متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى
وقت التكبير في عيد الأضحى
للتكبير في عيد الأضحى وقتين؛ مُقيّد ويكون بعد الصلوات المفروضة فقط، ومُطلق ويكون في كُلّ وقت ومكان، وبيانهما فيما يأتي:
وقت التكبير المطلق
ذهب الشافعيّة إلى أنّه يسنّ للتكبير أن يكون جهراً في المنزل، والسوق وغير ذلك، ويبدأ من غروب شمس ليلة العيد، ويمتد إلى وقت صلاة العيد، وأمّا إن صلى المسلم لوحده فإنّه يبقى مكبراً إلى أن يُصلي العيد، وأمّا إذا لم يُصلي العيد فإنه يبقى مكبراً إلى وقت الزوال، وهذا الحُكم عامٌ للرجال والنساء على حدٍ سواء، ولكنّ المرأة تخفض صوتها بالتكبير في حضرة الرجال الأجانب.
ويرى الحنابلة أنّ التكبير المُطلق خاصٌ بعيد الأضحى، ويبدأ عندهم من دخول شهر ذي الحجة، إلى حين انتهاء الإمام من خطبة العيد، ويُسنّ الجهر بالتكبير للرجال، وأمّا المرأة فتخفض صوتها به.
وقت التكبير المقيّد
تعددت آراء الفُقهاء في وقت التكبير المُقيّد، وجاءت أقوالهم كما يأتي:
- الحنفية
قالوا بابتداءه بعد صلاة الفجر من يوم عرفة، ويمتد إلى ما بعد صلاة العصر من آخر أيام التشريق، وهو اليوم الرابع من أيام العيد.
- المالكية
قالوا بابتداءه بعد صلاة الظُهر من يوم العيد، ويمتد إلى آخر أيام التشريق ، وهو اليوم الرابع من أيام العيد.
- الشافعية
قالوا بالتفريق بين الحاج وغيره؛ فالحاج يبدأ بالتكبير من ظهر يوم العيد إلى آخر أيام التشريق، أمّا غير الحاج فيبدأ من فجر يوم عرفة، ويمتد إلى اليوم الرابع من أيام العيد.
- الحنابلة
قالوا بالتفريق بين المُحْرِم وغيره؛ فالمُحْرِم يبدأ من ظهر يوم العيد، ويمتد إلى اليوم الرابع من أيام العيد، وأمّا إن كان غير مُحْرِم فيبدأ من فجر يوم عرفة إلى اليوم الرابع من أيام العيد.
استمرار التكبير وانتهاؤه
يستمر التكبير إلى آخر أيام التشريق، وذلك لأنّ أيام العشر هي أيام تُعرض فيها الأنعام في الأسواق بقصد البيع والشراء، وتليها أيام الأُضحية والعيد، وأيام العيد والتشريق أيام النحر والأكل؛ فيشرع فيها التكبير.
شعيرة التكبير في عيد الأضحى
يُعد التكبير من شعائر الإسلام التي يُندب فعلها، وقد حثّ الله -تعالى- على فعله في آيات كثيرة في كتابه؛ كقوله: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)، وقوله -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ).
ويُعرف التكبير بأنه تعظيم الله -تعالى- بتكبيره، وعبادته، وروي عن علي وعُمر وابن مسعود -رضي الله عنهم- أن صيغة التكبير تكون بقول: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله والله أكبر، ولله الحمد".
الحكمة من مشروعية التكبير
شرع الله -تعالى- التكبير لِحَكَمٍ كثيرة، ومنها ما يأتي:
- توحيد وإخلاص العبادة لله تعالى
والخُضوع له بالطاعة، قال -تعالى-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ).
- تعظيم الله تعالى
فمعنى كلمة الله أكبر أيّ أنّه أكبر وأعظم، وأجل من كُل شيء، مما يُشعر الإنسان بعظمة الله -تعالى- في قلبه، وفي جميع أحواله، بحيث يذلّ ويخضع ويتواضع لخالقه.
- تخصيص الذبح باسم الله -تعالى- منافاة لفعل المشركين قديماً
فقد قال الخطابي: "إنّ الناس في الجاهلية كانوا يذبحون لآلهتهم في أيام عيد الأضحى".