مفهوم الإنسان
مفهوم الإنسان
الإنسان في اللغة هو الكائن الحي الممتلك للقدرات الفكرية والاستنتاجية، أما اصطلاحاً فيشير لفظ الإنسان إلى ذاك الكائن الاجتماعي الذي يحظى بمجموعة من الحقوق المقيدة، ويؤدي ما عليه من واجبات، التي تحمّلها له شخصيته القانونية المتميزة بالمواطنة، والجنسية، والقدرات الجسدية والذهنية، هذا بالإضافة إلى الوضع الاجتماعي وغيرها العديد من المزايا، ومن الضرورة بمكان الإشارة إلى أن الجنين والمولود ليسا سواء عند الحديث عن مفهوم الإنسان، فتعريف الإنسان هنا يقتضي أنه شخص حي قد خرج إلى العالم.
الرؤية الإسلامية للإنسان
كرم الله الإنسان، وسخر كل المخلوقات لخدمته، وقد بث فيه من روحه، التي تجاوز بها الإنسان حدوده الجسدية، وسمى عن غريزته البهيمية، وهذا ما أكد عليه الكثير من العلماء الذين حاول سبر غور الروح وكشف خباياها، منهم ابن تيمية الذي شدد على أن الجسد ما هو إلا مجرد أداة للروح ووسيلة لخدمتها، إلا أن الفهم البشري لها يضل قاصراً، فالعلم المطلق لله تعالى وحده.
في المنظور الإسلامي تعد الفطرة السليمة أساس الخير في النفوس البشرية، والميل عن هذه الفطرة هو مبعث كل الشرور، والبشر مجبولون بطبيعتهم على الفطرة السليمة إلا أن الله يختبر عباده بالشر، ليقيم الحجة عليهم عند الحساب، ويفاضل بينهم في الإيمان، فالإنسان مخير، وإن كان مخيراً فهو مسؤول ومحاسب عن كل ما يصدر منه.
المنظور الفلسفي الغربي للإنسان
تفاوتت النظرة الفلسفية للإنسان في المجتمع الغربي على مر العصور، حيث اعتبرت الحضارات القديمة الإنسان جزءاً من الطبيعة التي سعت دوما لفهمها وتفسير ظواهرها، ثم تبنى الفكر التأملي التفكير المتمركز على الذات الإنسانية، فأصبح ينظر للإنسان كقوة قاهرة لا يستطيع أحد أو شيء إخضاعها، وبهذا الفهم بات الإنسان المسؤول الأول عن ظروفه وأحوله.
أكّد سقراط على حرية الإنسان، وعدّ الجهل السبب الرئيسي للشرور والخطايا، فالشخص الذي يحصل على المعرفة يقوم بفعل الخير؛ لأن الإنسان بطبيعته بسعى لذلك، ويبتعد عن الشر، ثم باندثار الحضارة اليونانية أخذ فكر حديث يظهر على السطح ويأخذ بالمنظور الفلسفي للإنسان إلى أبعاد جديدة فأصبحت الفلسفة الطريق الموجّه للبشر في تسيير حياتهم للوصول إلى السمو الروحي الذي طالما رغبوا به.