دراسة فنية لشعر أبي تمام
دراسة فنية لشعر أبي تمام
عند دراسة شعر أبي تمّام دراسة فنية تبرز العديد من القضايا في شعره منها ما يأتي:
الأغراض الشعرية
تطرق أبو تمام في شعره للأغراض الشعرية كلها مدحا ورثاء ووصفًا وهجاء وعتابًا وزهدًا وغزلًا، وسلك فيها طرقا غير تلك التي سلكها الجاهليون والإسلاميون؛ حيث إنه لم يستهل قصائده بمقدمات تقليدية، بل افتتحها بأبيات تخدم غرض القصيدة، فتجده يفتتح قصيدة مدح بالحديث عن وصف الطبيعة ومظاهرها، وهذه فكرة شعرية جديدة ابتدعها أبو تمام وسار على نهجها في معظم قصائده، من ذلك قوله في مدح أبي جعفر:
ديمة سمحة القياد سكوب
- مستغيثٌ بها الثرى المكروب
الصورة الشعرية
اهتم أبو تمّام بالتصوير وزخرفة أشعاره بكثير من ألوان الصورة الشعرية وتشكيلاتها من صور بيانية وبديعية، كالاستعارات المكنية والتصريحية المليئة بالحركة والحيوية التي دلت على تفوق الشاعر في التصوير والوصف، و اهتم بالتشبيه لما يضفيه من جمال ودقة في إيصال المعاني كقوله:
إنّ الهلال إذا رأيت نموه
- أيقنت أنه سيصير بدرا كاملا
ومن الجدير بالذكر أنّ قصائد أبي تمّام تزحر بالمحسنات البديعية المختلفة، من جناس وطباق ومقابلة وغيرها، وهي طريقة فنية استخدمها أبو تمّام لإبراز العلاقات بين الأشياء، ومن الأمثلة على ذلك قوله:
ما اسودّ حتى ابيضّ كالكرم الذي
- لم يأن حتى جيء كيما يقطفا
اللغة الشعرية
اعتنى الشاعر أبو تمام بالألفاظ والتراكيب في قصائده وامتازت بالجدة والغرابة والإبداع، ومثال على ذلك قوله:
رقيق حواشي الحلم لو أن حلمه
- بكفيك ما ماريت في أنه بُرد
التوظيف الفني للمرجعيات
جاء التوظيف الفني للمرجعيات حسب الأغراض الشعرية، فتجد في شعره المرجعيات الدينية كالقرآن الكريم والحديث النبوي كما تجد المرجعيات التاريخية كالوقائع والمعارك.
توظيف الأساطير
عمد أبو تمام في بعض أشعاره إلى توظيف الأساطير، وقد جاء ذلك لإثراء النص الشعري وتعميق المعنى، ومثال على ذلك قوله واصفًا شدة بأس جيش المسلمين:
وُقُر النفوس إذا كواكب قعضب
- أردين عفريت الوغى المريدا
السمات الفنية العامة في شعر أبي تمام
يمكن تلخيص السمات والخصائص الفنية العامة التي اتسم بها شعر أبي تمام على النحو الآتي:
- اتضاح المعاني المتجددة في شعر أبي تمام، ووعيه بالمبادئ الأساسية التي تقوم عليها اللغة.
- يعدّ البديع في شعر أبي تمام عُنصرًا منتجًا للمعنى وله دوره الكبير والواضح في جعل وظيفة اللغة شعرية.
- اجتماع الوحدة والتنوع والتباين في شعر أبي تمام في الوقت ذاته.