الصدقة بنيّة خالصة لله تعالى.
إضافة إلى ما سبق، من الضروري الحرص على ألا يدخل في الصدقة حب المديح أو المراءاة ، وأن لا تدفع لأجل تحقيق مصلحة شخصية، كما يجب أن تكون طاهرة ومن أصل طيب وطاهر كي يقبلها الله تعالى، ولكي يحصل العبد على أجرها كاملًا غير منقوص، ومن يعرف مكانة الصدقة في الإسلام لن يبخل بها أبدًا.