شجرة الزقوم
ما هي شجرة الزقوم؟
شجرة الزّقوم هي شجرة مرّة الثمر، وقيل إنّها تنبت بمدينة تهامة في اليمن، أو إنّها شُبّهت بشجرة تنبت في نار جهنّم أعدّها الله -سبحانه- للكافرين؛ كثيري الآثام والذنوب العظيمة والخطايا الكبيرة.
وقد ذُكرت في كتاب الله -سبحانه-، إذ يقول -تبارك وتعالى-: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ* طَعامُ الْأَثِيمِ* كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ* كَغَلْيِ الْحَمِيمِ).
وجاء الحديث عنها بأنّها فتنةٌ وعذابٌ، وقد ورد ذكرها في ثلاثة مواضع في كتاب الله الكريم، يقول -سبحانه وتعالى-: ﴿أَذلِكَ خَيرٌ نُزُلًا أَم شَجَرَةُ الزَّقّومِ* إنّا جَعَلناها فِتنَةً لِلظّالِمينَ* إنَّها شَجَرَةٌ تَخرُجُ في أَصلِ الجَحيمِ﴾.
ويقول -سبحانه وتعالى-: (ثُمَّ إِنَّكُم أَيُّهَا الضّالّونَ المُكَذِّبونَ* لآكِلونَ مِن شَجَرٍ مِن زَقّومٍ* فمالِئونَ مِنهَا البُطونَ* فشارِبونَ عَلَيهِ مِنَ الحَميمِ* فشارِبونَ شُربَ الهيم).
وقيل إنّ سبب نزولها أنّ أبا جهل كان يأتي التمر والزبد، فيلقيه للقوم ويقول لهم: "تزقموا؛ فإن هذا الزقوم الذي يعدكم به محمد"، فنزل قوله -تعالى-: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ* طَعامُ الْأَثِيمِ).
صفات شجرة الزقوم
جاء الحديث عن صفات شجرة الزقوم بحسب ما وصفها القرآن الكريم، ونلخّص ذلك فيما يأتي:
- طعمها كالمهل؛ أيّ الصديد نتن الرائحة والطعم.
- خبيثة الرائحة.
- شديدة الحرارة.
- تنبت وسط النار، وتُسقى مما يخرج من أجساد وجلود الكفار بعد الحرق والعذاب.
- لها شكل كرؤوس الشياطين.
- تصيب الآكل منها بالغصص لشدة قبحها.
- تغلي كالحميم فتذيب أجساد الكفار عند تناولها.
- تأتي على صورة شجر الدنيا لكنّها من النار.
- تُؤكل على كراهة فتصنع بآكلها كما تصنع النار عند إذابة المعادن.
الأشخاص الذين يأكلون من شجرة الزقوم
يقول -تبارك وتعالى-: (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ* لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ)، والضالون هنا كل من كفر وأشرك بالله -سبحانه- وأعرض عن ذكره وأمره، وكل من ألحد فيه -سبحانه وتعالى-، وكل ظالم مستحق لنار جهنم وللعذاب الشديد.
وقال بعض أهل العلم إنّ شجرة الزقزم هي طعام الفاجر فقط؛ وهو صاحب الإثم العظيم دون غيره من الناس، والإثم العظيم هو الكفر بالله -سبحانه وتعالى-.
هل توجد شجرة الزقوم في الدنيا؟
ذهب العلماء في الحديث عن هذه المسألة إلى أمرين، نذكرهما فيما يأتي:
- إنّ شجرة الزّقوم لا وجود لها في الدنيا
وذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ ذكرها جاء للتخويف والتذكير بالعذاب الشديد، فالله -سبحانه وتعالى- يخلقها يوم القيامة من النار لتكون طعاماً لأصحابها ومَن استحقّها، كما أنّها ابتلاء للظالمين والكافرين نتيجة سوء اختياراتهم في الدنيا.
وهي شجرة منقطعة النظير ليس لها مثيل؛ ولذلك شبهها الله تعالى بالشياطين، للدلالة على منتهى البشاعة، ولو وُجد لها مثيل في الدنيا لقام الله تعالى بتشبيهها به.
- إنّ شجرة الزّقوم موجودة في الدنيا
وهي نبتة سامّة ميتة، إذا مست الجسد ورّمته، وموجودة في الصحاري اليمينة.