صعوبات تعلم الرياضيات
ما أنواع صعوبات التّعلم في الرياضيات؟
لا تقتصر صعوبات التّعلُّم على القراءة والكتابة فحسب، إذ تُوجد بعض الصعوبات التي تواجه الأطفال في مادة الرياضيات، وتتراوح ما بين خفيفة وشديدة، وفيما يأتي مجموعة من أنواع صعوبات التعلم المرتبطة بمادة الرياضيات:
صعوبة إتقان مفهوم الأرقام الأساسية
يُمكن التغلّب على صعوبة إتقان مفهوم الأرقام الأساسية من خلال تشجيع الطالب على حل المسائل الرياضية عليها، والانتباه إلى الوقت الذي يقضيه في ذلك، بالإضافة إلى تعليمه طريقة استخدام المخططات التي تُسهّل فهمه للعمليات الحسابيّة، وبعد إتقانه لها تبدأ مرحلة تقليل اعتماده عليها، ليزيد الدافع لديه لتعلّم طرق أخرى.
يُعاني الكثير من الطلاب من مشاكل متنوعة في التمييز بين العمليات الحسابيّة المختلفة، بالإضافة إلى استيعاب طرق الحل الأساسية المرتبطة بها بالرغم من بذلهم الكثير من الجهد في محاولة فهمها، لذا تراهم يلجأون إلى اعتماد طرق بدائيّة في إيجاد الناتج النهائي للمسائل، مثل: الخربشة على الورق للعدّ، أو استخدام أصابع اليد للجمع.
الضعف الحسابي (ضعف موهبة الرياضيات)
يواجه بعض الطلاب ضعف حسابي عام، يعانون بسببه من بعض المشاكل في أساسيات الرياضيات وتسلسل خطوات حل العمليات المعقدة، مثل: إجراء عمليات الاقتراض في الطرح وعمليات الحمل في الجمع، تجدر الإشارة إلى أن مشكلة الضعف الحسابي لا ترتبط بقلة فهم الطالب لمصطلحات مادة الرياضيات المختلفة، ولكنها ناتجة عن قلة ممارسته لها.
يحتاج الطالب الذي يُعاني من ضعف حسابي إلى حل هذه المشكلة باتّباع مجموعة النصائح الآتية:
- الاعتراف بضعف قدرته الحسابية في مادة الرياضيات.
- الاستمرار في بذل المزيد من الجهد لتقوية المهارات التي يُعاني فيها ضعفًا.
صعوبة فهم نظام الرموز المكتوبة
يُشكّل نظام الرموز المكتوبة في مادة الرياضيات (اللغة المستخدمة في التعبير عن الرياضيات) عائقًا أمام فهم نسبة كبيرة من الطلاب لهذه المادة، وخصوصًا الطلاب في المرحلة الابتدائية، وغالبًا ما يُضاعف بعض المعلمين هذه المشكلة عندما يطلبون من الطلبة حل أكثر من عملية حسابية في نفس الوقت قبل أن يمتلكون الخبرة الكافية للتمييز والربط بين تلك العمليات المختلفة.
يمكن التغلب على هذه المشكلة بسهولة من خلال منح الطالب الوقت الكافي لفهم نظام الرموز في بادئ الأمر قبل تعريضه للعمليات الحسابية وطرق حلها، وهو ما يتطلب بالضرورة من المعلم تكرار رموز الرياضيات عدة مرات أمام الطالب لتعزيز حفظه وفهمه لها.
صعوبة فهم المصطلحات الرياضية
يواجه الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم بعض المشاكل اللغوية واللفظية فيما يختص مصطلحات مادة الرياضيات، ويمكن الحدّ من هذه المشاكل باتباع عدة طرق نذكر منها الآتي:
- إيصال المعلومات للطالب بطريقة بسيطة وببطء، لمراعاة الفروقات الفردية.
- إعطاء المعلومة على عدة مراحل وبشكل منفصل، ذلك أن تقسيم المعلومات اللفظية أمر مهم للغاية عند طرح الأسئلة، وإعطاء التوجيهات، وتقديم التفسيرات.
تجدر الإشارة إلى أن منح الطلاب فرصة لعب دور المعلم بانتظام لا يمكن أن يكون ممتعًا فحسب، بل ضروريًا أيضًا لتعلّم تعقيدات لغة الرياضيات، إذ يحتاج الطلاب إلى تنمية عادة قراءة وشرح مسائل الرياضيات، ما يتيح الفرصة للمعلم إلى مراقبة أخطائهم، لذا يجدر بالمعلم تشجيع الطلاب عل قراءة المشكلة والجواب بصوت مرتفع.
اضطرابات في التنظيم البصري-الحركي
يُعدّ اضطراب التنظيم البصري-الحركي أحد صعوبات التعلّم التي يواجهها الطلاب، والتي ينتج عنها ضعف عام في فهم الأرقام والمصطلحات الخاصة بمادة الرياضيات، إضافةً إلى ضعف التحكّم في الكتابة اليدوية، والترتيبات المشوّشة للأرقام، من الجدير بالذكر أنه غالبًا ما يُعاني هؤلاء الطلاب من عجز كبير في الإدراك الحركي، نتيجة خلل وظيفي في الجزء الأيمن من أدمغتهم.
كيف يمكن تدارك مشكلة صعوبات تعلم الرياضيات؟
يُوصي علماء النفس التربوي بمساعدة الأطفال الذين يُعانون من صعوبات تعلّم الرياضيات للتغلّب على هذه المشكلة في عمر مبكر، و يمكن اتباع عدّة طرق لفهم الرياضيات :
- تصميم خطط تدريس تناسب احتياجاتهم.
- اعتماد الألعاب التعليميّة في إيصال المعلومات.
- ممارسة مهارات الرياضيات باستمرار.
- السماح باستخدام الأقلام والمواد الأخرى لإجراء عملية الجمع.
- التأكّد من امتلاكهم الأدوات الرياضية المناسبة، مثل: الآلة الحاسبة سهلة الاستخدام.
- استخدام ورق الرسم البياني، ليُساعدهم في الحفاظ على الأعمدة والارقام مستقيمة ومرتبة.
- مدح عملهم الجادّ وليس النتيجة التي توصلوا إليها، بالإضافة إلى التعامل بلطف مع قلقهم.