نبذة عن رواية عرس الزين
نبذة عن رواية عرس الزين
نشرت رواية عرس الزين أوَّل مرة في عام 1969م، وهي من أفضل روايات الروائي الشهير الطيب الصالح ، وتعدُّ من الكتب الكلاسيكية في الأدب العربي ، ويصوِّر فيها الكاتب حياة القرى السودانية الواقعة في شمال البلاد، والمتأثرة كثيرًا بالتراث السوداني والإسلامي، وقد صدر في عام 1976م فيلم مقتَبس من الرواية ويحمل اسم الفيلم نفسه من إخراج الفنان خالد الصديق.
ملخص رواية عرس الزين
تدور رواية عرس الزين حول شخص مغفَّل اسمه الزين، وهو شخص بسيط جدًّا وغريب الأطوار، ولكنَّه رغم منظره المرعب يظلُّ محبوبًا من الجميع، وفيما يأتي تلخيص لرواية عرس الزين:
بداية الزين
كان بطل رواية عرس الزين شخصًا بسيطًا جدًّا ومغفلًا، وقد كان يتيم الأب منذ ولادته، وقد تجلَّت فيه بعض الصفات الغريبة منذ ولادته خصوصًا خصلة الضحك، فتروي القصص أنَّه ولد وهو يضحك بصوتٍ عالٍ، وعندما كبر في العمر صار أهل القرية يعتبرونه واحدًا من المباركين أو الدراويش، رغم أنَّه كان قبيح المنظر.
فقد كان حسب ما وصفه الطيب صالح مستطيل الوجه، وكانت العظام في جبهته وتحت عينيه وعظام وجنتيه بارزة، كما أنه لم يكن يملك إلا سنين فقط؛ سن في الفك الأعلى وسن في الفك الأسفل، وأما عيناه فقد كانتا صغيرتين ومحمرَّتين على الدوام وغائرتين كأنهما ثقبان، ولم يكن له شعر في وجهه إطلاقًا لا شعر حواجب ولا لحية، وكانت رقبته طويلة لقِّب بسببها بلقب الزرافة.
بركة الزين
كان الزين كلَّما أراد أن يتزوج، ويقع في حبِّ فتاة من فتيات القرية، سرعان ما تلتفت الأنظار إليها وتتزوج، وقد اشتهر الزين بذوقه الرفيع في اختيار الفتيات، وقد بدأت معاناته منذ أن تساقطت أسنانه، وأشيع عنه أنَّه درويش وأنَّه من الأولياء والصالحين، ولذلك بنى علاقة صداقة قوية مع شخص اسمه "الحنين" وهو الرمز الصوفي في هذه الرواية.
الزين يعود رجلًا وقورًا
في أحد الأيام يتعرَّض الزين لحادث أليم، ويضطر بسببه لدخول المشفى في مروي، ولكنَّ الغريب والمدهش في الأمر أنَّه بعد خروجه من المشفى يكون قد تغيَّر كليًّا، إذ يظهر بأسنانه البيضاء وبعددها الكامل، ويعود إلى القرية شخصًا أنيقًا ونظيفًا ومتزنًا أكثر من ذي قبل، وهنا تبدأ الحياة الحقيقية للزين، والإعداد للاحتفال بعرس الزين.
وبينما كان الزين يروي قصته للرجال من حوله يدخل سيف الدين الذي كان شخصًا فظًّا، فيهجم عليه الزين ويكاد يقتله لولا تدخل الحنين، فينصرف سيف الدين وقد أثَّر به ذلك الموقف كثيرًا وغيره إلى الأبد.
عرس الزين
بعد تلك الحادثة يشيع بين أبناء القرية الخبر الصاعق، وهو أنَّ الزين سوف يتزوج من أجمل فتيات القرية، وهي ابنة عمه نعمة، وقد كانت نعمة محط أنظار جميع شباب القرية، وقد تقدم لها جميع الشباب ممن في القرية ولكنها لم تقبل بأحد منهم، وهذا ما أثار استغراب أهل القرية، وكيف ستقبل نعمة الزواج من الزين.
تتحقَّق نبوءة الحنين بأنَّ الزين سوف يتزوج أجمل فتاة في القرية، ويصبح سيف الدين رجلًا طيبًا ومتدينًا، ويتزوج الزين في عرس كبير يحمل إلى القرية البركات والخيرات العميمة، فيكون الفرح لأهل القرية كلهم، ومناسبة خير تعلن انتصار الحب والتسامح في نهاية المطاف.
اقتباسات من رواية عرس الزين
يمكن أن توضِّح بعض الاقتباسات أسلوب الكاتب في الرواية، وتأخذ القارئ إلى أجوائها الممتعة، وفيما يأتي عرض لبعض الاقتباسات منها:
- يولد الأطفال فيستقبلون الحياة بالصريخ، هذا هو المعروف، ولكن يروى أن الزين، والعهدة على أمِّه والنساء اللائي حضرت ولادتها، أول ما مسَّ الأرض، انفجر ضاحكًا، وظل هكذا طول حياته.
- كان الزين يخرج من كل قصة حب كما دخل، لا يبدو عليه تغيير ما، ضحكته هي هي لا تتغير، وعبثه لا يقل بحال، وساقاه لا تكلان عن حمل جسمه إلى أطراف البلد.
- يطعن شيء حاد أحشاء الأرض لحظة نشوةٍ وألم وعطاء، وفي المكان الذي طعن في أحشاء الأرض تتدفق البذور، وكما يضمُّ رحم الأنثى الجنين في حنان ودفء وحب، كذلك ينطوي باطن الأرض على حب القمح والذرة واللوبيا، وتتشقق الأرض عن نبات وثمر.