معنى الخبث
معنى الخبث
إنّ مكارم الأخلاق تملي على الإنسان أن يكون واضحاً في تعامله مع الناس، ومحبّا للجميع، وتاركاً للرياء والنفاق، وكثيراً ما يتسبب لجوء الشخص إلى الأساليب الملتفة والأخلاق السيئة بزعزة ثقة الناس به، وزيادة الأحقاد والضغائن في المجتمع، كلجوئه للخبث الذي يلهي الناس عن منافع حياتهم وضرورياتها.
ويعرّف الخبث في اللغة العربية بأنّه حالة نفسيّة توجد في نفس من يسعد بالاستهزاء بغيره، كما يعني الرياء والمكر، وعدم الطّيبة فيقال: خبيث، أي ليس بطيّب، ولا يحمل المحبة والخير في قلبه لأحد، وخبث الشّيء أي صار فاسدا ومنبوذاً، وهو من شرور الأفعال، ومكاره الأخلاق.
أما معنى الخبث الاصطلاحي: فهو إخفاء الشّر للناس، وإظهار الخير لهم، واستخدام الحيلة والخديعة في التعامل معهم، حتى يكاد الخبث أن يصبح منهج حياة لدى المخبثين؛ وهم الأشخاص الذين يحبون الخبث ويسلكون مسلكه.
أضرار الخبث
إن للخبث أضراراً كثيرة تعود على الفرد والمجتمع، ومنها ما يأتي:
- يصيب الإنسان بالسفه والجهل؛ لأنّ الخبث مبني على قاعدة سوداء ومفاهيم مظلمة تزيد العقول عتمة وغيّاً.
- يقلل من قيمة الفرد بين أفراد المجتمع، فيبتعد الكثيرون عنه ويتركون مجلسه.
- يزيد من التوتر النفسي في الحياة، ويزيد من كآبة الفرد الذي يبحث عن راحة البال والنفس.
- يلهي الإنسان عن عمارة الأرض وتطوير نفسه؛ فالشخص الخبيث غالباً ما ينشغل بترتيب الحيل والخدع للآخرين.
صفات الشخص الخبيث
إن الإنسان الخبيث يتصف بصفات كثيرة سيئة، ومنها ما يأتي:
- يسعى إلى تصيّد عيوب الآخرين.
- يتدخل بشؤون غيره من الناس.
- ينافق، وينشر الشائعات والأقاويل، ويتسبب بفتنة الناس وفُرقتهم.
- يضيق خُلقه بأبسط المواقف والأمور، ولا يحتمل انتقاد الآخرين؛ وفي حال تقبَّلَها فإنّه يفعل ذلك بخُبث.
- تتعب نفسيته وتهبط معنوياته من أبسط المواقف التي يواجهها؛ وذلك لأنّه كثير الظنّ بالسوء.
كيفيّة التعامل مع الشخص الخبيث
إن التعامل مع الشخص الخبيث يحتاج إلى حذر شديد، وتجنب في بعض المواقف، وعدم إخباره بكل ما يحصل؛ لتجنب الوقوع في مكائد الشخص الخبيث وحسده، وسنذكر في ما يأتي كيفية التعامل مع الشخص الخبيث:
- تقديم النصيحة، أو محاولة تجنب التعامل مع الشخص الخبيث إذا لم يصلح حاله وتجدي معه النصيحة.
- تجاهل ما يقوله بين الناس؛ فطريقته السيئة في خوض الحياة غير جديرة بالاهتمام أو المناقشة.
- الابتعاد عن الأشخاص الذي يوالون الشخص الخبيث، ويشكّلون بذلك حلقة فاسدة يجب الابتعاد عنها.
- التصرّف بطيبة لحفظ توازن الحياة، ومجابهة الشخص الخبيث بالخير؛ فالتغيير لا يحتاج دائماً إلى التنظير بل إلى التبني والممارسة؛ حتى يتحقق التأثير الجيد في الناس، وتنتشر المفاهيم والأخلاق الحسنة بينهم.
- عدم مجادلة الخبيث؛ فهو لا يناقش من أجل المعرفة بل من أجل إيقاع الناس بخدعه، والتصيّد لعيوبهم ومشاكلهم الشخصيّة.
- مقابلة الخبيث بالابتسامة؛ لمحاولة إفهامه أنّ الحياة ما هي إلا محبة وتبادل للخير بأبسط صوره.