مظاهر تكريم الله للإنسان
الإنسان مخلوق مُكرَّم
يعتبر الإنسان المخلوق الأرقى في هذا الوجود؛ إذ يظهر ذلك بمُجرَّد النظر في المزايا، ومظاهر التكريم التي خصَّه الله -تعالى- بها دوناً عن سائر المخلوقات؛ وما ذاك إلا لتهيئته لأداء المهمّة العظيمة، وحمل الأمانة الثقيلة التي تخلّت عنها الجبال.
ولقد سلَّط القرآن الكريم الضوء على العديد من مظاهر التكريم التي كرَّم الله -تعالى- بها بني آدم، ومن هنا فإنّ القرآن الكريم عمل على إكساب الإنسان ثقة عالية بالنفس، حتى لا يكون صفراً على اليسار في هذه الحياة، وحتى يعي كلُّ شخص مكانته، وقيمته عند الله -تعالى-.
يقول -جل وعلا- في كتابه العزيز: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلً).
مظاهر تكريم الله الإنسان
لقد تعددت مظاهر تكريم الإنسان وتنوعت؛ وفيما يأتي نبرز بعض مظاهر تكريم الله -تعالى- للإنسان:
- خلق الله -تعالى- الإنسان في أحسن تقويم
وأجمل هيئة، كما وأعطاه الأعضاء الجسديّة التي يحتاجها للقيام بواجباته، وأدواره في الحياة، إلى جانب ذلك، فقد زوَّد الله تعالى الإنسان بكل ما يجعله كائناً راقياً؛ كالعقل، والروح، والمواهب، وشتى أنواع القدرات، والإمكانات البشريّة المختلفة.
- أعطى الله -تعالى- الإنسان إرادة حُرَّةً
ونفساً عزيزة، ومن هنا فإنّ الإنسان لا يُمكن تطويعه إلَّا إذا أراد هو أن يكون دمية بيد الآخرين، يعبثون به، ويتحكمون بإرادته كيفما شاؤوا، ووقتما أرادوا.
- دعا الله -تعالى- الإنسان إلى التمسك بالأخلاق الرفيعة؛ التي تنهض به، وبالمجتمعات الإنسانيّة.
- كرَّم الله -تعالى- الإنسان بعد موته
بأن جعل لدفنه مراسم دينيّة خاصّة، وبأن حرَّم العبث بالجثث، أو التشفِّي بها، فلجسد الإنسان بعد موته حرمة عظيمة ينبغي صيانتها.
- منح الله -تعالى- الإنسان حقوقاً كاملة
وعلى رأس هذه الحقوق؛ حقُّه في الحياة، وفي الحصول على عيشة كريمة تتناسب مع قيمته، وقدره في هذا الكون، كما حرَّم الله -تعالى- على الإنسان قيامه بإيذاء نفسه، أو إهلاكها حتى في أشدِّ اللحظات صعوبة، وألماً.
- سخَّر الله -تعالى- الكون بما فيه للإنسان
وذلك حتى ينعُم بالعيشة الهانئة، وحتى تتوفر له كافة احتياجاته الأساسيّة التي تساعده، وتعينه على النهوض بالواجبات السامية الملقاة على عاتقه.
- كلَّف الله -تعالى- الإنسان بحمل الرسالات السماويّة
وبالعمل بتعاليمها، وبتبليغها للآخرين؛ فهي سبيل سعادة الإنسان، وفلاحه في الدنيا، والآخرة.
- أمر الله -تعالى- الإنسان بعمارة الأرض، وجعله خليفته فيها، ومسؤولاً عن باقي المخلوقات.
- جعل الله -تعالى- الإنسان مُحاسباً على كلِّ تصرُّفاته؛ وهذا دليلٌ واضح على أنّ الإنسان لم يُخلق عبثاً، وأنّه كائن مكرَّم.
- علَّم الله -تعالى- آدم الأسماء كُلَّها
وهذا دليل تكريمٍ، وإعلاء مكانة، كما أمر الله -تعالى- الملائكة بالسجود لآدم، وفي ذلك أيضاً من المعاني ما لا يمكن وصفه، أو إحصاؤه.
حب الله تعالى للإنسان
كفى للإنسان شرفاً أن يحبه المولى -عز وجل-؛ وذلك بأن أرشده في القرآن الكريم، وتعاليم الشريعة الإسلامية طريقة اتباع النهج القويم؛ الذي إذا التزم به الإنسان أحبه الله -سبحانه-، ومن الآيات القرآنية التي أعلنت بوضوح حب الله -عز وجل- ما يأتي:
- (إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ).
- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).