نبذة عن رواية رؤوس الشياطين
التعريف برواية رؤوس الشياطين
رؤوس الشياطين؛ هي رواية من تأليف الروائي الأردني الدكتور أيمن العتوم، ويبلغ عدد صفحاتها 254 صفحةً، وهي رواية قصيرة نسبيًّا لكنها ثقيلة المُحتوى، كونها تنصبُّ في الأدب النفسي، وتُعطي رؤيةً من وجهة نظر المريض النفسي نفسه من خلال ما يراه من واقعٍ ووهم.
يُحاول الكاتب في هذه الرواية تقديم رؤية فلسفية حول عدد من الموضوعات، مثل: الحياة والموت، الفشل والنجاح، وغيرها من خلال بطل الرواية الذي يلعب دور الطبيب النفسي المتميز في مجاله، إذ تمر به العديد من الحالات التي يُحاول علاجها.
موضوعات رواية رؤوس الشياطين
يطرح الكاتب عدة تساؤلات حول الأمراض النفسية وأبرزها هو: هل يعرف المريض النفسي أنّه مريض حقاً؟ إذ جاءت الرواية بشقها الأوّل كئيبةً مُرهقةً لما فيها من أفعالٍ تُنافي العقل كان الطبيب يفعلها، لكن شيئًا فشيئًا انخفضت حديّة السواد فيها مُنذ أن عاد لقريته بعد هجرها.
على الرغم من ذلك إلّا أنّه كان الجزء الأوّل الكئيب أقوى وأشدّ تأثيرًا بل وأجمل من الجزء الثاني، إذ تدور أحداث الرواية حول مريض عانى مُنذ الصغر من هلوسات مرض نفسي، ودار صراع بينه وبين نفسه ما بين الشر والخير، وكان من أحد أسباب مرضه النفسي هما والداه، وتأثر الولد لاحقًا بأفكار منافية للدين والعادات والتقاليد، وكانت والدته تُحاول جاهدةً أن تسحبه للعودة إلى الإسلام والدين والفقه والعلم.
أمّا عن الحادثة، فهي حادثة الغرق وكانت هي الشرارة التي أشعلت فتيل أزمته، لتتكوّن مُفارقة غريبة، فالضفدعة التي كانت تسعى لإنقاذه، كان نقيقها الزر الذي يُشعل جنونه، فنمى خلاله حتّى تخطى المعقول ليختلط وهمّه بواقعه فلم يعد يعلم أيّهما حقيقة، وأيّهما نسجٌ من خيال أو هلوسة.
أسلوب الكاتب في رواية رؤوس الشياطين
إنّ الكاتب اعتمد أساليب مُختلفة في الرواية، إذ تميّزت بأنّها رواية سريعة الانتقال بين الأحداث وعميقة الأثر العاطفي وكانت المشاهد المُكثفة واضحة الأثر في الرواية، وتجعل القارئ يتساءل عن أحداثها.
تطرح الرواية عددًا من الأسئلة الوجودية والهواجس الإنسانية المَرَضيّة عن الحياة والموت والنجاح والإخفاق، مُحاولةً فَهم تناقضات النفس البشريّة، وتعتمد على البحث الذاتي للبطل عن حلّ لمُشكلته مع وعيه التام بجوانب تلك المُشكلة أو المُصيبة، وأمّا عن لغة السرد والوصف فبرزت لغة الكاتب أيمن العتوم الخاصّة.
اقتباسات عن رواية رؤوس الشياطين
وُجد في رواية رؤوس الشياطين العديد من العبارات التي تحمل في داخلها معانٍ قيّمة عن أحداث الرواية التي يُريد الكاتب إيصالها، ومن هذه العبارات ما يأتي:
- لسنا ناضجين لكي نحب كما ينبغي. الحب الذي يُعمر طويلاً لا يُقال،لا يُمكن أن تضع يدك على حقيقته، ولا يُمكن فلسفته، ولا حتى البوح به. فإذا أردنا أن نسير هذا الطريق معًاـ فعلى الحب أن يملك في نفسه ولنفسه قوته الدافعة لكي يستمر.
- اليوم هو الرّابع من حزيران، الموتُ رفيقٌ مُلاصِق، أراه في الطّعام، والشّراب، والهواء، وكلّ شيءٍ، أراه في وجوه الأطبّاء الشّمعيّة، وفي عيون المرضى، أراهم جثثًا مُمددةً، على أقدامهم أرقامُ موتهم، وأكفانهم إلى جانبهم، والحُفر العميقة تستعدّ لاستقبالهم، هل يكون الموتُ واضِحًا إلى هذا الحدّ؟!
- اليوم هو… لا أدري على وجه الدّقّة، إنّه يومٌ آخَر… الأيّام تتشابَه، لا فرقَ بينها إلاّ بمقدار ما نُحدِث نحن من فرقٍ فيها بسلوكنا، بأفكارنا، بحركتنا، بزاوية النّظر إلى الأمور الصّغيرة الّتي تبدو تافهةً فيها.
- وسألها: وماذا نُحبّ فيمن نُحبّ حينَ نُحبّ؟. فلم تجدْ جوابًا، وردّتْ سؤاله بسؤال: هل تعرفُ النّجوم الّتي تُولَد ولكنّها مُعتمة لأنّ ضوءَها لم يصلْ إلى سطح كوكبنا التّائه؟ تلكَ أنا؛ مُضيئة بكَ، وإنْ لم يرَ هذا الضّوء في أغوار روحي سِواك!. وخُيّل إليها أنّها وهبتْه أعزّ ما يُمكن أنْ يُوهَب؛ قلبها.