مقام السيدة زينب
مقام السيدة زينب بنت علي
تُشير الرّوايات والمصادر إلى أنّ السيّدة زينب -رضيَ الله عنها- تُوفيّت في العام الثاني والسّتين من الهجرة، أمّا فيما يتعلّق بالمكان الذي دُفنت فيه السيدة زينب ؛ فمن الأقوال ما تنصّ على أنّها مدفونة في البقيع، ومنها ما تقول أنّها بمصر، وأخرى بالشّام.
ويذكر علي مُبارك في كتابه الذي أسماه "الخطط التوفيقيّة" رداً على من قال بوجود قبرها في مصر بأنّه استقرء كتب التاريخ جميعها، ولم يجد فيها ما يُخبر أنّ زينب قد جاءت إلى مصر، سواءً في حياتها أمّ بعد مماتها، وبناءً على ذلك فإنّ قبر زينب موجود في المدينة بجانب زوجات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
ولو كان غير ذلك لذُكر هذا في المصادر التاريخيّة، ولا دليل على دفنها في دمشق ولا في مصر، وجزم ابن الأثير والطبريّ ومن جاء بعدهما أنّ السيدة زينب عادت مع أخواتها وزوجات أخيها الحسين إلى المدينة المنوّرة.
معلومات عن السيدة زينب بنت علي
للسيدة زينب سيرة عطرة عُرفت بها ، نذكر منها العملومات الآتية:
التعريف بالسيدة زينب
زينب بنت عليّ بن أبي طالب -رضيَ الله عنهما-، زوّجها أبوها لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب -رضيَ الله عنهما-، فأنجبت عليّ، وأم كلثوم، ورقيّة، وعون الأكبر، وعبّاس، ومحمّد، أمّها فاطمة بنت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ، أنجبتها في حياة الرّسول -صلى الله عليه وسلم- ولم تنجب أحداً بعد وفاته -عليه الصلاة والسّلام-.
اتّصفت السيدة زينب بالحكمة، والذّكاء، وإخوانها الحسين والحسين -رضيَ الله عنهما-، وقد شهدت مع الحسين واقعة كربلاء، وروت زينب بنت علي -رضيَ الله عنهما- عن أمّها فاطمة بنت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من الأحاديث.
مناقب السيدة زينب
تميزت السيدة زينب بالعديد من المناقب والصفات، ومنها الأمور الآتية:
- الثّبات والقوّة، والمكانة العالية، وفصاحة اللّسان، والقدرة على إلقاء الخطب، إضافة إلى أنّها روت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبيها العديد من المرويّات.
- نبوغها وذكائها، واختيارها لأصوب الآراء وأحسنها.
- العلم؛ فقد عُرفت زينب -رضيَ الله عنها- بعلمها ونقلها الحديث والمعرفة والعلم عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكذلك نقلت الأحاديث والمرويّات عن أمّها فاطمة الزّهراء بنت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ، وعن أمّ زوجها أسماء بنت عميس -رضيَ الله عنها-، وعن مولى رسول الله طهمان -رضيَ الله عنه-، ونقل عنها الحديث الكثير من علماء التّابعين وفقهائهم؛ أمثال محمد بن عمرو، وعطاء بن السائب من الرّجال، ومن النّساء؛ ابنه أخيها الحسين فاطمة -رضيَ الله عنها- التي عُرفت في جيل التّابعين بالفقه والعلم، وكانت سيّدة نساء زمانها وقدوة لهنّ، وتركت من بعدها ثروة هائلة من الحكم التي دلّت على ما تمتّعت به الحكمة والفكر، ومنه ما كانت تقوله: (مَن أراد أن يكون الخلق شفعائه إلى الله عزّ وجلّ فليحمده، ألم تسمع قولهم: سمع الله لمن حمده؟ فخفِ الله لقدرته عليك، واستحِ منه لقربك منه).