دروس من غزوة أحد
دروس من غزوة أُحد
أسفرت غزوة أحد عن العديد من الأمور التي تفيد المسلم في كل زمان، ومن أهم هذه الأمور ما يأتي:
- من سُنن الله في الأرض أن للنصر خطوات، إذا طبقها الإنسان يتحقق له النصر على العدو، أهمها: الإعداد المادي والمعنوي، ووضوح الهدف.
- تطبيق مبدأ الشورى ، وهو من المبادئ العظيمة في الإسلام ومحله في الأمور التي ليس بها نص صريح ولا يتبين فيها وجه الحق، فيقدم كل فردٍ مؤهل رأيه فيما يرى فيه مصلحة العباد والبلاد.
- يؤخذ القرار بحسب ما اقتضت الشورى وليس بحسب القرار الفردي، فقد كان رأي الأغلبية مخالفاً لما رآه النبي -صلى الله عليه وسلم-، الأمر الذي جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يوافق على قرارهم.
- رحمة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمنافقين، بالرغم من المجاهر بعدائه، فلم يأمر بقتلهم بعد رجوعهم مع أبي بن سلول إلى المدينة بعد الغزوة.
- قد يعطي المؤمن فرصة لعدوه؛ بالظهور عليه إذا خالف طاعة قائده.
- تجلت مظاهر حب الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، خلال أحداث المعركة وبعدها.
- بيان عظم منزلة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونزول البلاء والجراحات عليه، وتعظيم الأجر له.
- بيان أهمية قيمة الرضا بقضاء الله وقدره، وتجلي اليقين في نفوس الصحابة -رضي الله عنهم-.
- حكمة تبدل أحوال الدنيا، وضرورة التوكل على الله مهما كانت النتائج، والحرب سجال بين الناس، قال -تعالى-: (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).
معلومات عن غزوة أحد
وقعت غزوة أُحُد في الخامس عشر من شهر شوال، من السنة الثالثة من الهجرة، قال ابن إسحاق: "كان أحد يوم السبت للنصف من شوال"، ويعود سبب تسمية هذه الغزوة بهذا الاسم نسبة إلى الجبل الذي حدثت الغزوة بقربه؛ وهو جبل أُحُد الذي يقع شمال المدينة المنورة، على بعد أربعة كيلو مترات منها.
كان عدد جيش المسلمين في غزوة أحد حوالي ألف رجل فقط، فيما بلغ عدد جيش كفار قريش ثلاثة آلاف رجل، وكانت الغلبة في أول الأمر للمسلمين، إلا أن الأمر قد تغيير لاحقاً؛ حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أمر مجموعة من الرماة بالوقوف على جبل أحد، وعدم النزول منه إلا بأمره.
ولما رأى الرماة انهزام المشركين وفرارهم، تركوا مكانهم وانطلقوا طلباً للغنيمة، فالتف نفر من قريش عليهم، وانهزم المسلمون، واستشهد منهم عددٌ كبير بلغ نحو سبعين شهيداً، وكان من بين الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم.
غزوة أُحد في القرآن الكريم
ذُكرت أحداث غزوة أُُحُد في القرآن الكريم؛ في سورة آل عمران، حيث نزلت ثمان وخمسون آية تتحدث عن هذه الغزوة، ابتدأت بذكر أول مرحلة من مراحل الإعداد للمعركة في قوله -تعالى-: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
وانتهت بالتعليق الجامع على نتائج غزوة أحد ، والحِكم التي أرادها الله منها، قال -تعالى-: (مَّا كَانَ اللَّـهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ).